الدرع الأهلاوي مهمة صعبة.. حقيقة ترتبط بإعلان تتويج الفريق الاول لكرة القدم بالنادي الأهلي بطلا لمسابقة الدوري الممتاز نسخة2010/2009.. حصول الأهلي علي اللقب تحت قيادة وطنية لحسام البدري مهمة صعبة تحققت علي أرض الواقع وفي مشهد لم يتخيله خبير كروي واحد ممن راهنوا علي ابتعاد الدرع عن القلعة الحمراء وكذلك المقربون من دائرة صناعة القرار بالأهلي الذين كان رهانهم الأول هو البقاء في المنافسة خلال موسم انتقالي لمستقبل الكرة الأهلاوية. هناك معطيات صنعت من فوز الأهلي بلقب الدوري الممتاز مهمة صعبة لم تكن في الحسابات علي الإطلاق.. وتعبر عن واقع يرتبط بالأهلي.. هو بالفعل ناد يملك جينات البطولة.. لا يعترف بالصعوبات.. يواجه الجميع بشجاعة وبأس.. وعناصره لديهم إدمان اسمه النجاح لماذا كان الفوز بالدوري صعبا؟ سؤال تجيب عنه معطيات ومحطات كانت كفيلة بإسقاط أي فريق في العالم يتعرض لها غير الاهلي. شبح جوزيه واعتراف فينجادا خلافة جوزيه أمر مرعب.. حقيقة قدم البرتغالي نيلو فينجادا أوراقها عندما فاجأ مصر كلها بالاعتذار عن عدم الاستمرار في منصب المدير الفني للفريق الاهلاوي بعد أسبوع واحد من توقيعه لعقده مع لجنة الكرة.. قال فينجادا: خلافة مانويل جوزيه بعد الانجازات التي حققها, ماحدث كانت له معطياته المساعدة لجوزيه, هو يملك شعبية طاغية بين الجماهير.. وتكرار الانجازات أمر صعب, الضغوط هائلة.. الجميع يطالبك بالألقاب التي حققها جوزيه سريعا دون النظر لظروف الفريق الحالية, هناك ظروف دفعتني للرحيل والادارة تفهمت ذلك.. ما قاله فينجادا بعد اعتذار يعبر عن واقع الضغوط الهائلة التي تعرض لها في أيام معدودة قضاها دون تدريبات وهو الخواجة الاجنبي الذي ينال حصانة اعلامية في المواسم الانتقالية بالاهلي كما تؤكد تجارب مدربين عديدين منهم جوزيه نفسه.. الاخير كانت له علاقات خيالية بالجماهير الاهلاوية بعد ان نجح بذكاء في تصوير سيناريو الملهم جوزيه اليها وساعده في ذلك الانتصارات المدوية التي حققها الفريق بجيله الذهبي.. وكان ذكاء جوزيه أكبر في الدخول في معارك المساندة الجماهيرية في أزمات عديدة لها مع شخصيات لامعة بما فيها ادارة النادي.. وصل جوزيه في عامه الاخير إلي مدرب فوق النقد من قبل الجماهير رغم الانكسارات.. وصنع جوزيه برحيله أزمة لمن يخلفه هرب منها نيلو فينجادا وقبلها بلا تردد حسام البدري.. الذي ينكر منذ اليوم الاول له في المنصب الكبير حاجة الفريق إلي تجديد.. بالاضافة إلي إعلان الادارة الوجود في دائرة المنافسة لكن دون وعود ببطولات في ظل عصر ما بعد جوزيه والاحتياج إلي تجديد شامل.. البدري نفسه حينما كان مديرا للكرة ومدربا عاما كانت له علاقات طيبة للغاية مع الجماهير لكن بعد خلافته لجوزيه تراجعت العلاقة لأن قطاعا كبيرا لم ينس جوزيه ويراه المدرب الافضل في تاريخ النادي.. وهو أول محطات المهمة الصعبة التي نجح الاهلي في تجاوزها من