■ لا أخفى ثروتى.. وعندما أنتخب سأعلن ذمتى المالية بالتفصيل ■ لم تدفع دولة خليجية مكافأة نهاية خدمتى.. وراتب رئيس الجمهورية لابد أن يكون محترما ■ لا يوجد تنسيق بينى وبين الإخوان.. ولم تعرض الجماعة دعمى فى الانتخابات الرئاسية مطلقاً يتحدث عمرو موسى من أرضية ثابتة.. لا يشك ولو للحظة واحدة أنه سيحسم معركة الرئاسة لصالحه، قال لنا إنه يتعرض لمحاولات اغتيال سياسية منذ أنهى عمله كأمين عام لجامعة الدول العربية، وقال لنا إنه رفض استغلال حالة الفوضى التى تمر بها البلاد فى بعض الأوقات لأغراض دعائية، ثم كان كلامه الصادم عن المعلومات التى توفرت لديه عن مرشح رئاسى يدعى أنه صاحب مواقف وبطولات التقى مؤخراً مبعوثاً إسرائيلياً. خيوط الحوار امتدت بيننا بين المرشح الرئاسى فى مقر حملته بالدقى.. وهو المقر الذى يشبه خلية النحل لا تهدأ فيه الحركة أبداً. الفجر: لماذا رفضت الإدلاء بتفاصيل ذمتك المالية أثناء مناظرتك مع د. عبد المنعم أبو الفتوح؟ موسى: لابد فى طلب الترشح للرئاسة يضع المرشح فى وثيقة مفردات ثروته..وهذا تم، إذن هى أمام الدولة الآن، المطلوب أن تكون المعلومات موجودة رسمياً أمام الدولة، وحتى يكون واضحاً إذا حدث تضخم فى الثروة للرئيس بعد توليه منصبه، وأنا طبقا للقانون طلبوا منى كشفاً بكل مفردات ثروتى، وقدمتها.. المهم أنى لا أخفى ثروتى، وعندما أنتخب رئيسا سيكون عندى التزام أن أعلن تفاصيل ثروتى قبل أن أدخل إلى المنصب نفسه. الفجر: يتردد أنه حدث خلاف على من يدفع مكافأة نهاية الخدمة لأمين عام جامعة الدول العربية وأن أحد الدول الخليجية هى من تكفلت بدفع هذه المكافأة؟ موسى: لا توجد دولة خليجية دفعت هذه المكافأة، انما دفعت رسميا من جامعة الدول العربية بقرار من مجلس وزراء الخارجية منعقداً بتفويض من القمة، حيث قرر أن يكون الأمين العام مكافأته بهذا القدر. الفجر: وكم بلغت هذه المكافأة؟ موسى: 5 ملايين دولار، وهذا لأنى لست موظفا رخيصا، ويجب أن يفهم المصرى أن ثمن عمله غال، وهم الذين قرروا هذا المبلغ، وهذا كان تعبيراً عن احترامهم لى، خاصة أن هذه المكافأة لم يحصل أحد عليها قبلى، وأنا أرى أنه لا عيب فى المرتبات المحترمة، فرئيس الجمهورية لابد أن يكون راتبه محترم، وكذلك الوزراء، والمدرسون والصحفيون، وكل الفئات، فلابد أن ترتفع الأجور، وهذه المسألة لابد أن ينظر إليها بطريقة مختلفة بعيداً عن سوء النية. الفجر: أثناء وجودك فى جامعة الدول العربية لمدة 10 سنوات حدثت مواقف من بعض الدول العربية كانت تفسر على أنها إساءة لشخصك؟ موسى: هى مرة واحدة ولم تتكرر عندما قال أحد كبار المسئولين بالكويت إنى موظف عندهم، ومسألة أن يغضب الشخص أو يرد مسألة غير إيجابية، ولك أن ترى أن ميزانية الجامعة العربية لأول مرة فى الخمس سنوات الأخيرة كلها دفعت، وعندما تركت منصبى كان فوق 90 % من الميزانية بيدفع ولم يشعر موظف واحد فى الجامعة العربية من السنة الأولى للعاشرة بأى اهتزاز أو تأخير فى رواتبهم.. وذلك بسبب أن كل هذه المواقف كانت سياسية، ولم أغير موقفى أو أهتز منها. الفجر: قيل إن هناك اتصالات جرت بينك وبين جماعة الاخوان المسلمين بعد الثورة والآن.. ما حقيقة ذلك؟ موسى: أنا دعيت لافتتاح المقر الجديد للإخوان المسلمين والتقيت كل أعضاء مكتب الارشاد، ولم يكن اجتماعاً خاصاً، كذلك زرت مقر حزب الحرية والعدالة فى إطار رد زيارتهم، إضافة إلى أن هذه الزيارات كانت فى إطار الزيارات التى قمت بها للأحزاب المختلفة، أما فيما يخص الانتخابات فلا يوجد تنسيق. الفجر: هل عرض الإخوان دعمك فى انتخابات الرئاسة قبل أن يقدموا مرشحهم؟ موسى: لم يحدث إطلاقا. الفجر: بعض قيادات الإخوان ادعوا عندما نزلت إلى ميدان التحرير أثناء الثورة أنهم وعدوك بأنهم سيضمنون لك الحماية ؟ موسى: لم يحدث.. يوم أن نزلت إلى التحرير كنت قبلها فى مقر جريدة الشروق لحضور اجتماع لجنة الحكماء، وأصدرنا بياناً وقعت عليه، وقررنا بعد النقاش أن ننزل الميدان، لأننا نخشى أن تتكرر موقعة الجمل مرة ثانية، بحيث لو تم اعتداء على الميدان سنكون نحن من المعتدى عليهم وسنكون شاهدين على كل ما يجرى، يومها فتحت حديقة جامعة الدول العربية وجلسنا هناك، وعندما نزلت إلى الميدان كانت هناك هتافات تردد «يسقط مبارك ويحيا عمرو موسى» لكنى طالبتهم بالهتاف «تحيا مصر» فقط، وكان معى وقتها ابراهيم المعلم ويحيى الجمل وعمار الشريعى وأحمد كمال أبو المجد. الفجر: تردد أن لقاء دار بينك وبين سوزان مبارك خلال الأيام الماضية فى فيللا نجلها علاء بمنطقة القطامية وأنك ذهبت إليها بسيارتك دون سواق؟ موسى: هذه الواقعة لم تحدث وأول مرة أسمع عنها. الفجر: ما هو شكل العلاقة الإنسانية بينك وبين رموز النظام السابق الآن وهل تلقيت اتصالات منهم؟ موسى: رموز النظام منقسمون بين السجن وخارج مصر، ولا يوجد مبرر للاتصال، ولا يوجد أى مبرر لمثل هذه الاتصالات، وهذه الاتهامات كاللقاء بينى وبين سوزان وغيرها مجرد محاولة لاغتيالى معنوياً. إن هناك الكثير الذى يمكن أن يقال عن الآخرين، فقد وصلنى أن مرشحاً رئاسياً ممن يدعون المواقف البطولية الحماسية، التقى مؤخرا بمعبوث إسرائيلى، وأنا أعرف ما جرى هناك جيدا. الفجر: هل وصل الخلاف بينك وبين مبارك فى أى لحظة لدرجة جعلتك تفكر فى الاستقالة من منصبك كوزير للخارجية كما فعل وزراء فى السابق؟ موسى: حدث ذلك فى مرحلة من المراحل أن العلاقات وصلت الى طريق مسدود إلى أن جاء منصب أمين الجامعة العربية، ومن يتساءل: لماذا لم أستقل ؟ فأنا أقول: الاستقالة ليست هى الوطنية، إنما الإصرار على المواقف ودفع الأمور والتواجد الذى يعطل سياسات الوزير غير مؤمن بها. الفجر: لكن مبارك عندما كان يغضب على مسئول يقصيه.. لكن خروجك من الخارجية إلى الجامعة العربية البعض رأه نوعاً من المكافأة؟ موسى: أعتقد أنه فى هذه اللحظات بالذات إقصاء وزير الخارجية بشكل عنيف كان سيكون له رد فعل حاد جدا، فلجأ إلى حالة من التوافق، خاصة أن شعبيتى كانت جارفة وقتها، إضافة إلى أن المواقف بينى وبينه كانت قد أصبحت متعارضة فى أشياء كثيرة. الفجر: فى الفترة التى اختلفت فيها مع مبارك بدأ ما يسمى بنقل ملف السياسة الخارجية من وزارة الخارجية إلى المخابرات العامة؟ موسى: نجحنا بأن نأتى بكل الملفات الخاصة إلى وزارة الخارجية، منها السودان وهو أول ملف اهتممت به، وأنا لى اهتمام خاص بالسودان، واذا انتخبت ستكون من أوائل الدول التى سأزورها،لأن البعد المصرى السودانى هو بعد مهم يجب أن يوضع فى الاعتبار وتكون هناك سياسات تسنده. الفجر: رغم كل ما قلته عما فعلته فى إفريقيا إلا أن هناك تدهورا فى علاقتنا معها؟ موسى: العلاقة مع دول إفريقيا تدار بعدة أمور، أولها الزيارات على أعلى مستوى فمن الضرورى أن يزورها الرئيس، وزيادة زيارات الوفود الرسمية، وهذان الأمران قلا بشكل كبير،إضافة إلى إدارة المصالح المشتركة بطريقة جيدة،وهذا لم يحدث فى العشر سنوات الأخيرة، وأود أن أشير إلى أنه فيما يخص مسألة المياه أن المشروعات الخاصة بها موجودة فى الأدراج مما يقرب من نصف قرن، إنما الهيبة المصرية والود المصرى كان يمنع هذه الدول من إظهار هذه المشروعات، وعندما راحت الهيبة وراح الود ظهرت هذه المشروعات. الفجر: فى حالة فوزك هل ستترشح لفترة رئاسية ثانية؟ موسى: لا.. هى مرة واحدة فقط، ولن أفصح عن الأسباب الآن. الفجر :بدأت حملتك الانتخابية من الأقاليم وانتهيت بالعاصمة.. ما جدوى ذلك؟ موسى: ذهبت إلى قرى فى الصعيد وجلست فى الغيطان وعلى المقاهى وتحدثت إلى الناس وعرفت مشاكلهم، والتى بدأت من الذى لايمتلك دورة زراعية، والتى تؤثر بدورها على الأرض وتنهكها، إضافة إلى أزمات المياه والمحاصيل التى تباع بخس الأثمان بسبب قلة الأسمدة التى تباع فى السوق السوداء، ومن هنا يبدأ المزارع فى اللجوء إلى بنك التنمية الذى يعتبر الفلاح ممولاً، ولذلك اقترحت فى برنامجى بنك الفلاح الذى يعود إلى الأسس التعاونية فى هذا البنك ويبعد عن الأسس المصرفية، بحيث يكون الجزء الرئيسى من مهمته مساندة الفلاح. الفجر: بعض المرشحين قالوا إنهم سيسقطون ديون الفلاحين.. فماذا ستفعل؟ موسى: إسقاط الديون ضرورى وندرسه جديا كخطوة أولى وإسقاط الفوائد كخطوة ثانية، هناك خطوات كثيرة لكن خطوة إسقاط الديون لايجب أن تستبعد. الفجر: تحدثت عن برنامج ال100 يوم الأولى لك فى حالة فوزك وألزمت نفسك باتخاذ عدد من الإجراءات الفعلية.. كيف ذلك ومجلس الشعب يستعد لإقرار الموازنة للعام الجديد التى سيصدق عليها المجلس العسكرى فمن أين ستمول ال 100 يوم الأولى؟ موسى: ال100 يوم محاولة لطمأنة الجماهير بأن الرئيس القادم مختلف عن سابقه، وأن الجديد يمكن أن ننتظر منه نتائج، وأن هذا الحكم اتخذ إجراءات سريعة تساعد المواطن، أنا ذهبت إلى عدد كبير من المحافظات ووجدت مستشفيات مغلقة، وذلك بسبب ضعف الميزانية، لأسباب بيروقراطية، كان يتعمدها النظام السابق لفض النزاعات، وتكرر هذا فى أكثر من مدينة صغيرة، هذه المستشفيات نستطيع فتحها من جديد، بتكلفة 20 مليون جنيه، وهى تكلفة بسيطة موجودة فى الميزانية، ونستطيع أن نتخذ هذا القرار فى ال100 يوم الأولى، وبالتالى يشعر المواطن بالتغيير. الفجر: وماذا عن الحد الأدنى للأجور فى هذه الفترة؟ موسى: الحد الأدنى للأجور تقرر لكن لابد أن يكون هناك قرار بالبدء فى الزيادة التدريجية للحد الأدنى للأجور حتى يصل إلى ما قضت به المحكمة، وتدريجيا هنا تعنى فى أسرع ما يمكن بشكل يتماشى مع التقدم الاقتصادى الذى سيحدث. الفجر: وماذا عن عودة الأمن؟ موسى: هناك خطة من عدة نقاط أولها، الأقسام والمراكز التى تم إحراقها مع بداية الثورة والتى لاتزال حتى الآن على ماهى عليه، لابد من إعادة تأهلها بشكل فورى،ثانيا الضباط وأفراد الأمن الذين امتنعوا عن الذهاب إلى هذه الأقسام، لابد من عودتهم مرة أخرى، من خلال التعليمات الرسمية الصادرة من رئيس الدولة أنه من الآن وصاعدا سيعود الضباط والشرطة إلى دورهم فى تأمين المواطن، والتى تضمن النهى عن التعذيب وتجريمه وهى النقطة الثالثة المتعلقة بفكر ضابط الشرطة نفسه، وإعادة بناء الداخلية على أسس تتماشى مع أهداف الثورة،أهمها أن مهمة الشرطة حماية المواطن وليس النظام. الفجر: كيف ستعمل وأنت رئيس للسلطة التنفيذية فى حالة فوزك بالرئاسة فى مواجهة برلمان ذى أكثرية متناقضة؟ موسى: حسن إدارة الأمور هو الحل، وأول شيء سأقوم به هو تشكيل الحكومة، إذن لابد أن أتشاور مع حزب الأكثرية، فهذا ضرورى فليس من المعقول أن أبدأ فى صدام، فلهم الحق فى المشاركة فى الحكم من حيث إنهم أكثرية البرلمان. الفجر: هل من الممكن أن يكون رئيس وزرائك من الإخوان المسلمين؟ موسى: لا قيود فى هذا، الرئيس لابد أن يرى كيف يدير المواءمة السياسية، وبعد التشاور معهم ومع غيرهم من الأحزاب التى لها تمثيل داخل البرلمان، تشكل الحكومة. الفجر: زوجتك زوجة سفير ووزير وأمين جامعة الدول العربية ولها ظهور اجتماعى ماذا عن وضعها فى مرحلة الرئيس؟ موسى: حكاية السيدة الأولى انتهت، لأن الناس بمن فيهم أنا فى ضيق شديد من ممارسات ما يسمى بالسيدة الأولى، ولذلك السيدة الأولى كمفهوم انتهى. الفجر: فى مناظرتك مع د. عبد المنعم أبو الفتوح لم تكن مشبعا للناس فيما يتعلق بملف الشريعة الإسلامية؟ موسى: الرئيس المدنى القادم مسلم وملتزم بالدستور خاصة المادة الثانية التى تتحدث عن مبادئ الشريعة الإسلامية، وهذا فى حد ذاته شيء مهم جدا وبالتالى هذا الذى يحكم كيفية سياسة الرئيس، هذا بالاضافة إلى أن يحتكم الأقباط إلى قانون الأحوال الشخصية وهذا يمنع التمييز