بعد نجاح الأهلي في حسم درع بطولة الدوري العام لصالحة قبل نهاية المسابقة بأربعة أسابيع وبفارق9 نقاط عن منافسة الزمالك ليحرز لقبه ال35 منذ انطلاق المسابقة عام48 من القرن الماضي. دارت العديد من المناقشات داخل اروقة وجدران القلعة الحمراء تركزت في مجملها حول المقارنة بين المدير الفني الوطني حسام البدري صاحب الانجاز الحالي والبرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني السابق الذي حقق مع الأهلي بطولات وانجازات لم يحققها مدرب سواه عبر تاريخ الأحمر الذي بدأ اولي بطولاته عام48 مع المدرب جميل عثمان أول من قام بتدريب الفريق الأحمر عام48. فعلي الرغم من تباين ظروف تعيين كل من البدري وجوزيه لقيادة الأهلي نجد ان الأخير استطاع الفوز ببطولة الدوري الممتاز6 مواسم متتالية بالاضافة الي4 بطولات افريقية وبطولتين لكأس السوبر الافريقي و4 مرات السوبر المحلي. وتلك النتائج وضعت عشاق جماهير الأهلي لتسميه جوزيه بلقب المدرب الساحر كأفضل مدير فني في تاريخ النادي الأهلي الذي قام بتدريبه حتي الآن38 مدربا منهم17 مدربا وطنيا, كان ابرزهم جميل عثمان, ومختار التتش, والوحش وفؤاد شعبان, والجوهري, وطه إسماعيل, وأخيرا حسام البدري, بينما تناوب علي تدريب الأهلي21 مدربا اجنبيا علي مدي62 عاما, كان ابرزهم المجري هيديكوتي صاحب البصمة الوضحة علي الجيل الذهبي للأحمر خلال فترة السبعينيات, في حين كان للمدرسة الالمانية النصيب الاكبر في تدريب الأحمر بدءا بفايتسا, مرورا بهولمان الاكثر تأثيرا من الناحية التكتيكية وصولا بتسوبيل ودورني, لكن ادارة الأهلي اتجهت الي المدرسة البرتغالية مع بداية القرن الحالي لتضع كامل قدراتها تحت ايدي البرتغالي مانويل جوزيه صاحب اكبر نصيب من الانجازات في تاريخ القلعة الحمراء. وبنظرة فاحصة لما تركه جوزيه وما تسلمه البدري نجد ان جوزيه حسم بطولة الدوري العام الماضي من خلال مباراة فاصلة امام الاسماعيلي, لكن حسام البدري استطاع الحسم رغم صعوبة موقف الأهلي كون معظم نجومه تخطوا الثلاثين عاما وأصبح المنحني البدني يميل للهبوط, لكن المدرب الوطني استطاع بجرأة لفتت انظار الجميع من خلال الدفع بمجموعة من الشباب استطاعت ان تكسر قاعدة الاعتماد فقط علي النجوم وشراء لاعبي الفرق المنافسة البارزين, وهو الامر الذي طالما اعتمد عليه جوزيه ووجد آذانا مصغية من الادارة التي لم تستطع ان ترفض له طلبا. وهو مايحسب للبدري, حيث عمل فريقا من الصف الثاني وهو التحدي الاصعب لأي مدرب يعمل في ظل ادارة وجماهير عريضة لا ترضي الا بالمكسب فقط وترفض تماما الخسارة حتي لو كان الفريق لديه العناصر مايؤهله للفوز بالبطولات وتحقيق انجازات بخطوات ثابته لسنوات مقبلة لكن الامر الذي يدعو للعديد من التساؤلات حول قرارات الإدارة الأهلاوية التي تفضل دائما المدرب الأجنبي عن الوطني فضلا عن طريقة التعامل مع المدرب الوطني الذي يعمل وهو يعلم تماما في الوقت نفسه انه من الممكن الاستغناء عنه بجرة قلم نتيجة الاخفاق ولو في مباراة واحدة, بخلاف الاجنبي الذي يفعل مايريد في ظل ادارة تسانده في جميع قراراته, والامثلة كثيرة ولكن ابرزها موقف إدارة الأهلي التي تعيش حالة من الغضب الآن عقب ازمة شركة الاعلانات التي اثيرت عندما قام المدرب الوطني ومعه مجموعة من اللاعبين بتصوير اعلان لشركة منافسة للشركة الراعية للأهلي وهو حق اصيل للادارة لكن جوزيه في موقف آخر خالف قواعد الاعلان بالطريقة نفسها ولكنه وقتذاك قال للجميع بما فيهم الادارة والشركة الراعية أعملوا ما بدالكم وبالفعل لم يستطع احد ان يقترب منه بمعاقبته أو حتي بالتنبية عليه.. بينما تنتظر البدري عقوبة الاقالة بعد اجتماع لجنة الكرة أمس الأول ثم بعدها المكتب التنفيذي الذي اسفر عن وجود اتجاه قوي لإقالة المدرب الوطني.