قالت وكالة فارس الايرانية للانباء قبل قليل ان قناة الجزيرة خسرت أحد أهم كوادرها الإعلامية مرة أخري و هو مقدم البرامج " سامي كليب"، ممن يجمع بين الاحترافية والانتماء الصريح لقضية المقاومة في العالم. و أفادت وكالة أنباء فارس نقلاً عن موقع فضائية المنار علي الشبكة العنكبوتية؛ أن كليب وقَّع عقدا مع قناة تلفزيونية أخرى، ما يعني توقف تعاونه رسمياً مع القناة القطرية ولكن لم يُعرف بعد اسم القناة التلفزيونية المقرر أن ينتقل اليها لاحقاً، كما أن منصبه فيها ما زال طي الكتمان. و فيما من المتوقع أنه سيشرح ملابسات هذه الخطوة لاحقاً، فإن الفرضيات تتباين حول أسباب مغادرة مقدم برنامج "زيارة خاصة" للقناة، وهو البرنامج الذي شكل غالباً منبرا للمقاومين في العالم ضد الكيان الصهيوني، ما أثار حفيظة الصحافة الصهيونية. و يأتي توقف التعاون بين كليب و"الجزيرة"، بعد عدد من الاستقالات التي شهدتها القناة على مدى العامين الماضيين، وكان آخرها استقالة مدير مكتبها في بيروت ومقدم برنامج "حوار مفتوح" غسان بن جدو. و تجدر الإشارة إلي أن كليب قدم في القناة برنامجي "زيارة خاصة" و"الملف"، عبر انتاج خارجي. وتميز الأول بالدخول في أسرار وتاريخ شخصيات عربية كثيرة من المشرق والمغرب العربيين. فيما أضاء "الملف" على ملفات ساخنة كان آخرها ملف السودان قبيل تقسيمه، حيث تم الكشف فيه عن حتمية الانفصال ودور اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة الأميركية في إيصال أوضاع البلد العربي الأفريقي الى حد الإنفصال. كما تناول ملف التسلح العربي وكيفية فرض الولاياتالمتحدة الأميركية صفقات كبيرة على الدول المطلة علي الخليج الفارسي لبيعها أسلحة قد لا تستخدمها مطلقا، بالإضافة الى خطر رجال الدين اليهود على مستقبل الصراع العربي الصهيوني. و في ظل هذه الاستقالات من "الجزيرة"، ومنها ما هو معروف ومنها ما زال مكتوما، والتي طالت أسماء بارزة فيها، فإن السؤال المطروح هو: هل تحولت "الجزيرة" الى إحدى ضحايا الثورات العربية، نتيجة ابتعادها عن الموضوعية والمهنية في التغطية وانحيازاً الى ثورة دون أخرى؟