قال الشيخ نشأت زارع "خطيب مسجد بقرية سنفا التابعة لمركز ميت غمر، بمحافظة الدقهلية، اليوم الجمعة، إنه فى البداية يجب أن نتعلم ونأخذ دروساً من مرور الأيام والليالي، والسنين ونعرف انه من ثوابت الدين أن للدنيا قوانين وسنن ونواميس لا تتبدل ولا تتغير ولا تجامل إلا من أخذ بها. وأضاف زارع: نحن على مستوى الأمة نمر بنفس تجربة أوروبا فى القرون الوسطى من عنف وقتل وجهل وحروب أهلية وتدمير لأوطان على أيد ابنائها، مضيفاً ليس لدينا وقت لنضيعه لانه من علامة المقت إضاعة الوقت، كفانا دماء وجهل وتخريب وعلينا أن ننظر إلي البلاد التى مرت بنفس التجارب وخرجت منها وأصبحت بلاد امن وعلم وعمل وتعايش مع بعضهم وان اختلفت عقائدهم .
وقال: الأمية اليوم ليست أمية القراءة والكتابة ولكن الأمي أمي ثقافة النفع للناس وأمي ثورة العلم والنت، وأمي فقه التعايش العالمى والإنساني مع الآخرين، وامى السلوك المتحضر، وامى المسالمة مع الآخرين، فالعالم اليوم قرية صغيرة بفضل العلم، وللأسف الشديد ليس لنا دور فى ذلك، ولكننا عالة على العالم نستورد غذائنا ودوائنا وسلاحنا.
وأشار أن الأمم يتوقف مصيرها على استثمارها للوقت واحترامه وتقديسه؛ لأن الله سبحانه اقسم به فى مطالع سور عديدة فى القرآن فقال والفجر وقال والليل وقال والضحى وقال والعصر، مؤكداً أن الأمة التى تحافظ على الوقت تتقدم وتزدهر ويعيش أبنائها فى رفاهية .
وقال زارع إن ننظر إلى النبى "ص" وهو يضع قوانين ودستور بناء الدولة الجديدة فى المدينة بعد الهجرة على المؤاخاة والتعايش السلمى بين كل سكان المدينة من يهود وصابئين ومسلمين وغيرهم على المواطنة والحفاظ على ارض المدينة ضد اى معتد خارجى وهذه هى قوانين الدول المدنية حديثا وهى الامان، والضمان لسلامة الأوطان؛ لأنه للأسف الشديد اغلب بلادنا الإسلامية ينتشر فيها الطائفية والمذهبية والعصبية والحزبية والقبلية وهذه هى محرقة الأوطان .
وإختتم زارع خطبته أي إنسانية , وأي حضارة , وأي رقي , وأي تعايش سلمى ، أو تقدير لمفاهيم الإنسانية , يمكن أن يرقى إلى ما كان من تسامح رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وإنصافه , ألا ترى إلى قوله (صلى الله عليه وسلم) : ” لليهود دينهم ” قبل أن يقول : ” للمسلمين دينهم ” ، ليكون في أعلى درجات الإنصاف والتسامح .