ألقت القوات الأمنية الكاميرونية القبض على 11 شخصا يشتبه في انتمائهم لجماعة "بوكو حرام" المسلحة، على مقربة من بلدة "نكونغسامبا" التابعة لقسم "مونجو" في منطقة الساحل الكاميروني، بحسب مصادر أمنية كاميرونية.
وأضاف مصدر أمني فضّل عدم الكشف عن هويته، في تصريح للأناضول اليوم، "لقد قمنا باعتقال 4 مسلّحين، أمس الأوّل الجمعة، فيما قبضنا، يوم أمس السبت، على 7 آخرين، وجميع هؤلاء الرجال لا يتكلمون سوى العربية والإنجليزية"، موضّحا أنّ جميعهم من المسلمين، ومن أصحاب البشرة الفاتحة، كما أنّهم يعيشون في خيام قاموا بنصبها في غابات بقرية "غالمو".
وتابع "البعض منهم كان يرتدي أزياء عسكرية لحظة القبض عليهم، في حين كان آخرون يرتدون أزياء مدنية عادية".
وفي السياق ذاته، أكّد مصدر أمني ثان للأناضول أنّ "سائق سيارة أجرة هو من قام بإبلاغ زملائه بأنّه كان يقلّ رجالا "غرباء"، ويدفعون أكثر من السعر المعتاد. وعقب اكتشاف الخيام المنصوبة في الغابة من طرف صياد، قام الأخير بإبلاغنا".
وأضاف المصدر نفسه أنّ السلطات الكاميرونية فتحت تحقيقا في الموضوع، انتهى بتدخّل ميداني أسفر عن اعتقال تلك العناصر المشتبه في انتمائها لمجموعة "بوكو حرام".
ولفت المصدر إلى أن "لحظة القبض عليهم، وجدنا معهم قوارير زيت يستخدم للطبخ، وعلب طماطم و20 كيسا من الأرز. ولدى رؤية عناصرنا، قام أحد هؤلاء الرجال بتحطيم هاتفه الخلوي ومضغ الشريحة، فيما أكّدت عناصر من قوات الأمن لمراسل الأناضول أنها تشتبه في وجود أكثر من 100 فرد من المجموعة المسلحة بالمدينة، وأنه تم احتجاز العناصر ال 11 المقبوض عليهم في مركز الدرك بقسم "مونغو".
وتشهد المناطق الحدودية مع نيجيريا، منذ فترة، توترا أمنيا، جراء الهجمات المتزايدة عليها من قبل "بوكو حرام"، وفقا لما كشفت عنه مصادر أمنية للأناضول في وقت سابق.
وتأتي هذه الهجمات رغم الإجراءات الأمنية المشدّدة التي اتخذتها الكاميرون للتصدّي للمجموعة المسلّحة، حيث قامت، بداية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بإرسال عدد من العسكريين المنتمين للحرس الرئاسي ولكتيبة التدخل السريع، والذين يضمان نخبة الجيش الكاميروني.
وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.
وحافظت جماعة "بوكو حرام" على سلمية حملاتها - رغم طابعها المتشدد - ضد ما تصفه ب"الحكم السيء والفساد"، قبل أن تلجأ عام 2009 إلى العنف، إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.