هنأ الملك عبدالله الثاني المسيحيين في الأردن بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد، وذلك خلال رعايته، بحضور الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الاحتفال الذي أقامته الكنائس المسيحية في المملكة، اليوم الأربعاء، في محافظة الكرك، بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية. وفي كلمة له خلال الحفل، قال محافظ الكرك عبدالكريم الرواجفة، مخاطباً الملك، إن "الحالة المتميزة التي نعيشها ما هي إلا انعكاساً لتماسك جبهتنا الداخلية، وهذا نتاج سعيكم الدؤوب في سبيل تمتين وحدتنا الوطنية وتعزيز المواطنة القائمة على المسؤولية والشراكة المجتمعية"، مؤكداً أن "أبناء محافظة الكرك على العهد ماضون، يسيرون خلف جلالتكم... يصونون ولا يبددون، يبنون ولا يهدمون، محافظين على مكتسبات الوطن ومقدراته لأنهم بفطرتهم هاشميو الولاء أردنيو الانتماء".
بدوره، قال البطريرك ثيوفيليوس الثالث، بطريرك القدس للروم الأرثوذكس، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه الأب عيسى مصلح "إن العالم يتغير من حولنا، وتنشأ عن هذه التغيرات حقائق اجتماعية واقتصادية جديدة، ومعظم هذه التغييرات لم تتخذ شكلها النهائي بعد ولعل الوقت فقط هو محدّد اتجاهها، بعضها مُبشر بالخير والآخر مقلق، بعضها مشرق والآخر مظلم، لكن جلها يحتاج إلى تنوير. تنويرٌ حَرِصَ بُناة هذا البلد العظيم، الهاشميون الأشراف، على تكريسه منذ عقود، ونحن في الأراضي المُقدسّة، من واجبنا الإنساني كأصحاب رسالة وإرث قديم من الوئام بين المسيحيين والمسلمين، أن نقدم العون، ونقوم بدورنا في التأثير الإيجابي على شكل المستقبل الذي يتطور أمام أعيننا من خلال تحقيق السلام والعدل والحفاظ على التنوع داخل المجتمع الواحد".
من جانبه، قال المطران مارون لحّام، مطران اللاتين في الأردن، في كلمته "نحن مسيحيي هذا البلد، ولاؤنا الأول والأخير هو للأردن، نشّجع التعاون مع الجميع، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة، كي نحافظ على وحدتنا الوطنية وعلى عيشنا المشترك، الإسلامي المسيحي، ليصبح الأردن وبفضل القائمين عليه النموذج المنفتح على بلاد الشرق الأوسط وعلى العالم".
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية، قالت السيدة العراقية نغم حبيب، التي أجبرتها الظروف التي يمر بها العراق الشقيق على ترك بيتها مع أطفالها الثلاثة واستقبلها الأردن مع مجموعة من المسيحيين المهجرين، "إن الأردن وجلالة الملك منحنا الأمل والرجاء، وكان قراره بالسماح لاستقبال المهجرين العراقيين في المملكة فسحة أمل لهم في هذه الظروف الصعبة".
وقدمت حبيب، باسم كل العراقيين، الشكر الجزيل لجلالة الملك، وقالت "نطلب من الله أن يحفظ جلالة الملك أخا وصديقا لنا، وأن يديم الأردن بلد سلام وأمن في منطقة الشرق الأوسط". ولفتت إلى الكرم الذي حظيت به العائلات المسيحية العراقية المهجرة إلى المملكة من رعاية واهتمام من العائلات والمؤسسات الأردنية، وخصوصاً جمعية الكاريتاس، على ما قدموه من خدمات السكن والمأكل والمأوى الآمن لهم".