الافكار السائدة الجامدة الشائعة التى لا يريد أن يتجاوزها اصحابها هى أفكار مصابة بفقر الدم أفكار مختوم عليها بالشمع الأحمر هى أفكار من خشب جاف يأكلها الناس على أنها شهد وعسل ثم يتعجبون عندما تخرج نم أفواههم المسامير والشظايا إن من يبلغ النار لن يشعر الا باللهب . وأشهر الأفكار الخاطئة عن الصوفيين أنهم دراويش مهابيل مجاذيب يقبلون الأمر الواقع ويستسلمون له ولا يسعون الى تغييرة ان هؤلاء البشر الذين يهميون عشقا فى نور الله ويتبعون خطوات رسوله ويتلمسون البركة والشفاعة منأهل بيته الكريم يرون النهار قبل ولادة نور الصباح ويشعرون بطفولة الياسمين قبل أن توضع بذرتها وتزدهر أغصانها . ولان الفارق كبير بين الامر الواقع من الله والامر الواقع من البشر فانهم يؤمنون بان ما يعطيه الله خير وما يمنعه خير لو اعطانا الله شكرنا ولو حرمنا صبرنا وهذا هو الرضاء بالامر الواقع وهو رضاء لا يعنى الاستسلام والخنوع والمذلة لكنه يتمثل فى غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام لقد كان رسول الله يعد العدة ويجهز للغزو فاذا انتصر حمد الله واذا كانت النتيجة غير ذلك صبر دون أن يقظ من رحمة الله . قد يفسر البعض التوكل تفسيرا خاطئا لكن التوكل فسره النبى صلى الله عليه وسلم فى قوله " لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا " إن على الطير ان تبحث عن رزقها ..لا أن تظل فى أعشاشهاليأتيها الرزق تروح وتغدو وتبذل الجهد من أجله لكن إن لم تحصل عليه فغنها تصبر على ذلك . إن التوكل هو اتخاذ الأسباب وقبول النتائج والرضا بها .. هذا هو التوكل الصحيح وعدا ذلك لا يعد توكلا ويمكن أن نضيف لاتخاذ الأسباب وقبول النتائج والرضا بها عبارة والفرح بها حسب المرتبة فهناك من يفرح بالنقمة كما يفرح بالنعمة فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .. وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم فالخير قد يتوارى وراء الشر والشر قد يتوارى وراء الخير . وجد سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه رجلا يقول " اللهم ارض عنى " فسأله " يا هذا أرضيت عن الله حتى يرضى عنك ؟" فقال الرجل " وكيف أرضى عن الله وأنا الضعيف وهو القوى وأنا الفقير وهو الغنى ؟" فقال الصديق " إن فرحت بالنقمة كما تفرح بالنعمة فقد رضيت عن الله " إن هذه مرتبة العارفين الفرح بمولده يوم بمولده يوم يولد ( فرح بالنعمة ) ولو فرح به يوم يموت وبنفس القدر ( فهذا فرح بالنقمة ) هءلاء هم الذين " رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشى ربه " صدق الله العظيم علينا السعى وليس علينا إداراك النجاح وكما يقول المثل الانجليزى صل لله ولكن اجتهد لتصل الى الشاطى . وفى سلة الأفكار السائدة المؤلمة صورة للناس الذين يذهبون الى المقامات ويزورون أهل البيت ثم تحدث منهم بعض الأشياء التى تبدو غير مستساغة عقلا وعرفا كأن يتسمح احدهم فى سور المقام أو يقبل الضريح أو الاعتاب إن هذه الصورة تفتح جدلا واسعا من النقاش يبدو فى نهاية الأمر وكانه حرث فى بحر او طحن لهواء وقد يصل هذا الجدل الى حد الزجر وقد يتجاوز الزجر الزجر الى حد اتلكفير فما هو الحكم الشرعى هنا ؟ قبل أن نشرح ونفسر علينا أن نعرف أن طلب الحكم الشرعى لا يكون إلا عن أمور تعبدية لكن أن نأتى بأمر غير تعبدى ثم ندخله فى الدين أو نقحمة فيه ثم نطلب له الحكم فهو كاللقيط الذى لا يرث غن هذا الأمر ليس له فى ميراث الشرع شىء فلا توجد عبادة بالتقبيل عدا الحجر الأسود فليس كل من يقبل شيئا يعبد هذا الشىء . ولو كان التقبيل عبادة لتحددت أعدادهاومواقيتها وكيفية أدائها وكيفية قضاء الفائت منها وتحديد عقوبة تاركها التقبيل ليس عبادة لكنه بلغة العقل أمر لا نؤمر به ولا ننهى عنه أمر لا يأمر به عاقل ولا ينهى عنه عاقل الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقبل الحجر السود لكنه لم يأمر بالتقبيل عرفنا ذلك من سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه حينما قال " ولولا انى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك " وهذه سنة فعلية . وقياسا على الحجر الأسود فان الذى يطوف حول الكعبة إذا غلبه الزحام قليلا ولم يتمكن من تقبيله بشفتيه يكتفى بلمسه بيده ثم يقبل يده فإذا منعه الزحام أكثر مما تطول يده وكان فى يده عصا فغنه منعه الزحام اكثر مما تطول العصا فإنه يشير الى الحجر بيده ثم يقبل يده . بقد قبلنا اليد والعصا لنحصل على بركة الحجر الأسود قبلنا مثل هذه الأشياء واسطة بيننا وبينه ليس لذاتها وهو الشىء نفسه الذى يحدث عندما نقبل مقام ولى أو صالح .. نقبل المقام لاننا لا نسطيع أن نقبل صاحبه مع أن التقبيل ليس شرطا للزائر وفى نفس الوقت ليس محرما بنص وما لم يحرم بنص فهو فى حكم المباح وتحريم المباح تشريع بغير نص وحكم بغير ما أنزل الله ولا أزيد ... ولا حول ولا قوة الا بالله .