حسام البدري‏..‏ سنة أولي مجد

الرائد الجديد لجيل التلامذة و عناوين أخري ترتبط باسم حسام البدري المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي الذي نجح في قيادة الشياطين الحمر للاحتفاظ بلقب الدوري للموسم السادس علي التوالي‏
البدري نجح في كتابة اسمه بأحرف من الذهب وتحقيق لقب هو الأكبر بالنسبة للجماهير والإدارة‏..‏ البدري رائد التلامذة الذي نجح في اعادة تجديد دماء الفريق وأنهي في زمن قياسي الشيخوخة التي عاني منها الأهلي‏..‏ هو مدرب صنعته الاقدار ليتحمل المسئولية في توقيت عصيب‏.‏الفوز ببطولة الدوري الممتاز وفي أول مواسمه كمدير فني جعل من حسام البدري نجم الشباك في القلعة الحمراء وانضم في زمن قياسي إلي كوكبة أفضل المديرين الفنيين الذين قادوا تدريب الأهلي في‏103‏ أعوام‏..‏ لقب الدوري الممتاز يدفع باسم البدري الآن إلي قائمة الكبار ممن سبقوه لمنح الأهلي ألقابا من مقعد المدير الفني من أبناء النادي سواء بألقاب محلية الدوري الممتاز أو ألقابا قارية كدوري الأبطال الإفريقي والتي تضم محمود الجوهري ومحمد عبده صالح الوحش وطه إسماعيل وأنور سلامة‏..‏ وبات للبدري مكانة موازية لهذه الأسماء الكبيرة في عالم التدريب الأهلاوي من خلال درع الدوري الممتاز لموسم‏2010/2009,‏ اضافة إلي تجاوزه الزمالك في دور ال‏16‏ لمسابقة كأس مصر وصعوده إلي دوري المجموعات في البطولة الإفريقية‏.‏
والبدري لم يكن مطالبا باللقب في بداية الموسم عندما تم اختياره مديرا فنيا للفريق بعد اعتذار البرتغالي نيلو فينجادا عن عدم تولي المنصب‏..‏ والاخير لم يكن مطالبا باللقب في بداية الموسم لعدة اعتبارات أبرزها حاجة الفريق إلي اكبر عملية تجديد دماء بين صفوفه بعد الشيخوخة التي عاني منها‏,‏ بالإضافة إلي انهياره في الموسم الماضي‏,‏ بالرغم من احرازه لقب الدوري الممتاز بمباراة فاصلة وخروجه المبكر من بطولات كأس مصر ودوري الابطال الإفريقي وكأس الكونفيدرالية الإفريقية‏.‏
وكلها عوامل لم تكن تمنح في الأساس حسام البدري أدني فرصة أو معطيات لاحراز لقب الدوري الممتاز‏..‏ ويضاف إلي ذلك ما شهده المنافس التقليدي الزمالك من ابرام صفقات مدوية ابرزها ضم أحمد حسام ميدو وعمرو زكي لتدعيم هجومه والابقاء علي محمود عبدالرازق شيكابالا وهاني سعيد وعبدالواحد السيد والتعاقد مع محمد عبدالشافي وأحمد جعفر وأحمد فتحي بوجي‏,‏ وهي اسماء تألقت بشدة مع اندية أخري في الموسم الماضي‏,‏ لكن البدري حقق ما لم يتخيله أحدا وكتبت مسيرته في الموسم الحالي نجاحات متميزة‏.‏
وتبدأ نجاحات البدري بحصد لقب الدوري الممتاز بتكتيك هجومي شجاع‏2/4/4‏ وهي الطريقة التي اعتمد عليها منذ اليوم الأول بعد توليه المسئولية‏..‏ وهي ثورة تكتيكية قام بها البدري ليتخلص من ترهل تكتيكي ارتبط بأداء الفريق منذ عام‏1988‏ عندما أدخل الألماني ديترتش فايتسا تكتيك‏2/5/3‏ في الأهلي ومن بعدها الأندية المصرية‏.‏
