إذا كانت نغمة مؤامرة التدخل الأجنبي من أنصار الأنظمة العربية التي تعاني أمام ثورات شعوبها هي البارزة حاليا، فإن المؤكد أن التدخل الأجنبي كان وراء الانقلاب الذي صنعه الجنرال البرتغالي مانويل جوزيه، بطل حكاية اليوم. فمع بداية الموسم والانطلاقة الهزيلة للمدرب السابق حسام البدري مع الأهلي، كان واضحا أن الفرصة مواتية للمنافسين من أجل الانقضاض على اللقب الذي احتكره أبناء القلعة الحمراء لست سنوات متتالية، ولاسيما الزمالك والإسماعيلي.
وبالفعل بدت الأمور وهي تخرج عن السيطرة داخل حامل اللقب مع مدربه السابق، الذي أثار استهجان مشجعي الفريق وجماهيره وحتى رابطة مشجعيه التي تدعم الفريق والجهاز الفني في كل الظروف والأوقات.
وكانت العلامة الفاصلة عقب مباراة الإسماعيلي في الدور الأول، والتي نال خلالها الفريق هزيمة ثقيلة بثلاثة أهداف لهدف، عندما هتفت الجماهير بوضوح "كفاية يا بدري"، ليقرر المدير الفني الفائز بلقب الدوري وضع حد لمسيرته مع الفريق والرحيل.
وبعد فترة قصيرة مع المدرب المؤقت عبد العزيز عبد الشافي لم يشهد أداء الفريق أي تغيير، جاء الفرج عندما أعلنت إدارة النادي عودة جوزيه لقيادة الفريق في فترته الثالثة.
عاد جوزيه وعادت معه الانتصارات، ومعهما بسمة الجماهير وأفراحها التي غابت عنها طويلا، بل وعاد أيضا الأمل في لقب الدوري، رغم البداية المخيبة للآمال بالتعادل مع مصر المقاصة.
ورغم أن الأمل تقلص بشدة حينها في اللحاق بالقمة، لاسيما مع إنهاء الفريق للدور الأول في المركز الرابع، فإن الساحر البرتغالي استغل التوقف الطويل لمسابقة الدوري من أجل إعادة ترتيب أوراق البيت الكبير وشحن طموحاته.
وأثبت المدرب البرتغالي أن العمل الجاد والجهد الشاق هما فقط ما يحتاجهما المدرب صاحب الإمكانيات والقدرات المتميزة، إذ أنه رفض العودة إلى البرتغال رغم اشتعال الأحداث في مصر خلال الثورة من أجل البقاء قريبا من اللاعبين ومساعدتهم على استعادة مستواهم.
واستطاع جوزيه أن يعيد لاعبا فقد الكثيرون فيه الأمل هو محمد شوقي الذي استعاد الكثير من قدراته مع البرتغالي، إضافة إلى إعادة الهيبة لخط الدفاع الذي كان معدل اهتزاز شباكه لا يقل عن هدف في كل مباراة.
ومنذ عودته، حقق جوزيه الفوز في 8 مباريات والتعادل في 3 آخرين، إضافة إلى التأهل لدور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا.
وقد لا يعني ذلك فوز الأهلي باللقب في نهاية الموسم نظرا للمنافسة الشرسة التي يلقاها من منافسه اللدود، لكنه لن يغير من حجم العمل الذي قام به الساحر مع فريقه الوثير.
مانويل جوزيه دا سيلفا، من مواليد 9 ابريل 1946 بالبرتغال، كان لاعبا سابقا بدأ عمله التدريبي عام 1978 مع سبورتنغ دي اسبينيو، ثم تولى تدريب كل من فيتوريا دي غيماريش وبورتينمونينزي وسبورتنغ لشبونة وسبورتنغ براغا وبوافيشتا وماريتيمو وبنفيكا ولييريا، قبل أن يتولى تدريب الأهلي في 2001.
ومن الأهلي إلى بيلينينسيس البرتغالي ثم إلى الأهلي مرة أخرى في 2002، ليصنع معه واحدا من أزهى عصور الفريق في تاريخه، قبل أن يتولى تدريب منتخب أنغولا في 2009 ثم اتحاد جدة، ومنه إلى الأهلي.
وحصد جوزيه أطنانا من الألقاب والبطولات، أبرزها الفوز بكأس البرتغال وكأس السوبر البرتغالي، والمركز الثالث في مونديال الأندية ودوري أبطال أفريقيا 4 مرات وكأس السوبر الأفريقية 4 مرات والدوري المصري 5 مرات وكأس مصر مرتين وكأس السوبر المصري 4 مرات.