خلال إحراز اللقب بمدرب وطني هو حسام البدري.. نقطة البداية.. انكسار سانتوس ثانية محطات المهمة المستحيلة هي رحيل مانويل جوزيه عن تدريب فريق منكسر معنويا وفنيا بعد تلقيه صدمتين بالغتي الصعوبة.. الاولي بالخروج من دور الستة عشر لدوري الابطال الافريقي وضياع اللقب وفرصة التأهل إلي نهائيات كأس العالم للاندية.. والثانية الخسارة المدوية التي تعرض لها الفريق في آخر مبارياته مع جوزيه أمام سانتوس الانجولي بثلاثة اهداف مقابل لاشيء وخروجه من الدور السادس عشر لكأس الكونفيدرالية الافريقية وهي الهزيمة التي ختم بها جوزيه مشواره مع الفريق وأدت إلي أحداث انكسار لدي اللاعبين بعد تأكدهم من من عدم حصد لقب كروي خلال عام2009.. كانت هناك.مجموعة تأثرت فنيا ومعنويا بهذه الهزيمة هم رمزي صالح الحارس الاساسي الذي جري التشكيك في قدرته علي حراسة مرمي الاهلي وكذلك أحداث فتنة في علاقة شادي محمد كابتن الفريق الذي اصطدم بجوزية في رحلة انجولا ومع زملاء له بالفريق علي رأسهم أحمد حسن ووائل جمعه مرورا باتهام أحمد بلال واسامة حسني وهاني العجيزي بعدم الصلاحية في قيادة الهجوم.. وبرفقتهم لاعبون آخرون مثل حسين علي وحسين ياسر محمدي وأحمد حسن دروجبا الذين رحلوا عن الفريق تباعا ولكن الاخطر من ذلك كان حاجة حسام البدري لشحن طموحات لاعبين تشبعوا من البطولات وعانوا معنويا من رحيل الخواجة البرتغالي لارتباطهم الوثيق به. غياب الصفقات السوبر من المحطات التي صنعت من انجاز الحصول علي درع الدوري الممتاز مهمة صعبة.. عدم ابرام حسام البدري أي صفقات سوبر ممن كان يراهن عليهم في تدعيم صفوف الفريق بالصورة التي تميزت بها ولاية مانويل جوزيه في6 مواسم عدا التعاقد مع شريف عبدالفضيل مدافع الاسماعيلي غابت نغمة الصفقات السوبر القادرة علي منح الاهلي الرهبة للمنافسين عند انطلاق الموسم وكانت البداية برفض ادارة بتروجت عرضا لشراء وليد سليمان صانع الالعاب الموهوب مقابل5 ملايين جنيه في يوليو الماضي.. وهي صفقة كان يراهن عليها البدري.. كذلك فشلت مفاوضاته لتدعيم هجومه بدودي الجباس مهاجم وهداف المصري البورسعيدي قبل سفره إلي بلجيكا وتوقيعه عقدا مع ليرس وايهاب المصري هداف المقاولون العرب والتعثر في استقدام مهاجم أفريقي سوبر وتطور ملف عدم ابرام صفقات سوبر بالمغالاة المالية التي حددتها ادارة نادي النصر السعودي التي اشترطت500 ألف دولار للموافقة علي اعادة حسام غالي لاعب الوسط المدافع للاهلي لمدة موسم بخلاف ما يحصل عليه اللاعب مما أدي إلي تعثر المفاوضات مع النادي السعودي وكذلك رفض محمد شوقي المحترف في ميد لسبره الانجليزي بصيف عام2009 عرض العودة إلي الاهلي وتمسكه بالامل في احياء رحلته الاحترافية ليخرج الاهلي من حصاد موسم الانتقالات الصيفية قبل بداية الموسم بصفقات لم تقنع الرأي العام الاحمر عدا ضم شريف عبدالفضيل المعروف بتألقه مع الاسماعيلي وحاجة الدفاع الاحمر في نفس