ويحسب لحسام البدري الشجاعة في فرض تكتيكيه علي لاعبيه ولم يفعل مثل مدربين أجانب لعبوا ب‏2/4/4‏ في البداية وتراجعوا عنها في زمن قياسي بسبب النتائج السلبية وفي مقدمتهم الانجليزي الآن هاريس والبرتغالي مانويل جوزيه والهولندي جو بونفرير‏..‏ وتحمل البدري ضغوطا هائلة للتراجع عن‏2/4/4‏ خاصة بعد الخسارة أمام حرس الحدود صفر‏/2‏ في كأس السوبر ومن قبلها هزائم ودية مدوية أمام برشلونة الاسباني وسيلتك الاسكتلندي‏.‏
شجاعة البدري لم تتوقف عند احداث ثورة‏2/4/4‏ بل تحمل وهو ينفذ طريقته في عهد عصيب عاني خلاله كمدير فني من غياب طويل لأسماء لامعة بسبب الاصابات‏..‏ وهو في نفس الوقت أكثر مدير فني عاني من لعنة الاصابات التي حرمته لفترات طويلة من جهود محمد أبوتريكة ومحمد بركات وعماد متعب ومعتز اينو‏,‏ بالإضافة إلي خسارته لجهود لاعبين كان يجهزهم في فترة الاعداد مثل أحمد بلال واسامة حسني وأحمد السيد‏..‏ وخلال رحلة الدوري وجد البدري نفسه يعاني في لقاءات من غياب مهاجميه متعب وحسني وبلال وفرانسيس ومحمد فضل للاصابة ومحمد ابوتريكة وبركات‏..‏ لكنه لم يقدم يوما مبررات لانتظار تعثر أو هزيمة للفريق أو يتراجع عن طريقة‏2/4/4.‏
وحان وقت تجديد الصفوف‏..‏ أحد أهم عناوين إدارة حسام البدري للفريق الأول عند توليه مهام المدير الفني بعد أن جاء تسلمه المنصب في وقت تجاوز متوسط أعمار لاعبي الأهلي بشكل عام حاجز ال‏31‏ عاما‏.‏
ولحسام البدري دور سري في البداية قبل تنصيبه ودور معلن في نهاية فترة الاعداد بعد تنصيبه في القيام بعملية الاحلال والتجديد‏..‏ فهو بعد جيل مانويل جوزيه مباشرة كانت له توصية بإقناع عماد النحاس 33‏ عاما بالاعتزال واستقدامه للعمل مساعدا لهادي خشبة مدير الكرة‏,‏ بالإضافة إلي الاستغناء عن شادي محمد 32‏ عاما كابتن الفريق وتأييد توصية الخواجة البرتغالي وكلاهما كان يلعب في مركز الليبرو الذي تم الغاؤه بعد تطبيق طريقة‏2/4/4,‏ بالإضافة إلي ابعاد لاعبين آخرين وصلوا إلي حاجز ال‏30‏ عاما وهما رامي عادل قلب الدفاع وحسن مصطفي لاعبي الوسط المدافعين اللذين حصلا علي الاستغناء الخاص بهما قبل بداية فترة الاعداد وبعد توليه منصب المدير الفني مباشرة‏..‏ وساهم في تراجع عدد لاعبي الفريق فوق الثلاثين عاما انضمام فلافيو أمادو هداف الفريق للاحتراف في الشباب السعودي‏.‏
ولم ينتظر حسام البدري كثيرا وقام بتعويض الراحلين الخمسة بخمسة عناصر من فريق الشباب جري قيدهم في قائمة الفريق الأول وهم أحمد عادل عبدالمنعم ومحمد سمير وأحمد علي‏,‏ بالإضافة إلي عبدالله فاروق ومصطفي شبيطة العائدين من الاعارات‏..‏ وضم المدير الفني عددا آخر من لاعبي فريق الشباب تحت‏20‏ عاما إلي الفريق الأول وأحدث ثورة بوصفه أول مدير فني يضم‏7‏ لاعبين دون ال‏22‏ عاما من قطاع الشباب والناشئين وهم محمد طلعت وأحمد شكري وعفروتو وشهاب الدين أحمد وأيمن اشرف وهشام محمد ومحمد مختار وكان مقررا انضمام أحمد نبيل مانجا إليهم لولا اصابته في معسكر الاعداد بألمانيا وابتعاده عن الملاعب ل‏5‏ أشهر كاملة‏.‏
