تمسك الطفلة الصغيرة بطرف جلباب والدتها وتشده لتلفت انتباهها، تنظر الأم إليها فتبادرها الابنة قائلة «عاوزة آكل جاتوه وتورتة يا ماما»، تدس الأم يدها فى حافظة نقودها فلا تجد سوى جنيهات قليلة كانت تدخرها لشراء وجبة الغداء، ولكن مع إلحاح الطفلة تضطر إلى تلبية طلبها وتتجه إلى سوق الثلاثاء بمنطقة كفر طهرمس بالجيزة، حيث تباع بواقى الجاتوه بأسعار تناسب الفقراء. سيدة خمسينية تفترش الأرض، وأمامها كميات كبيرة من الشيبسى والجاتوه، ورغم الذباب الذى يغطى بضاعتها فإن هناك زبائن مشتاقين لتذوق الجاتوه الذى لا يستطيعون شراءه من المحال الكبرى. «همّا الغلابة ملهمش حق ياكلوا شيبسى وجاتوه؟».. تقولها «أم صباح»، إحدى بائعات السوق، مؤكدة أن عدداً كبيراً من الأمهات يقبلن على شرائه لأطفالهن لأن سعره قليل: «بابيع كيلو الشيبسى ب10 جنيه والجاتوه ب12». «أم جمال» تأتى من شارع فيصل للسوق أسبوعياً حتى تشترى جاتوه وشيبسى لأولادها، وترى أن طعمه لا يختلف كثيراً عن الذى يباع فى المحلات. وعن مصدر الشيبسى والجاتوه تقول إحدى البائعات فى السوق إن الشيبسى عبارة عن تفريغ لكرتونات شيبسى عادية يتم بيعها بالكيلو بسعر أقل للناس الغلابة، أما الجاتوه فهو بواقى الفنادق ومحلات الحلويات التى تحتفظ به فى الثلاجة حتى تقوم ببيعه.