قال الدكتور أسامة الأزهري، أستاذ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، عن رؤيته في تطوير الخطاب الديني: «الخطاب الديني في السنوات القليلة الماضية مصاب بعلل خطيرة، جعلته خطابا صارخا، صادما، قبيحا، فاقدا لمقاصد الشرع الشريف، فبدل أن يكون خطابا هاديا رحيما، أخلاقيا، محمديا، يملأ العقول والقلوب بالبصيرة والرقي والسكينة، والبحث العلمي، والهداية، ويجد الناس فيه معالم العظمة والجلال لهذا الدين، تحول إلى عدد من المفاهيم الملتبسة الشائكة، التي ظهرت تطبيقاتها الخطيرة عند التيارات المختلفة، كالذي نراه عند (داعش) وغيره من التنظيمات التكفيرية التي جعلت صورة الإسلام أمام العالم في غاية السوء، عندما تفاقمت تلك الأطروحات الصارخة في السنوات الماضية». وتابع: «مع شدة إصرار أصحابها على أن هذا هو الدين، فقد أدى ذلك في المقابل إلى تطرف مضاد، وهو الإلحاد، بجوار التشيع، وتراجع منظومة القيم والأخلاق، والتفكك والذوبان الذي بدأ يطرأ على المعالم والمكونات التاريخية الراسخة لشخصية الإنسان المصري، فهذه لمحة سريعة حول خارطة أزمات الخطاب الديني المعاصر، مما يحتاج إلى رصد دقيق، وملاحقة تفصيلية للمقولات والتنظيرات والاستدلالات، التي تنتهجها كل تلك التيارات والأطروحات، والتي تصل من خلالها إلى تدمير يقين الجيل، وزعزعة إيمانه، أو تحويل ذلك الإيمان إلى قنبلة موقوتة بدل أن يكون رحمة، ثم لا بد من أطروحات واسعة لتفكيك كل تلك الإشكاليات والقضايا، مع بيان علمي أزهري قوي ومجلجل وصادع بالحق، يضع كل تلك الأطروحات على موازين العلم المنضبطة والدقيقة».
وعن خطورة «داعش»، قال الأزهري ل«الشرق الأوسط»: «تتبعت لفترة طويلة التكوين الفكري الذي يؤسس عليه (داعش) تطبيقاته الإجرامية، فإذا به قائم على إعادة إنتاج عدد من المفاهيم الخطيرة، كالتكفير، والجاهلية، والتخبط في مفهوم الفرقة الناجية، واحتكار الوعد الإلهي دون بقية المسلمين، لأنهم يكفّرون بقية المسلمين، مع تصعيد خطير وغير مسبوق، في انتهاج القتل والذبح، بطريقة في غاية العنف والعشوائية، مع المبالغة في الترويج لمشاهد الذبح، ثم الإصرار على إلصاق كل ذلك بالخلافة والإسلام، مما يكشف عن حالة نفسية هائلة وعميقة من الإحباط واليأس، ازدادت عمقا بسبب ما يمر بالأمة والمنطقة.