نظم الصالون الثقافي التابع لمبادرة مجتمعي السكندرية، حلقة نقاشية واسعة تم خلالها مناقشة جميع أعمال الكاتبة الشابة شيرين هنائي، وهي عجين القمر، والموت يوماً آخر، وصندوق الدمي، ونيكروفيليا وأقيمت الحلقة النقاشية تحت رعاية ميريهان فاروق الفقي، مؤسسة المبادرة والصالون وإستمر النقاش أكثر من خمس ساعات بمقر مكتبة ديوان فرع الإسكندرية أمام مكتبة الإسكندرية. أدار اللقاء والحوار ميريهان الفقي، تخلله في البداية ترحيب وتقديم الكاتبة للحضور ثم تحدثت هنائي في نبذة قصيرة عن رواياتها عجين القمر الصادرة في 2009 ، والموت يوماً آخر الصادرة في 2010 وصندوق الدُمى ونيكروفيليا، الصادرتين في 2011، وسردت هنائي المعاناة التي واجهتها في بداياتها ككاتبة وعدم وجود دور نشر تتبني أعمالها إلا أنها لم تيأس وواصلت سعيها نحو هدفها إلي أن ساعدها هاني عبد الله، مدير دار رواق للنشر والتوزيع، كما تحدثت عن أعمالها في الرسوم المتحركة بصحبة حنان الكرارجي. طغت رواية نيكروفيليا علي غالبية الحلقة النقاشية كونها الأنجح والأشهر في أعمال هنائي، وبحضور القراء من المثقفين والكُتَّاب، دار النقاش حول الرواية التي لا يوجد فيها شخصيات محورية كثيرة، فالرواية التي تقع في 107 صفحات من الحجم الصغير، تدور في فلك شخصية رئيسة، تتبع مأساة فتاة تدعي منسية ، من بدايتها وحتى نهايتها، وتعرض نموذجاً غريباً قابلاً للتحول من المحبة إلى الكراهية، والقفز من البراءة إلى أشد صور القسوة، على الذات أولاً، وعلى أقرب الناس ثانياً، وعلى الطرف الآخر من منسية ، توجد شخصية جاسر ، من رأته الفتاة الصغيرة فارس الأحلام، وطوق النجاة، لكنه لم يكن كذلك، إذ وجد في منسية حقل تجاربه، وحالة مرضية، وعيّنة شاذة، ستحقق له مجداً علمياً، لكن كان للفتاة رأي آخر إذ رفضت العلاج معتبرة أن مجرد الإستجابة له ستبعدها عمن تحب، وستحرمها من نبع الحنان الوحيد الذي صادفت في حياتها، ولذا ظلت تقاوم محاولات طبيبها الشاب، لتتطور مسارات الرواية بعد ذلك. وتحدثت هنائي عن المرض النفسي الذي تناقشه في الرواية ورغم أنه مرض نادر لم تجري عليه دراسات مصرية أو عربية إلا أنها إستعانت بالدراسات الأجنبية في كتابة روايتها التي جاءت فكرتها عن قصة واقعية شاهدتها في التلفزيون لفتاتين يعانون من نفس المرض، وإستمرت هنائي في كتابة روايتها عام ونصف العام، ومن المنتظر أن تتحول الرواية إلي إسكربت سينمائي يتم تحضيره حالياً، وأكدت هنائي أن الفيلم والرواية لم يناقشا الجنس والموت بطريقة موسعة ولو واجه الفيلم أي تعارض من جانب الرقابة سيكون هناك مرونة في التعامل حتي يخرج الفيلم للجمهور، مؤكدة أنها لا تخاف من سقوط الفيلم أمام الأفلام التجارية المتواجدة علي الساحة لأنه فيلم هادف يعالج قضية هامة مشيرة إلي أنها متفائلة بعودة الجمهور للأفلام الجادة وهذا ما سيتم ملاحظته خلال الفترة المقبلة. كما سردت هنائي وقت مطول أيضاً لروايتها صندوق الدُمى حيث أكدت أنها تدور حول مفهوم الحرية، وأننا متوهمين أن هناك حرية بالفعل ولكن التقييد هو السائد ونحن نضحك علي أنفسنا، وتضم الرواية أيضاً التحدث عن الماسونية حيث أعطتها مساحة جيدة جعلت القصة أفضل وإعتبرتهم سحرة ودمى وأشياء خوارقية وهذا كان بطريقة غير مباشرة لأن الماسونية موجودة وواقعية وتحمل خطر حقيقي، وبعدها أقيم حفل توقيع لروايات صندوق الدمي ونيكروفيليا ، وإلتقطت مع الحضور العديد من الصور التذكارية. وتحدثت هنائي عن إستعدادها لتقديم كورس كتابة إبداعية سيبدأ من 10 ديسمبر ويستمر لمدة سبعة أيام بمكتبة ألف بالإسكندرية، وسيكون مبنياً علي خبرات وترجمات الكُتَّاب، في مجال الأدب والإعتماد علي الدراسة الأكاديمية وسيتضمن الكورس الكتابة والموسيقي والرسم، كما أقامت ميريهان الفقي، سحب علي خمسة كتب تشجيعاً منها للقراء علي زيادة المعرفة للحضور وإثراء الحركة الثقافية والتشجيع علي القراءة وأجرت السحب شيرين هنائي، وفاز خمسة أشخاص من الحضور بالكتب سلمتهم شيرين هنائي، وإختتمت الحلقة النقاشية بإلقاء كلمة من الحضور للكاتبة وعبر الجميع عن سعادتهم بالنقاش. شيرين هنائي من مواليد القاهرة 1982، وتخرجت من كلية الفنون الجميلة عام 2004 قسم جرافيك ورسوم متحركة ، وتعمل مخرجة رسوم متحركة وكاتبة سيناريو، صدر لها روايتي نيكروفيليا ، و صندوق الدمي ولها قصص في سلاسل حكايات الظلام المحظورة، وعجين القمر، والموت يوما آخر، ودائماً ما تكتب في مجال الرعب الفلسفي.