اسم "العزيز"من اسماء الله الحسني

من نظر إلى هذا الاسم من حيث اللغة تجد إنه قد جمع ثلاثة أمور هى مجموع العظمة
إذا كان مشتقاً من "عز يعز "بكسر العين بمعني لا مثل له ولا ند ولا نظير . "ليس كمثله شئ " ، وهو التعبير الدقيق والمناسب لعظمة الله تعالى وإنفراده بأوصاف الكمال المطلق . فهو سبحانه الذى يحتاج اليه فى كل شئ فى ذاته وصفاته ولا قدرة لأحدعليه وقدرته على الكل حاصله
اذا كان مشتقاًمن " عز يعز "بضم العين بمعني الغالب الذى لا يغلب والقاهر الذى لا يقهر والقادر الذى لا قدرة لمخلوق مع قدرته يقول تعالى "والله غالب على أمره "يوسف
اذا كان مشتقاً من "عز يعز "بفتح العين بمعنى الشديد القوي الممتنع بقوته عن ساشر خلقه قال تعالي " فعززنا بثالث"يس اى شددنا وقوينا وقال تعالي " إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز " فاطر اى بممتنع لآنه القوى القاهر فوق عباده
هناك تعريف دقيق للعزيز :هو الذى يقل وجوده وتشتد الحاجة اليه ويصعب الوصول اليه فى وقت واحد .فالعزيز يجب ان تتوافر فيه الصفات الثلاثة
فالهواء مثلا قد تشتد الحاجة اليه ولكنه غير نادر ،قد تحتاج الطبيب عند المرض فقط ،قد تحتاج الطعام عند الجوع اما الله عز وجل فهو الوحيد الذى يحتاج اليه كل شئ فى كل شئ
ومن نظر فى هذا الاسم نظرة نابعة من عقيدته الصحيحة يجد ان هذا الاسم ينطوي على معاني أخرى غير المعانى اللغوية قال تعالى " ما كان يريد العزة فلله العزة جميعاً" فاطر
نجد انفسنا هنا امام مصدر واحد للعزة وهو الله عز وجل . منه تنبع العزة واليه ترد ولو عرفت ذلك ما سعيت الى انسان قط مهما كان لتطلب منه ما تعتز به لأنه مثلك فى الافتقار الى الله . فاذا اردت العزة بغير الله وعن غيرطريق اعزاز أمر الله فأنت ذليل
قال تعالى "سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين "الصافات
نجد هنا ان العزة ملكاً خالصاً لله . هو ربها وهو مسديها لمن يشاء من عباده . فإذا كان هو ربها ومسديها فلماذا نطلبها من غيره ؟كيف نطلبها ممن لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً؟
قال تعالي "ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون "الصافات
نجد هنا ان الله اعز عباده المرسلين بالنصر والمعجزات الخارقة لعباده ،واعز جنده الذين آمنوا وجاهدوا فى الله حق جهاده بالنصر على اعدائهم فى مواطن يعز فيها النصر لقلة العدد والعتاد . واجزل لهم الثواب فى الدنيا والآخرة
عزة الله مقرونة بالحكمة فى كثير من الآيات لأن العزة لا تطهر معانيها على الوجه الاكمل الا اذا روعي فيها الحكمة . ذلك ان عزة الله تعالى لا تقتضي ظلماً وسوء فعل لأنها تقوم على العدل المطلق والنظام والتدبير المحكم
ما الادب الذى يجب أن يتخلى به المؤمن مع هذا الاسم؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم "شرف المؤمن قيامه بالليل .وعزه استغناؤه عن الناس"سئل الامام الحسن البصري وقد سما مقامه بين الناس : بم نلت هذا المقام ؟قال بشيئين استغنائى عن دنيا الناس وحاجتهم إلى علمى
فالعزيزلا يطمع فيما عند الناس . فإنك إذا طمعت فيما عند الناس كرهوك . واذا طمعت فيما عند الله عز وجل احبك . والانسان ان سالته حاجة غضب منك والله عز وجل ان لم تسأله غضب منك
اذا عرفت ان الله عز وجل هو المعز لم تطلب العز الا بطاعته .اعز امر الله يعزك الله ،فكلما اطعته ازددت عزا وكلما هان امر الله عليك هنت عليه .وهذا هو حال المسلمين اليوم : هان امر الله عليهم فهانوا على الله "ومن يهن الله فما له من مكرم " الحج
أتحب أن تكون عزيزا ؟ مكرما ؟ مبجلاً؟بالغ فى طاعة الله . فكلما اطعته رفعك . وما من عبد يترك شيئا لله الا عوضه الله خيرا منه فى دينه ودنياه
لا تطلب العز من انسان ابدا مهما تراه قويا ومهما ترى الدنيا عنده " اطلبوا الحوائج بعزة الانفس فإن الامور تجري بالمقادير "اللهم اعزنا بالايمان الكامل واليقين الصادق ..أمين