بعد تصدر فضائح التنصت على الهواتف الخلوية من قبل الصحيفة الإنجليزية "نيوز أو ذي وورلد"، والجدل الواسع حولها بما يتضمنه من غضب، قررت الشركات الكبرى سحب إعلاناتها في الصحيفة أو مراجعة سياستها الإعلانية مع صحيفة الإثارة. فقد أعلنت شركات صناعة السيارات فورد وفوكسهول وكذلك فيرجين هوليدايز وهاليفاكس والمجموعة التعاونية، وغيرها من الشركات، سحب إعلاناتها التي كان من المقرر أن تظهر في الصحيفة. وقالت فورد إنها ستعلق إعلاناتها في الصحيفة موضع التحقيق، أي "نيوز أوف ذي وورلد"، وسحب موقع "ممزنت" الرائد في مجال الأمومة على الإنترنت إعلاناته من "سكاي"، والتي تقدر قيمة حملتها الإعلانية في "سكاي" بنحو 25 ألف جنيه استرليني. وقالت شركات أخرى، مثل شركة الاتصالات "تي موبايل" وأورينج" إنهما تدرسان موقفهما من الإعلان على ضوء الضجة التي رافقت المزاعم ضد الصحيفة البريطانية التي تشكل أحد أبرز استثمارات الإمبراطورية الإعلامية للمليونير روبرت ميردوخ. وظهرت دعوات لمقاطعة الصحيفة على مواقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر." غير أن المحللين في المجال الإعلامي يقللون من شأن هذه الخطوة، لكنهم قالوا إن احتمال حدوث تأثير واسع مرتبط بما يمكن تسميته "أثر الدومينو"، وعندها قد تؤثر مثل هذه الإجراءات على العمل التجاري كل. وقال المحلل دوغلاس ماكيب، لCNN إن تقديراته لعوائد صحيفتي "نيوز أو ذي وورلد" وشقيقتها "ذي صن" من الإعلانات تصل إلى 40 في المائة من دخلها، وهذا يعادل نحو 418 مليون دولار. وكان مردوخ قد خرج عن صمته مؤخراً بشأن فضيحة "التنصت" التي تلاحق إحدى أكبر المؤسسات الصحفية المملوكة له، ووصف قيام الصحفيين بقرصنة البريد الصوتي للهواتف المحمولة لعدد من المشاهير والشخصيات العامة، بل وضحايا هجمات "إرهابية"، بأنه تصرف "يبعث على الأسى، وغير مقبول." وأصدر مردوخ، صاحب مؤسسة "نيوز كورب"، بياناً الأربعاء، بعد قليل من تصاعد الجدل حول ما يمكن وصفها ب"أكبر فضيحة إعلامية" تشهدها بريطانيا، مما دفع البرلمان إلى عقد جلسة خاصة لمناقشة تداعياتها، دعا خلالها رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، إلى إجراء تحقيق موسع في الوقائع التي تضمنتها تلك الفضيحة. تأتي تلك الاتهامات لتدعم إدعاءات مماثلة، تفيد بأن صحفيين بنفس الصحيفة قاموا بقرصنة البريد الصوتي على هاتف محمول خاص بفتاة مراهقة اختفت عام 2002، تُدعى ميلي دولر، والتي عُثر عليها مقتولة في وقت لاحق، الأمر الذي أدى إلى حدوث ارتباك لدى سلطات التحقيق، بعدما اعتقدوا أن الفتاة ما زالت على قيد الحياة. وبدأت الشرطة البريطانية تحقيقاً موسعاً لكشف أبعاد فضيحة التنصت التي قام بها العاملون بالصحيفة، والتي تصنف ضمن صحف الإثارة، وسط توقعات بأن هذه الفضيحة طالت عدداً من السياسيين والمشاهير، حيث قال الممثل هيو غرانت لCNN الأربعاء، إن الشرطة قامت بزيارته ضمن تلك التحقيقات.