تمتاز الكاتبة الشابة شيرين هنائي ، دائماً بكتاباتها الشيقة التي تُمتع وتجذب الجمهور ودائماً ما تكتب في مجال الرعب الفلسفي، الذي تعتبره عالم خاص هي تعشقه، ومن النادر أن نجد في المكتبات المصرية كتاب رُعب مميز أو كتاب يدور حول عالم ما وراء الطبيعة يجذب القراء لشرائه، خاصة لو كانت كاتبة هذا الكتاب إمرأة! إلا أن هذه القاعدة تم خرقها بعد إصدار رواية نيكروفيليا للكاتبة شيرين هنائي والذي إحتل مركزاً متقدماً ضمن الأكثر مبيعاً وسط كتب الأدب الساخر وكتب أخري لكبار الكُتَّاب. ومؤخراً علمت بوابة الفجر الفني عن تحويل هذه الرواية لفيلم سينمائي، وبالفعل أكدت الكاتبة شيرين هنائي ، في تصريح خاص: كنت في مناقشة لأعمالي الأدبية في مؤسسة أولاد حارتنا بالمنصورة وإلتقيت السيناريست محمد راجح ، فعرض عليّ كتابة إسكربت، سيناريو يقوم من خلاله بتحويل الرواية لفيلم سينمائي وبالفعل لم أتردد ووافقته علي ذلك ونقوم حالياً بعقد جلسات عمل للإستقرار علي النص النهائي للفيلم وتصحيح الأسماء وغيرها من التفاصيل. وأشارت هنائي إلى أن محمد راجح قارَبَ على الإنتهاء من كتابة الفيلم, وتم ترشيح ثلاثة طالبات من معهد الباليه لإختيار أحدهم للقيام بدور منسية بطلة الرواية وتم ترشيح المخرج عصام الجندي ، وهو خريج أكاديمية رأفت الميهي للسينما، لإخراج الفيلم السينمائي. نيكروفيليا تقع في 107 صفحة من القطع الصغيرة تحكي عن فتاة في سن المراهقة تُدعى منسية وتعاني من مرض نفسي نادر وهو نيكروفيليا مدرج بالفعل في مراجع الطب النفسي لكن من شدة ندرته في الوطن العربي يُهيأ إليك أنك تقرأ عن مرض ميتافيزيقي من المستحيل أن يُصاب به شخص ما، فالشخص المصاب بالنيكروفيليا يُصبح لديه إستثارة جنسية عند مشاهدة صورة الجثث أو حتى مشاهدة الجثث الميتة وقد يصل الأمر إلى حد الممارسة الجنسية الكاملة وأحياناً يضطر المريض للقتل لتوفير هذه الجثث. تغوص الرواية في أعماق النفس البشرية بكل متناقضاتها بأسلوب أدبي قوي وسلس في نفس الوقت، حيث تحدثنا الكاتبة عن منسية منذ طفولتها وتستعرض كل الظروف النفسية التي مرت بها بداية من وفاة والدتها وهي طفلة ومشاهدتها لعملية تغسيل الأم، مرورا بزواج الأب بزوجة جديدة فأصيبت منسية بفقدان شهية مستمر وتقيؤ بعد تناول أى طعام نتيجة لتقديم زوجة والدها لها طعاما فاسداً، وتكبر الطفلة منسية وتصبح مراهقة نحيلة الجسد دميمة الشكل تُصاب بحالات إغماء متكرر نتيجة لسوء التغذية وفي يوم من الأيام يأخذها والدها للطبيب الشاب الوسيم جاسر الذي يرى في منسية حالة تصلح بشكل كبير لرسالة الماجستير الخاصة به فيتولى علاجها على نفقته الخاصة لتتوالى الأحداث التي تنتهى بمفاجأة غير متوقعة.