العرب اللندنية: مصر تشكل تحالف عسكري

علمت “العرب اللندنية”، أن نقاشات تجري بين القاهرة وعدد من العواصم العربية لتشكيل تحالف عسكري، لمواجهة الإرهاب في المنطقة، والتصدي للجماعات المسلحة التي تهدد أمنها.

وأكد مصدر أمني ل”العرب اللندنية”، أن مهمة التحالف الجديد لن تكون سهلة على الإطلاق، خاصة مع إصرار قوى الإرهاب خلال الأعوام الثلاثة الماضية على توسيع تحركاتها في أكثر من دولة في المنطقة (ليبيا، ومصر، وسوريا والعراق، واليمن)، وكذلك في ظل ما يعانيه التحالف الدولي في مواجهة “داعش” في سوريا والعراق من إخلالات هيكلية وغموض في أهدافه.

وكانت وكالة “الأسوشيتد برس” الأميركية قد ذكرت في تقرير نشرته قبل يومين أن مصر والسعودية والإمارات والكويت تبحث في إمكانية إنشاء قوة عسكرية مشتركة لمواجهة الإرهاب في المنطقة، مع إمكانية أن تلتحق دول أخرى بهذا التحالف مثل الأردن.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين مشاركين في المناقشات أن مباحثات إنشاء تحالف لزيادة التعاون العسكري تجري على قدم وساق، لكن فكرة تشكيل قوة مشتركة مازالت بعيدة، وأن هناك خلافات بشأن حجم كل قوة، وتمويلها، ومقرها الرئيسي، وحول ما إذا كان يجب السعي للحصول على غطاء سياسي لعملياتها من الجامعة العربية أم الأمم المتحدة.

وأضاف المسؤولون أن “التحالف لا يهدف إلى التدخل في العراق أو سوريا، وإنما إلى التصرف بشكل منفصل لمواجهة بؤر التوتر المتطرفة الأخرى”، مشيرين إلى ليبيا واليمن.

ولفتوا إلى أن التحالف سيعمل على حماية الخليج من أي توغل من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، كما أنه سيكون سدا منيعا ضد النفوذ الإيراني.

وقال خبراء أمنيون إن الخطوة العربية الجديدة مهمة خاصة بعد أن فشلت مبادرات وصيغ سابقة في تكوين آليات لحفظ الأمن القومي العربي، لافتين إلى أن الظروف الحالية ستساعد على تقوية أي تحالف عربي لوجود تحديات مشتركة في مواجهة جماعات متشددة لجأت إلى العنف لمواجهة الدول مثل الإخوان المسلمين و”القاعدة” بمختلف أسماء المجموعات المرتبطة بها.

واعتبر كمال عامر رئيس جهاز المخابرات الحربية المصرية الأسبق في تصريح ل”العرب”، أن إنشاء تحالف عسكري عربي، خطوة مهمة للغاية لتحقيق الأمن القومي العربي، مشددا على ضرورة الإسراع في تنفيذ هذه الخطوة بكل الوسائل الممكنة.

وأوضح اللواء كمال عامر أن الدول العربية ليست في حاجة إلى الاستئذان من أميركا أو أي دولة أخرى، لتحقيق الأمن القومي، وأن تلك الدول لها أهداف أمنية خاصة بها تسعى إلى تحقيقها، بعضها يتقاطع مع مصالح العرب والبعض الآخر يتعارض معها.

وحول كيفية إنجاح هذا التحالف، نوه الخبير العسكري إلى أنه يجب أن يكون هناك تنسيق بين الدول المتحالفة في عدة أمور، بينها تبادل المعلومات بشكل منظم وسري، ثم الاتفاق على أسلوب موحد وحشد الجهود لمواجهة الجماعات المسلحة، إضافة إلى محاصرة شبكات تمويل هذه الكيانات الإرهابية، ليأتي في النهاية التدخل العسكري.

من جانبه، قال خالد مطاوع الخبير في الشؤون السياسية بالأمن القومي إن بعد التداعيات الجديدة التي فرضتها سيطرة “داعش” على أراض عراقية وسورية، والانتشار المخطط للتنظيم من خلال إعلانات الولاء من جماعات أكثر بعدا من بلاد الرافدين والشام، من الملح تشكيل تحالف عربي لمواجهة إرهاب هذا التنظيم.

وأضاف مطاوع في تصريحات خاصة ل”العرب” أنه رغم عدم الإعلان بصورة مباشرة عن التحالف بما يمثله من بعد أمني في مواجهة أخطار باتت واضحة للمنطقة، إلا أنه من المرجح أن يكون شكله في إطار معلوماتي يسمح بتوفير بيانات كاملة برؤى مختلفة، وفقا لخبرات كل دولة في حيزها الإقليمي بما يوفر قاعدة معلوماتية مهمة، في التعامل مع العناصر الإرهابية”.

وبخصوص تدخل بعض القوى الكبرى في التحالف، قال مطاوع إنه من المرجح ألا تكون هناك قوات على غرار القوات الأميركية، لكن سيكون هناك تحالف في إطار دعم لمؤسسات شرعية بالدول التي يستهدفها الإرهاب، مع إمكانية دعم على الأرض في إطار قوات متخصصة في عمليات نوعية محدودة.