وأسفرت عملية تجديد دماء الفريق عن تخفيض متوسط الأعمار من‏32‏ عاما إلي‏24‏ عاما في المتوسط العام‏.‏
ولم تكن عملية تجديد الدماء نظرية فقط بل جري تنفيذها عند اختيار التشكيل الاساسي في أكثر من‏80%‏ من لقاءات الأهلي خلال الموسم الحالي‏..‏ وطالما ضمت التشكيلة الأساسية‏3‏ لاعبين علي الأقل دون ال‏23‏ عاما من بين أحمد عادل عبدالمنعم وأحمد علي وأحمد شكري وهم الأكثر مشاركة في المباريات ويأتي بعدهم الثلاثي مصطفي شبيطة وعبدالله فاروق وشهاب الدين أحمد في عنصر المشاركة‏.‏
وتحولت التشكيلة في عهد البدري إلي سلسلة طبيعية تبدأ بأهل الخبرة فوق ال‏23‏ عاما مرورا بجيل الوسط ونهاية بالوجوه الجديدة‏.‏
وأسفرت عملية تجديد الدماء التي تعد من أهم نجاحات حسام البدري عن صناعة جيل جديد وشاب للأهلي قادر علي قيادته في المواسم المقبلة‏..‏ وقدم المدير الفني للأهلي نجوما جددا منحهم الثقة وتحمل المسئولية في نفس الوقت لعل أبرزهم علي الاطلاق أحمد شكري 20‏ عاما الجناح الأيسر وصانع الألعاب في نفس الوقت وأحد أفضل نجوم الأهلي في الدور الأول تحديدا وهو أهم اكتشاف قدمه البدري للفريق بعد أن نجح اللاعب الصغير في تعويض غياب محمد أبوتريكة ومحمد بركات بنسبة كبيرة في الدور الأول تحديدا والذي كان يشارك فيه بمركزه الاصلي كلاعب وسط مهاجم قبل تحوله إلي مركز الجناح الأيسر‏..‏ في لقاءات الدور الثاني‏..‏ وينضم اليه أيضا أحمد عادل عبدالمنعم 22‏ عاما حارس المرمي الصاعد الذي كان أحد أهم عناصر التفوق للأهلي في
الدور الأول الذي شهد تحوله الي حارس اساسي بعد هبوط مستوي أمير عبدالحميد في دورة ويمبلي الودية وما بعدها امام حرس الحدود في كأس السوبر المحلي‏..‏ ومنح البدري لحارسه الشباب الثقة واشركه اساسيا منذ بداية الدور الأول وهو بحكم السن وما قدمه من عطاء حارس مميز ويمكن تطوير مستواه في الاعوام المقبلة بعد اكتساب خبرات جديدة‏.‏
كما قدم البدري لاعب وسط مدافعا مميزا يجيد هز الشباك من التسديد البعيد المدي وصاحب جهد بدني وفير في الملعب وكان أحد ضحايا مانويل جوزيه في الموسمين الماضيين وهو مصطفي شبيطة 22‏ عاما وهو أحد الوجوه التي لعبت دورا مؤثرا في رحلة الأهلي‏..‏ وكان شبيطة في طريقه للرحيل من الأهلي لولا قدوم حسام البدري لقيادة الفريق‏.‏
والبدري قدم بصورة مميزة أيضا وعبر فترات دون تضحية بلاعبيه الشبان عفروتو وشهاب الدين أحمد‏..‏ وهما أسمان صنعا أهم ايجابيات البدري في التتويج الأحمر‏..‏
