وصف مصطفى جميلوف، الزعيم التاريخي لتتار القرم، الادعاء الروسي بأن إقليم القرم كان روسياً، وتمت إعادته إلى روسيا ب"المبرر المخجل"، متابعاً "لو نظرنا للأمور بهذا الشكل فهذا يعني أن نصف إفريقيا يجب أن تعود لفرنسا، ودول أخرى في العالم تعود كذلك إلى بريطانيا. واعتبر جميلوف في حديثه لمراسل "العربية" في أول حوار مع وسيلة إعلام عربية، أن الروس يتحدثون بعقلية القرن السادس والسابع عشر، ويبررون أنه في وقت ما أن القرم تابع لروسيا، لكن تتار القرم في وقت ما سيطروا على موسكو، وبالقياس فإن موسكو تابعة للقرم. وحول مستجدات قرار روسيا منع دخوله إلى القرم، كشف مصطفى جميلوف أنه خلال لقائه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أخبره أنه تحدث عدة مرات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأنه كيف يمكن منع شخص من دخول وطنه، وكان بوتين يجيبه أنه يمكن حل هذه المسألة إذا تعهد مصطفى جميلوف ووعد أنه لن يعارض الاحتلال وضم القرم. وتابع: "كذلك تحدث رئيس النمسا هنيز فيشر مع بوتين، وأخبره كيف يمكن لشخص ناضل لسنين طويلة من أجل الحرية، ومن أجل وطنه، والآن يمنع من دخول أرضه، ومؤخراً بعث رسالة لي أنه لا شيء يبشر بالخير، ورد بوتين يفيد بعدم قدرته على حل تلك المشكلة لأن جميلوف يعد مواطنا أوكرانيا ونائبا في البرلمان". وذكر جميلوف أن آخر مرة تحدث مع بوتين قبل استفتاء 12 مارس، وأخبره بوتين بأنه سيحل كل المشاكل التي سيواجهها تتار القرم، وسيكون الوضع جيدا للتتار في روسيا، بينما أخبرته "اسحب قواتك وجيشك من القرم في البداية، وإذا أردت مساعدتنا ابحث ذلك مع أوكرانيا على طاولة المفاوضات. وحول موقف العالم العربي والإسلامي من قرار روسيا ضم القرم، قال جميلوف: عندما نظرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 مارس الماضي في هذه القضية، ساندت القرم 22 دولة فقط، وامتنعت 21 دولة عن التصويت، فيما غابت 11 من أصل 57 دولة إسلامية، بينما ساندت دولتان عربيتان الكرملين والموقف الروسي، هما سوريا والسودان. وأضاف جميلوف، ندرك أن نظام الأسد يعتمد على الدعم الروسي، ولولا موسكو لسقط بشار، كما أن الدعاية الروسية قوية، ويروجون أن سكان القرم طالبوا بالانضمام لروسيا. وتابع الزعيم التتاري "عن أي استفتاء يتحدثون؟ في ظل الاحتلال، بدون رقابة أو أي معايير دولية، الروس يقولون إن نسبة المشاركة في الاستفتاء تجاوزت 80%،بينما نحن لدينا إثباتات أنها لم تتجاوز 34%، وشارك فيه الجيش الروسي، وكذلك الروس القادمون الجدد، وصوتوا أكثر من مرة وفي أكثر من مركز. وحول رؤيته لمستقبل القرم، قال الزعيم التاريخي لتتار القرم إنها ستتحرر من الاحتلال الروسي، ولعل العقوبات الغربية تعتبر ضربة قوية للاقتصاد الروسي، وآمل في النهاية أنها ستجبر المعتدي على الانسحاب، كما حدث في 1979 عندما دخل الروس إلى أفغانستان، وانتظر الأفغان 11 عاما لحين انهيار الاتحاد السوفياتي. من هو جميلوف زعيم تتار القرم؟ يعتبر جميلوف رمزا من رموز القومية التترية في القرم، ولد في القرم عام 1943، وفي العام 1944 هجر مع مئات الألوف من التتار إلى المهجر، وكانت أوزباكستان وجهة والديه معه، وقضى جميلوف 15 سنة في السجون والمنفى بسبب نشاطه المعادي للنظام السوفيتي. وبعد استقلال أوكرانيا في العام 1991، شغل منصب رئيس المجلس الأعلى لتتار القرم، وأصبح في العام 1998 نائبا برلمانيا وحتى يومنا هذا، وحاول جميلوف الاستقالة من منصب رئيس المجلس الأعلى لتتار القرم مرتين في العام 2007 والعام 2009، ولكن قراره قوبل بالرفض وقتها. نقلا عن العربية.نت