يهبط شبان يغطى الوشم أذرعهم ويحملون بنادق إيه كيه-47 من على التلال إلى القرى المحاصرة بالمدفعية السورية، ويقتحمون المنازل ويذبحون النساء والأطفال أو يضربونهم حتى الموت، ثم يغادرون القرى حاملين معهم الجثث لإخفاء آثار مذبحتهم. وتسمع روايات كهذه من شهود عيان ومعارضين بوتيرة متصاعدة فى شمال ووسط سوريا معقل انتفاضة عمرها 15 شهرا ضد حكم الرئيس السورى بشار الأسد. وفى العادة يلقى النشطاء باللائمة على "الشبيحة" وهم أكثر معارضى الانتفاضة ضراوة. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وهى جماعة معارضة تقوم بتوثيق حملة الأسد العنيفة ضد الانتفاضة، إن عناصر الشبيحة دخلوا قرية مزرعة القبير السنية الصغيرة الأربعاء الماضى بعد أن قصفت الدبابات منازل القرية وقطعت خطوط الهاتف، مشيرة إلى أنهم قتلوا 78 مدنيا على الأقل وحملوا معهم 37 جثة. وذكرت الشبكة أن قوات الأمن استعانت بشبيحة من قرى علوية مجاورة وهو نفس النمط الذى شوهد فى بلدة الحولة السنية التى تقع على أطراف حمص ثالث أكبر المدن السورية قبل أسبوعين على نطاق أخف وإن لم يقل وحشية. ومنذ البدايات المتواضعة لشبكات التهريب والابتزاز التى شكلها أقارب الأسد فى مدينة اللاذقية الساحلية تحول الشبيحة إلى فرق موت رهيبة تحمل مسئولية أبشع الأعمال الوحشية التى شهدتها الانتفاضة. ويواكب الاحتجاجات الآن تمرد مسلح ضد حكم عائلة الأسد المستمر منذ 42 عاما فى مواجهة بين الأقلية العلوية التى ينتمى إليها الرئيس والأغلبية السنية التى قادت حركة الاحتجاج. واستعان الأسد بشكل متزايد بأقاربه فى تقوية قبضته على حكم سوريا ذات الأغلبية السنية بعد أن ورث السلطة عن أبيه عام 2000 . وبدأ ظهور الشبيحة فى اللاذقية وفى الجبال العلوية القريبة.ويقود أقارب الأسد سيارات مرسيدس زجاجها معتم من طراز معروف باسم (الشبح) بها ترسانة متحركة من الأسلحة يقتحمون بها الاختناقات المرورية فى الشوارع. وتبعهم مسلحون أعجبتهم التسمية التى تصفهم بالشبيحة. وتطور الشبيحة بدعم من الدولة ليتحولوا إلى ميليشيات حقيقية بعد الانتفاضة. واستخدم الشبيحة بتوجيه من مسئولين فى حزب البعث أو من جانب قوات الأمن فى إخماد الاحتجاجات فى مدن سورية غالبا عن طريق إطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين.وحمل الشبيحة فى مظاهرات موالية للحكومة فى دمشق ومدن أخرى فى وقت سابق من هذا العام لافتات تقول "يا أسد إحنا شبيحتك للأبد" وغيرها من اللافتات التى تؤكد ولاءهم للرئيس السورى.