على مدار الحقب الزمنية المتتابعة يأتي قادة وزعماء يتحدث عنهم التاريخ، ويمضي المأرخون في سرد إنجازاتهم وتأثيرهم على المستوى المحلي والدولي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والفنية والرياضية وغيرها..... تتوالي العصور والأزمنة، ويحكي لنا آبائنا عن هؤلاء القادة الذين غيروا مجرى التاريخ بإنجازاتهم الكبيرة في مختلف نواحي الحياة، وقبل وصول الشبكة العنكبوتية إلى منازل العالم كان البعض منا يركض إلى المكتبات بعد الحديث الطويل من الأب والجد للبحث والتنقيب في جميع الكتب عن هذه الشخصيات العظيمة حتى نرى صفاتها الفيزيائية لتكتمل الصورة في أذهاننا تجاه هؤلاء الأشخاص. "متحف الشمع" هو المكان الوحيد الذي يجسد الشخصيات بكامل صورتها، فترى الزعيم النازي هتلر يرتدي بدلته العسكرية، وفي الجهة الأخرى يجلس الجوهرة السوداء "بيليه" على الكرة، وكانه في العقد الثالث من عمره، وهنا النظرة المميزة لبطل سلسلة أفلام "قراصنة الكاريبي"، وهناك الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وأسطورة التدريب جوزيه مورينيو بوقفاته المعتادة، وفي الجهة اليمنى النجم الأمريكي براد بيت و..... و... وقد راعى المصممون إبراز كافة المميزات التي تطغو على الشخصية وتميزها من خلال طريقة الوقفة، أو النظرة، أو الضحكة، لتبدو لك كما لو كانت حقيقية بالفعل. ويجتمع جميع الزائرين بلا استثناء لأخذ الصور التذكارية مع "المانيكان" المجسد المصنوع بتقنية بالغة الجودة لا تجعلك تظن ولو لحظة واحدة أنها مصنوعة من الشمع. وتأسس المتحف على يد مدام "توسو" عام 1761 في ستراسبورغ، ولكن الفضل الأول في تعليمها هذا الفن يرجع إلى "كورتيس" وهو الطبيب الذي كانت تعمل أمها لديه بعد توفي أن فارق الحياة والد "توسو". ورغم أنها لم تكن ابته إلا أنه قام بتعليمها هذا الفن الراقي عندما وجد فيها الحس الفني القابل للتجاوب مع هذا النوع الرائع من الفنون، وبالفعل تلقنت "توسو" الفن من معلمها إلى أن تطورت من هوايتها وانشئت معرض لها.. وقد توسعت سلسلة متحف الشمع في العديد من الفروع في أمستردام ولاس فيجاس ونيويورك وهونج كونج وشانغهاي وواشنطن دي سي، وهناك بعض الفروع ستفتح فى المستقبل فى معظم مدن العالم. لن نطيل عليكم بالوصف، ونترككم في جولة حرة مع الصور المبهرة والفيديو المأخوذ من داخل متحف الشمع:-