الأهالي : بواقي الأطعمة حلنا الوحيد بعد غلاء المعيشة
رغم خروج الملايين فى ثورة يناير يطالبون بالعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية نجد ان الكثير من تلك الأهداف لم يتحقق حتى الأن فمازال الفقير يزداد فقراً والغنى يزداد ثراء، ولم يكن من المستغرب ان يلجأ الكثيرين لصناديق القمامة للبحث عن بواقى الأطعمة حتى يستطيعون الحياة فى مجتمع أرهقه الغلاء.
لكن الغريب فعلاً ان يصبح لتلك البواقى ثمن ويخصص سوق لبيعها بما ينذر بتطور خطير حيث قد لا يجد الفقير يوماً ما ثمن تلك البواقى.
ورصدت كاميرا " الفجر " أسواق الزهراء والبلاستيك بالعمرانية، حيث شاهدنا البائعون والبائعات يفترشون الأرصفة بجميع أنواع الأطعمة والحلوى .
شيكولاته وجاتوه
وتفترش " أم محمد " بائعة الشيبسي والشيكولاتة والجاتوه " وسط جموع من الذباب والأطفال وعدد كبير من السيدات ، ووجدنا أمامها طبقين كبار من الشيبسي والشيكولاته من جميع الأنواع الموجودة في الأسواق ، وتبيع الكيلو جرام منها بعشرة جنيهات ، كما إنها تبيع بالقطع للأطفال فنجد أنها تبيع الثلاثة قطع بجنية مثلا ، وتقوم ببيع قطعة الجاتوه بجنية.
وعند سؤالها عن صلاحية هذه المبيعات، أكدت أنها لم تنتهي بعد ، مؤكدة إنها تأتي للسوق ثلاثة أيام في الأسبوع ويكون الأهالي من أطفال وكبار بانتظارها ، لافتة إلى أن هذا دليل قاطع على صحة منتجاتها ، وموضحة أنها تحصل عليها من فائض الفنادق الكبيرة والمصانع .
ووجدنا ايضاً " بائع الجبن " الذي يقوم بافتراش الأرصفة ليتمكن من العيش، والذي أوضح أن الجبن الذي يبيعه يكون من بواقي مصانع الجبن، يقوم بأخذه والاسترزاق منه ببيعه للموظفين البسطاء ومحدودى الدخل الذى يصعب عليهم شراء الجبن من السوبر ماركت ، قائلا " إحنا بنجيب بواقي المصانع عشان الفقير يأكل".
هياكل الدجاج
وفي صورة مرعبة ومخيفة وجدنا " المعلمة راجية " كما ينادونها ، فهي سيدة تبيع بواقي الفراخ من أرجل وأجنحة وبواقي صدور، حيث وجدناها في منظر لا يسر العين ذات رائحة كريهة تجلس وأمامها طبق كبير من أرجل وأجنحة وصدور الفراخ تطلق عليهم إسم "العفشة" موضحة أن تلك العفشة يعيش عليها الكثير من الأسر التي لا تتمكن من شراء اللحوم والدواجن الكاملة ، قائلة " الغني بيسيب فضلات أكله للفقير " .
الأسعار نار
وعلى الجانب الآخر وجدنا " أم إيهاب " سيدة تجاوزت الخمسين من عمرها، تقدم على شراء الشيكولاته والشيبسي ، وعند سؤالها قالت : " حال البلد لم يترك لنا حل آخر لكي نعيش" ، مشيرة إلى أن الحلوى التي تقوم بشرائها تسعد أحفادها ، فأكدت إنها بعشر جنيهات تقوم بشراء الكثير من الشيبسي والشيكولاته لأحفادها، معللة أنه بالمقارنة بشرائهم من السوبر ماركت لم تتمكن إلا من شراء القليل ، موضحة أن بواقي الحلوى التي تشتريها صالحة ولم تنتهي بعد وانها تتخذ ذلك حلاً لإرضاء الأطفال بأرخص الأموال .
فيما قالت " سيدة " إنها تعيش على تلك المأكولات حتى وإن كان طعمها يختلف عن العادي ، مشيرة إلى إنها لم تجد بديل آخر قائلة: " طالما لسه عايشين هنفضل على بواقي الأغنياء لحد ما نلاقي بديل تاني " ، مؤكدة أن تلك البواقي طعمها متغير كثيراً.
وأكد آخر أن الحياة أصبحت غالية جداً، وأن الأسعار كل يوم في تزايد ، حتى أصبحت " بواقي الأطعمة " حلنا الوحيد كي نتمكن من التعايش وسط مجتمع لم يرحم الفقير، محملة الثورات والمظاهرات مسئولية زيادة الجياع في مصر، منوها أن الثورة القادمة سيفجرها الجياع الذين لم تراعيهم حكومة ولا يجعلهم رئيس محط للأنظار .