أوضح زعيم التتار في شبه جزيرة القرم والنائب في البرلمان الأوكراني مصطفى عبد الجميل قرم أوغلو أنَّ أهم المخاطر التي يواجهها تتار القرم هي إجبارهم على حمل الجنسية الروسية التي لا يرغب بها غالبية التتار المسلمون. وقال قرم أوغلو لوكالة "الأناضول" في ألمانيا: " إنَّ غالبية التتار لا يرغبون بحمل الجنسية الروسية إلا أنهم يجبرون على ذلك، بمعاملتهم معاملة الأجانب، من خلال منعهم من الانتخاب والعمل، ونحن لقلة عددنا لا نستطيع مجابهة دولة مثل روسيا ". وأكد أنَّ 99 % من التتار لا يريدون "الاحتلال الروسي"، ويرغبون بالبقاء كدولة حكم ذاتي تتبع لأوكرانيا، قائلاً: " إنَّ التتار بدأوا بمغادرة شبه جزيرتهم إلى مختلف أنحاء أوكرانيا، وبحسب المعلومات التي وصلتنا فإن ما يقارب من 5 آلاف شخص غادروا القرم ". وأشار الزعيم التتاري، إلى أنَّ تتار القرم الآن أصبحوا بين التجنيس والتهجير، على الرغم من أنهم ناضلوا لسنوات طويلة، من أجل عودة التتار المسلمين إلى شبه جزيرتهم، بعد تهجيرهم خلال الحقبة السوفيتية من قبل "جوزيف ستالين". الجدير بالذكر أن تتار القرم قاطعوا الاستفتاء الذي أجري في 16 آذار/ مارس الماضي، بخصوص استقلال القرم عن أوكرانيا، والذي أفضى إلى ضمها إلى روسيا الاتحادية. يذكر أن تتار القرم هي مجموعة عرقية تركية تعتبر شبه جزيرة القرم موطنها الأصلي، تعرضوا إلى عمليات تهجير قسرية نحو وسط روسيا - سيبيريا - ودول آسيا الوسطى الناطقة بالتركية؛ التي كانت تحت الحكم السوفييتي آنذاك، وصودرت بيوتهم وأراضيهم في عهد الزعيم السوفييتي "جوزيف ستالين" بتهمة الخيانة عام 1944، لتوزع على "العمال الكادحين" الروس الذين تم جلبهم وتوطينهم في شبه الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي الهام شمال البحر الأسود، وقد أدت عمليات التهجير القسرية إلى أحداث مأساوية قضت على حياة 300 ألف من تتار القرم؛ أثناء نقلهم في عربات القطارات خلال التهجير.