التقديس ...هو التطهير ،مأخوذ من القدس الذي هو الدلو الذى كانوا يتطهرون به ،قدس بمعني تطهر القداسة هي الطهر والبركة والنزاهة والمهابة والعظمة ،القدوس بمعني المطهر على "وزن مفعول ".والارض المقدسة اي الارض المطهرة حظيرة القدس هى الجنة فهي مطهرة من آفات الدنيا ،روح القدس هو سيدنا جبريل لأنه طاهر من العيوب فى تبليغ الوحي القدوس هو المنزه عن كل وصف يدركه ويتصوره خيال ، وهو اسم يشعرنا بالمهابة والعظمة التى لا حدود لها ،فهو سبحانه الذى يقدسه جميع الخلق بلا استثناء وقد وردت فى آيتين قال تعالى "هو الله الذى لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون " الحشر وقال تعالي "يسبح لله ما فى السموات وما فى الارض الملك القدوس العزيز الحكيم " الجمعه وجاء فى قوله عن الملائكة : " وإذا قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسدفيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال انى اعلم ما لا تعلمون "البقرة ما معني ونقدس لك ؟ يعني يا رب نحن نطهر أنفسنا ونقدسها حتي نكون أهلاً للإقبال عليك هل تصدقون أن هذه هى مهمة الإنسان فى الدنيا .أن يطهر نفسه حتى يكون مؤهلا لوجوده بجوار الله عز وجل فى الجنة لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً هناك حديث قدسي : "عبدي طهرت منظر الخلق سنين أفلا طهرت منظري ساعة "؟ منظر الخلق اى تزين نفسك ،بيتك ،تهتم بسيارتك ،هدومك منظر الرب اى هو القلب يعني لازم نهتم بتطهير قلوبنا ونفوسنا حتى نكون مع النبيين والصديقيين والصالحين يوم القيامة هناك نقطة مهمة ،حين نقول " القدوس " المنزه عن كل وصف يدركه الحس او يتصوره خيال او يصل الى تفكير ، انما لا يصح ان نقول منزه عن العيوب والنقائص لأن هذا يكون من ترك الأدب مع الله .لماذا؟ لأن نفي الشئ أحد فروع تصوره هو قدوس فى ذاته ..فهو يقدس عباده الطائعين وقلوب اولياءه الصالحين ،فكلما اقترب الانسان من الله عز وجل صار ذا قلب كبير ،قلب ممتلئ حباً لله عز وجل . والقلب بيت الرب ،ومحصلة إيمانك كله هذا القلب يقول عز وجل :"يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم " الشعراء يقول العلماء :القدوس من قدس قلوب أولياؤه من السكون الى المألوفات ، فالانسان هموم الدنيا تستهلكه ،عمله ،اولاده بيته رزقه صحته لكن قلب العابد مستهلك وليس مستهلكاً . يستهلك الدنيا بمعرفة الله عز وجل ولا يسمح لها ان تستهلكه يقول العلماء ايضا : القدوس من طهر العابدين بابعادهم عن دنس المخالفات واتباع الشهوات . وهو من طهر قلوب الزاهدين من حب الدنيا . وطهر قلوب العارفين مما سواه ، فهو عز وجل طهر قلوب العابدين وقلوب الزاهدين ، وقلوب العارفين من عرف هذا الاسم لا بد وان يبدأ فى تطهير نفسه من الشهوات فاذا كنت تطمع ان تكون مع الله دائما فعليك أن تنزه نفسك عن العيوب والذنوب والحقد . وان تطهر وقتك من دنس المخالفات ، وان تطهر مالك من الحرام واحرص دائما على ان يراك الله حيث امرك وان يفقدك حيث نهاك اين انت من وقت الصلاه واين انت اثناء الليه واين انت وقت صلاه الفجر ؟ هدفنا ان يسعى العبد الى تطهير قلبه من كل سوء ونقص وتحليته بكل كمال طبعاً النفس التى تعبد ربها بهذا المفهوم كيف يتذلل الى غير الله ،كيف يعظم احد غير الله ،كيف يرضي غير الله من آداب من عرف هذا الاسم ان تسمو همته الى ان يطهره الله من عيوبه ،من كل حقد وكراهية وحقد ونقص ،كلنا عندنا عيوب فى انفسنا ،وعيوب فى جسدنا وامراض الجسد مشكلتها بسيطة فهى تنتهي عند الموت ولكن امراض القلب والنفس تبدأ عند الموت ،فالناس نيام اذا ماتوا انتبهوا اللهم طهر أنفسنا حتى نستحق ان نكون معك فى جنتك مع اوليائك المؤمنين والصديقين والشهداء