الوقت, ومعه محمد فضل رأس الحرية الذي تأثر بالإصابات التي تعرض لها تمثلت صفقات الصيف في فرانسيس دور فوركي رأس الحربة كثير الاصابات وامير سعيود اللاعب الجزائري صغير السن الذي جرت اعارته للعربي الكويتي وثلاثي الدفاع الذي رحل سريعا وهم محمد خلف الليبرو وعطية البلقاسي قلب الدفاع ووائل شفيق الظهير الايسر.. الترشيحات في صالح الأبيض لم يكن عدم اعلان التحدي وإحراز اللقب قبل بداية الموسم من جانب الاهلي من فراغ في ظل ماعاشه من ترتيب المنافسين لأوراقهم استعدادا للموسم وكذلك بحثا عن الدرع.. قبل ان ينطلق الموسم كانت كل الترشيحات تتجه صوب الزمالك كمرشح أول بعد صفقاته المدوية بضم أحمد حسام ميدو وعمرو زكي ومحمد عبدالشافي وأحمد فتحي بوجي وحسن مصطفي وغيرهم بالإضافة إلي تجديد عقود حازم امام الصغير وأحمد الميرغني وعلاء علي وحالة الاستقرار الاداري وظهر الاسماعيلي في دائرة الترشيح بعد ضمه لعصام الحضري من سيون السويسري واحمد ابو مسلم من ستراسبورج الفرنسي وتجديد عقود محمد حمص وعبدالله السعيد ووجود لاعبين مميزين امثال محمد محسن أبو جريشة وأحمد خيري وأحمد سمير فرج والمعتصم سالم ممن اسهموا في الوصول إلي مباراة فاصلة.. وهناك من راهن علي بتروجت بعد الاحتفاظ بوليد سليمان وامتلاكه خط هجوم قوي يضم السيد حمدي واريك بيكوي وعلاء ابراهيم قبل رحيله لسموحه والتعاقد مع عاهد عبدالمجيد هداف الترسانة.. وكذلك حرس الحدود الذي توج قبل بداية الموسم بطلا لكأس السوبر المحلي واحرازه لقب كأس مصر في الموسم الماضي. معاناة في التجديد لم يسبق في الماضي أن عاني الاهلي طويلا من ملف تجديد التعاقدات وبدايته الموسم دون حسم الملف مثلما حدث في الموسم الحالي. الاهلي ومديره الفني حسام البدري دخل الموسم ولديه خمسة لاعبين تنتهي تعاقداتهم وهم عماد متعب أمله في الهجوم ومحمد بركات ملهم الفريق في عصره الذهبي وأحمد بلال كابتن الفريق وأحمد السيد قلب الدفاع ومعتز إينو لاعب الوسط المدافع.. وبدأ الموسم دون حسم ملف التجديد.. واحتاج الاهلي ثلاثة أشهر لحسم التجديد لاينو ثلاثة مواسم مقبلة وأصيب اللاعب بعدها بقطع في الرباط الصليبي واحتاج الاهلي4 أشهر لم يستفد خلالها من محمد بركات بسبب الاصابة التي غاب علي أثرها عن8 مباريات هي الاخيرة في الدور الاول.. وكان الخلاف كبيرا حول تجديد بركات لعقده بعد اعتراف اللاعب برغبته في الرحيل للخليج والاحتراف لموسمين من أجل تأمين مستقبله المالي علي حد تعبيره ووجود خلافات حول المقابل المالي السنوي المعروض من جانب لجنة الكرة لم يحسم الملف إلا بعد تدخل محمود الخطيب نائب رئيس النادي.. والمثير أن الفريق توج رسميا بطلا للدوري في توقيت لم يحسم خلاله ملف تجديد عقد عماد متعب هداف الفريق الذي نجح الجهاز الفني في مساعدته علي اللعب بلا ضغوط بسبب رفضه التوقيع لرغبته في الاحتراف وكذلك احمد السيد قلب الدفاع الذي يدور خلاف حول المقابل