فى 23 أبريل سنة 1908 توفى الكاتب والأديب " قاسم أمين "، والذى يعد رائد حركة تحرير المرأة، والمصلح الاجتماعي وأحد مؤسسسي الحركة الوطنية في مصر وجامعة القاهرة. ولد "قاسم أمين" في بلدة طرّة بمصر في 1 ديسمبر 1863م من أب تركى وأم مصرية من صعيد مصر، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة طارق بن زياد التي كانت تضم أبناء الطبقة الارستقراطية، ثم انتقل مع أسرته إلى القاهرة وأقام في حي الحلمية الأرستقراطي وحصل على الثانوية العامة فالتحق بمدرسة الحقوق والإدارة ومنها حصل على الليسانس عام 1881 وكان أول متخرج. وعمل بعد تخرجه بفترة قصيرة بالمحاماة ثم سافر في بعثة دراسية إلى فرنسا وانضم لجامعة مونبلييه وبعد دراسة دامت أربع سنوات وأنهى دراسته القانونية بتفوق سنة 1885م، وأثناء دراسته بفرنسا جدد صلاته مع جمال الدين الأفغاني ومدرسته حيث كان المترجم الخاص بالإمام محمد عبده في باريس. راق ل" قاسم" الحرية السياسية التي ينعم بها أولاد الثورة الفرنسية، فأقام مبدأ الحرية والتقدم على أسس من الثقافة المسلمة وكان من المؤيدين للإمام محمد عبده في الإصلاح، ورأى أن الكثير من العادات الشائعة لم يكن أساسها الدين الإسلامي. وقد فجر قاسم دعوة إصلاح وضع المرأة، حيث كان يرى أن تربية النساء هي أساس كل شيء، وتؤدي لإقامة المجتمع المصري الصالح وتخرج أجيالا صالحة من البنين والبنات، فعمل على تحرير المرأة المسلمة، وذاعت شهرته وتلقى بالمقابل هجوما كبيرا فاتهمه مهاجميه بالدعوة للانحلال. فأصدر سنة 1898 كتاب "أسباب ونتائج وأخلاق ومواعظ وتبعه بكتاب "تحرير المرأة" نشره عام 1899، بدعم من الشيخ محمد عبده، وسعد زغلول وأحمد لطفي السيد الذي ترجمه الإنجليز - أثناء وجودهم في مصر - إلى الإنجليزية ونشروه في الهند والمستعمرات الإسلامية، والذي تحدث فيه عن الحجاب، وعن تعدد الزوجات والطلاق و الحدود التى يجب أن يتقيد بها الرجل ثم دعا لتحرير المرأة لتخرج للمجتمع وتلم بشئون الحياة. وواجه قاسم ناقديه بكل قوة من خلال كتابه "المرأة الجديدة" عام 1901، والذى يتضمن أفكار الكتاب الأول نفسها ويستدل على أقواله بأقوال الغربيين، فطالب بإقامة تشريع يكفل للمرأة حقوقها وبحقوق المرأة السياسية وأهداه لصديقه الزعيم سعد زغلول. وفارق "قاسم أمين" الحياة في 23 أبريل عام 1908م وهو في الخامسة والأربعين عاما ورثاه عدد من الشعراء مثل حافظ إبراهيم وخليل مطران وعلي الجارم، وندبه الزعيمان سعد زغلول باشا وفتحي زغلول.