حسام البدري هو الأسم الذي وجد في مقاعد تحمل المسئولية ل‏9‏ مواسم متتالية بدأ عام‏2000‏ بمنصب مساعد المدرب متدرجا في المناصب‏..‏ حسام البدري شريك أساسي في صناعة أهم اجيال الأهلي الكروية وتحديدا في الفترة بين عامي‏2009,2005‏ والتي حققت رقما قياسيا من الالقاب والبطولات المحلية والقارية‏.‏
ودخل حسام البدري قائمة الكبار ممن تولوا منصب مدير الكرة في تاريخ الأهلي والتي تضم اسماء لامعة وحققت الكثير للأهلي من خلال المنصب وفي مقدمتهم علي زيوار وصالح سليم وحسن حمدي وطارق سليم وثابت البطل‏..‏ البدري هو مدير الكرة الذي تولي المنصب بالانابة خلال فترة مرض البطل أواخر عام‏2003‏ وتحول إلي مدير كرة رسميا مع بداية موسم‏2006/2005‏ وبقي في المنصب لمدة‏4‏ مواسم متتالية بجوار مانويل جوزيه المدير الفني أسهم كمدير كرة في ابرام العديد من الصفقات الناجحة للأهلي وعلي رأسها ضم فلافيو أمادو وسيد معوض وأحمد حسن‏..‏ كما لعب دورا في توفير عامل الراحة للفريق خلال خوضه منافسات دوري الابطال الافريقي في تلك الفترة أيضا‏..‏ وأحتواء العديد من المشكلات الساخنة بين المدرب البرتغالي وعدد من لاعبيه في مقدمتهم أحمد بلال ومحمد شوقي وعصام الحضري وحسن مصطفي وشادي محمد ورامي عادل وغيرهم‏..‏ وتتضمن مسيرته علي صعيد الالقاب نجاحا مدويا كمدير كرة رسمي حقق معه الفريق لقب الدوري الممتاز‏4‏ مرات متتالية ولقب كأس مصر مرتين ولقب كأس السوبر المحلي‏4‏ مرات متتالية ولقب دوري الأبطال الإفريقي‏3‏ مرات ومثلها لكأس السوبر الإفريقي ويضاف إلي هذه الانجازات برونزية كأس العالم للأندية أهم انجاز علي صعيد الفرق المصرية والعربية والإفريقية حتي الآن في نسخة‏2006‏ باليابان‏,‏ وكذلك حصد بطاقة التأهل والمشاركة في كأس العالم للأندية‏3‏ مرات اعوام‏2008,2006,2005‏ وهو في حد ذاته رقم قياسي لم يحققه ناد آخر حتي الآن في عدد مرات المشاركة‏.‏
حسام البدري أفضل مدرب عام عرفه النادي الأهلي عبر تاريخه الكروي علي الإطلاق من واقع الانجازات التي حققها من خلال المنصب‏.‏
منصب المدرب العام بدأ إرتباط البدري به موسم‏2003/2002‏ مع الهولندي جوبو نفرير وهو في عامه ال‏42‏ وبعد موسمين قضاهما في منصب المدرب المساعد برفقة الألماني هانز ديكسي والبرتغالي مانويل جوزيه‏.‏
وخلال‏7‏ مواسم وجد فيها حسام البدري في منصب المدرب العام حقق الفريق‏17‏ بطولة محلية وقارية‏,‏ بالإضافة إلي التأهل لكأس العالم للأندية‏3‏ مرات‏..‏ وكان البدري هو الشريك الاساسي لمانويل جوزيه‏..‏ ولا أحد ينسي أن البدري بدأ موسم‏2004/2003‏ مديرا فنيا لفريق الشباب بعد خروجه من الجهاز الفني للفريق الأول وعندما تم إبعاد توني أوليفيرا وقدوم مانويل جوزيه لقيادة الفريق في نوفمبر‏2003‏ اختاره جوزيه ليكون مساعده الأول ل‏6‏ مواسم متصلة‏.‏