رأى أن قضية المرأة هي القضية الشائكة في المجتمع، فخرج ينادي بحرية المرأة، وكان لدية رغبة عارمة في أن يجعل شخصية المرأة مستقلة، تخرج بها من سيطرة الرجل على حياتها ومستقبلها، فهو الذي رأى في خروج المرأة للتعليم والعمل، مجالًا واسعًا لإثبات كيان المرأة. "أمين ...رأى أن التربية هي أساس كل شئ واتهم بالإنحلال" إنه "قاسم أمين" الرجل الأول الذى دعا إلى تحرير المرأة من قيود المجتمع الذكوري، في حين وجهت دعوته من قبل المجتمع المصري في ذلك الوقت بالرفض، حيث اعتبره دعوته بالخروج عن التقاليد والدعوة للإنحلال. كان قاسم يرى إن تربية النساء هي أساس كل شيء، وتؤدي لإقامة المجتمع المصري الصالح وتخرج أجيالًا صالحة من البنين والبنات، فعمل على تحرير المرأة المسلمة، وذاعت شهرته وتلقى بالمقابل هجومًا كبيرًا فخلطت دعوته بالدعوة بالانحلال والسفور رغم أنه لم يدع لذلك في كتاباته. و في مثل هذا اليوم، الأول من ديسمبر ،1863 ولد محرر المرأة قاسم أمين، الذي بدء عمله كمحامي بعد حصوله على ليسانس الحقوق فى عام 1881م، ثم سافر إلى فرنسا فى بعثة دراسية بجامعة مونبلييه لاستكمال دراسة القانون، واطلع على الثقافة والفكر الفرنسى، وعاد إلى مصر فى عام 1885م، وعمل بالنيابة المختلطة، ورُقى إلى منصب رئيس نيابة فى عام 1889م، ثم رُقى إلى منصب رئيس نيابة، وتدرج فى سلك القضاء إلى أن أصبح مستشارًا. "بداية تحرر أمين بدأت من فرنسا وانطلقت حتى مصر " ويبدو أن سفره إلى فرنسا جعل من فكره أكثر تحررًا، فألف أمين العديد من الكتب أهمها “تحرير المرأة” الذى صدر فى عام 1899م، وقد أثار جدلًا صاخبًا حول العديد من القضايا التى تخص المرأة، وتبعه بكتاب “المرأة الجديدة” فى عام 1900م، وقدم منه نسخة لصديقه سعد باشا زغلول داعيَا فيه إلى تشريع حقوق المرأة، وظل قاسم أمين متبنيًا لقضية تحرير المرأة، مناضلًا من أجلها حتى توفى فى ليلة 23 إبريل من عام 1908م، بالقاهرة عن عمر يناهز 43 عاما. وعن دور قاسم أمين في حياة المرأة، قالت السفيرة ميرفت التلاوي، رئيس المجلس القومي لشئون المرأة، إن قاسم أمين كان أحدى أهم الأفراد الذين سعوا بكل قوة إلى غرس مبادئ الدولة المدنية والأفكار الحديثة، التى تدعم حقوق المرأة والمساواة وتربية الأبناء، مشيرة أن المبادئ التى قام أمين بترسخيها تحتاج إلى إعادة تفعيل في الوقت الحالي. "قيادات في مجال المرأة : دور أمين للمرأة المصرية لن ينسى مهما مر الزمن" وتابعت "التلاوي" أن أمين كان يرى أنه لا شيء يمنع المرأة المصرية من أن تشتغل مثل الغربية بالعلوم، والآداب، والفنون الجميلة، والتجارة، والصناعة، "إلا جهلها وإهمال تربيتها"، ورغم بعد المسافة بين أمين وبين المجتمع المصري في الوقت الحالي، إلا أن كل ما قاله في هذا الشأن يعد أمر صحيح ولابد أن يدرس. كما أكدت منال حسن، القيادية بمركز نظرة لدراسات النسوية، أن تاريخ الحركة النسائية ودور المرأة في مصر بدأ مع وجود قاسم أمين، فعقليته المتحررة التى تحررت من فرنسا، جعلته يتحرر بالمرأة المصرية ويخرج منها من عقود الفساد والظلم التى كانت تعاني منها المصر. وأوضحت "حسن" أن قاسم أمين رجل لن ينساة التاريخ، ولو تفتحت كافة عقليات الرجال لكي تصل إلى عقلية أمين لكان المجتمع المصري من أفضل المتجمعات تحررًا.