المالي الذي يرغب في الحصول عليه.. وأيضا احمد بلال المعلن تأجيل ملفه لنهاية الموسم.. وهي أول مرة ينال فيها الاهلي درع الدوري مع هذا العدد الكبير من لاعبين تنتهي تعاقداتهم وبدء موسم دون حسمها. حكاية أبو تريكة ومثلما كان مانويل جوزيه برحيله دافعا لصناعة مهمة صعبة.. كان محمد أبو تريكة صانع المجد في المستطيل الاخضر بالأهلي محطة من محطات جعل المهمة صعبة بعد الظروف التي ارتبطت برحيله هذا الموسم.. أبو تريكة كان يرغب في الرحيل إلي أهلي دبي الاماراتي للعب معه في كأس العالم للأندية ووصل العرض المالي إلي رقم خيالي لاستعارته لمدة موسم.. تزامنت مع غيابه عن أول5 مباريات للفريق بسبب الاصابة.. وعندما انهي المسئولون الجدل واقنعوا اللاعب الكبير بالبقاء مع الفريق ووقعوا عقدا معه يمتد لصيف2013 لم يهنأ حسام البدري بلاعبه الكبير أكثر من4 مباريات سجل فيها أبو تريكة4 أهداف بشباك المنصورة وانبي وبترول اسيوط وتعرض للاصابة بشرخ اجهادي في القدم تأكد معه غيابه عن الملاعب ل4 أشهر كاملة بخلاف التراجع الحاد الذي ظهر علي أداء أبو تريكة بعد تأثره في بداية الموسم برحيل الأب الروحي مانويل جوزيه عن تدريب الفريق وعدم تأهل المنتخب الوطني إلي نهائيات كأس العالم بجنوب افريقيا والمقرر لها في صيف العام الحالي. رحيل فلافيو.. ضربة قاضية ألقاب الأهلي في الاعوام الخمسة الماضية لعب الدور الأكبر فيها الأنجولي فلافيو المهاجم المسئول عن هز الشباك وقيادة الفريق إلي الانتصار في المباريات, فلافيو أمادو النجم الأوحد في آخر عامين للأهلي.. فهو المهاجم الذي تصدر لائحة هدافي الفريق برصيد11 هدفا في ذلك الموسم ومنح برأسه الذهبية هدفي احراز لقب كأس السوبر الافريقي علي حساب الصفاقسي التونسي مطلع عام2009.. فلافيو كان المهاجم الاوحد في حسابات الجهاز الفني منذ عام2006 وحتي رحيله في2009.. وأحرز أكثر من50 هدفا محليا وقاريا وعالميا وتوج هدافا لبطولة الدوري برصيد17 هدفا موسم2007/2006 وزادت المعاناة تحديدا لدي المدير الفني بعد عودة عماد متعب أحد أهم هدافي الأهلي بين عامي2008,2004 من اعارته لاتحاد جدة السعودي بإصابة غاب بسببها اللاعب عن المباريات ل8 أسابيع كاملة من بداية الموسم وعدم انتظامه في التدريبات الجماعية.. لم يهنأ حسام البدري بصفقة ضم محمد فضل مهاجم الاسماعيلي السابق في انتقال حر لتعويض غياب فلافيو أمادو بعد أن تعرض فضل للاصابة في معسكر الاعداد في ألمانيا واعلان غيابه عن الملاعب لشهرين كاملين.. كذلك أصيب أحمد بلال كابتن الفريق الذي حاول البدري تجهيزه علي أمل استعادة ذكريات بلال لأيامه الخوالي في الاهلي.. مع هذه الاحداث كان السقوط متوقعا خاصة ان انتصارات الاهلي في عهد مانويل جوزيه غالبا ما ارتبطت بمن يدفع بهم في هجومه وتحديدا فلافيو أمادو وعماد متعب.. مع الاخذ في الاعتبار ان فلافيو رحل ومتعب عاد مصابا من الاعارة لكن الاهلي لم يسقط ولم ينهر.