ترك مدير صندوق النقد الدولي السابق دومينيك ستراوس كانْ مقر إقامته في نيويورك بعد ساعات من قرار القضاء الأميركي رفع الإقامة الجبرية عنه بضمانته الشخصية من دون إسقاط الدعوى المقامة ضده بتهمة ارتكابه جرائم جنسية, أدت إلى استقالته من منصبه. وبعد الإفراج عنه توجه المدير السابق لصندوق النقد الدولي إلى مطعم إيطالي باهظ الثمن في مانهاتن، حيث ظهر مرتديا حلة بدون ربطة عنق ومبتسما برفقته زوجته وشخصين آخرين بالإضافة إلى الحرس الأمني الذي ركب سيارة دفع رباعي.
وجاء ذلك بعد أن قرر القاضي خلال جلسة قصيرة أمام محكمة مانهاتن الجنائية أمس الجمعة بطلب من الادعاء رفع الإقامة الجبرية المفروضة على ستراوس كانْ, بعد بروز عناصر جردت المدعية من مصداقيتها. كما أمر القاضي برفع الكفالة التي فرضت عليه بقيمة ستة ملايين دولار, مؤكدا أن الملف لم يغلق بعد.
وأوقف ستراوس كانْ في نيويورك منتصف مايو/أيار الماضي بعد بلاغ اتهمه بمحاولة اغتصاب خادمة فندق من أصول غينية، وهي تهمة نفاها لكنها دفعته إلى الاستقالة من منصبه، ووُضع على أثرها رهن الإقامة الجبرية في مانهاتن، مع حراسة على مدار الساعة، بعدما دفع كفالة قيمتها مليون دولار جنبته السجن الاحتياطي.
وفي تطورات الملف، كشفت نيويورك تايمز الأميركية أن مكالمة هاتفية سجلت بين خادمة الفندق وصديقها تركت شكوكا لدى المحققين بشأن مصداقية الشكوى التي قدمتها ضده واتهمته فيها بمحاولة اغتصابها في أيار/مايو الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بأنه هامّ في الشرطة أن المكالمة الهاتفية جرت بعد 24 ساعة من اتهام الخادمة في فندق سوفيتال بنيويورك لستراوس كانْ، مشيرة إلى أن صديقها كان يتحدث من مركز اعتقال للمهجرين غير الشرعيين في مقاطعة أريزونا.
وأضافت الصحيفة أنه بعد ترجمة المكالمة التي تمت بلغة كينية محلية تبين أن الخادمة قالت لصديقها "لا تقلق، هذا الرجل –أي ستراوس كان- يملك أموالا كثيرة... وأنا أعرف ماذا أفعل".
وذكر نفس المصدر أن صديق الخادمة قد تم اعتقاله في جنوب غرب مانهاتن.
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤوليْن أميركيين من أجهزة حفظ القانون، قولهم إن المدعين لا يصدقون كثيرًا ما قالته المدعية لهم، وأشار أحدهم إلى أن من بين ما اكتشفه المحققون مسائل تتعلق بطلب اللجوء للمدعية الغينية البالغة من العمر 32 عامًا، وارتباطات محتملة مع أشخاص متورطين بنشاطات إجرامية بينها الترويج للمخدرات وتبييض الأموال.
طلب ترشح وبشأن تداعيات الإفراج عن ستراوس الذي كان يعتبر من أبرز المرشحين عن الحزب الاشتراكي الفرنسي لمواجهة ساركوزي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، طالب معارض فرنسي من الحزب الاشتراكي ستراوس كانْ بضرورة خوض الانتخابات التمهيدية للحزب لاختيار مرشح الرئاسة في الانتخابات الفرنسية القادمة أمام الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي.
وقال فرانسوا هولاند الذي يسعى إلى الحصول على ترشيح الحزب الاشتراكي لصحيفة ليبراسيون "لا شيء يجب أن يمنع ستراوس كانْ من خوض الانتخابات التمهيدية للحزب لاختيار مرشح للرئاسة".
ويأمل الحزب الاشتراكي أن يستأنف ستراوس كانْ حملته بعدما تحسنت فرصه في المحاكمة إثر كشف ممثلي الادعاء النقاب أمس الجمعة عن أن عاملة الفندق كذبت بشأن ماضيها