طالب المحامي ياسر السيد أحمد- المدعي بالحق المدني عن المجني عليه محمد محمد سنوسي, أمام محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة في في القضية المعروفة إعلاميا ب"أحداث الاتحادية", وبإلزام المحكوم عليهم بأداء مبلغ التعويض المؤقت مئة ألف وواحد جنيه لأهلية المجني عليهم. وقال, إن ما يتعلق بإعلانه الرئيس المعزول "محمد مرسي" الدستوري, إنه بعد إصداره ذلك الإعلان بأيام حضر للصلاة يوم الجمعة بمسجد حسن الشربتلي بالتجمع الخامس وهو المجاور لمنزلي وفوجئنا بتشديدات أمنية مكثفة وبوابات تفتيش على أبواب المسجد وكان حظه أن يكون الرئيس المعزول في الصفوف الأولى معنا كمصلين وكنت خلفه بثلاث صفوف وصعد الإمام للمنبر لإلقاء الخطبة.
وأضاف المدعي بالحق المدني, فوجئت به يقول: إن ما نحن فيه من اختلاف وتناحر ليس بسبب الإعلان الدستوري بل بسبب أننا لا نعود بأمورنا إلى الشريعة الإسلامية فتعالوا نعود بأمورنا للشريعة الإسلامية.
وتابع قائلاً: إن النبي محمد صلَّ الله عليه وسلم, كان رئيسًا للأمة وبيده جميع السلطات وأخذ في عمل اصلاحات وتغيرات بدولته ولم يعترض عليه أحد ، ولكنه رسولاً يؤتي وحياً فلن نقيس عليه، فتعالوا لمن بعده من الخلفاء الراشدين.
وشرع في الشرح: أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان خليفه رسول الله وخليفه المسلمين وبيده جميع السلطات وأقال القضاة ولم يعترض عليه أحد واعطي مثالا لذلك - ثم نقل علي الخليفه العادل عمر ابن الخطاب قائلاً نفس المقوله انه كان رئيسا للامه وبيده جميع السلطات وأقال القضاة واقال خالد ابن الوليد القائد العسكري.
وأعطي مثالا وقال أيضا لم يعترض عليه أحد – ثم كرر الحديث عن عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب بنفس العبارات "ولم يعترض عليه أحد", ثم قال: إذن ما فعلته يا مرسي هو الشريعة واصلها لذلك فأنا أؤيد القرار وهنا إرتعدت فرائسي وقمت غاضباً واقفا صارخا في وجه هذا الإمام مقاطعا الخطبة: "أنت شيخ تنافق هذا الرئيس الجالس أمامك.. انزل فلن نصلي ورائك", في ذهول المصلين الذين تشجعوا واحداً فأخر وقفوا معي حتي صار يهتف نصف المسجد بذلك فأقام المؤذن الصلاه وصلي بنا هو وليس الخطيب وبعدها التف حولي رجال مرسي هاتفين باسمه فقاطعتهم انه باطل "مرسي باطل" فما كان منه إلا أن امسك الميكروفون قائلا: "الأخ المختلف مع الشيخ يجي هنا ويناقشني دلوقتي قدام الناس".
وسمعت الأصوات تتعالي: "أهو أهو" فذهبت إليه ووسط الحراسة الأمنية المشددة وذهول الجميع من المصلين فدار الحديث بيننا على مدار ثلث الساعة سوف أختصره لعدالتكم الآن وهو حاضر وسامع وأذكره بما دار وقلته له وقاله لي, وذلك لما فيه من بيان سلوكه ونيته وتصرفه.
مرسي: "إنت إيه اللي مزعلك من الشيخ". المدعي بالحق المدني: "إنه منافق نافقك علي الملأ صح ولا لأ" مرسي: "هو زودها حبتين لكن أنت ماسكتلوش". المدعي بالحق المدني: "أنا ياسر سيد أحمد المحامي المترافع عن حقوق الشهداء لثوره يناير وعضو بلجنة تقصي الحقائق اللي سيادتك شكلتها وما انتظرتش تقريرها اللي احنا لسه ما كتبنهوش". مرسي: "انت عضو باللجنة طيب قولي وصلتوا لإيه". المدعي بالحق المدني: "ما ينفعش أقولك وسط الناس يا ريس" مرسي: "قولي في ودني" المدعي بالحق المدني: "مبتسما مميلا عليه قرائن لسة ما فيش أدلة ولسة بنبحث". مرسي: "إنت بتعمل كدا ليه". المدعي بالحق المدني: "لأني أنفذ كلامك.. مش انت وقت إعلان نتيجتك روحت التحرير وفتحت صدرك وقولت أنا مش لابس قميص واقي للرصاص وإذا وجدتم في إعوجاجًا فقوموني". مرسي: "أيوه". المدعي بالحق المدني: "إذن هذا هو الإعوجاج وأشرت عليه وذاك هو التقويم وأشرت علي نفسي", ثم قلت له: "يا ريس التحرير بيغلي والشارع المصري بيغلي بسبب الاعلان الدستوري أخرج علي الشعب وكلمه وبلاش شغل الأهل والعشيره بس". مرسي: "أنا عملت حديث تليفزيوني كلمت فيه الشعب". المدعي بالحق المدني: "مع مين مع اثنين نكرة لا شوفناهم ولا هانشوفهم تاني يا ريس اخرج للناس كلمهم ووضح لهم الأمور". مرسي: "والله البلد رايحه علي خير ومتعرضه لمؤامرة". المدعي بالحق المدني: "قلنا من المتآمرين وايه هي المؤامرة صارحنا واحنا نساعدك". مرسي: "ما تقلقوش البلد رايحه علي خير". المدعي بالحق المدني: "بص يا رئيس الجمهورية أنا هانصحك لوجه الله قبل ما الكل ما يندم"., يا ريس انت محاط بزبانيه من الأهل والعشيرة حاجبينك عن الشعب وحاجبين الشعب عنك.. اخرج من هذا وكون رئيسا لكل المصريين وسيبك من الأهل والعشيرة والغي الإعلان الدستوري". مرسي: "مفيش كدا أنا رئيس للكل ودي قرارات للصالح العام". المدعي بالحق المدني: "هزيت رأسي وقولتله سلامه عليكم.. وخرجت من السياج الأمني عنده والناس بتسألني ايه النتيجه رديت مفيش فايدة, وتفاجئت بهم يهتفون "يسقط يسقط حكم المرشد" فخرج مسرعا بلا حذاء حتي باب سيارته.
واختتم حديثه قائلًا: إن سلوك الجماعه هو محاولة استغلال كل الظروف لصالحهم سواء بتجاره الدم أو الدين, وأن سلوك رئيسهم كان الاستبداد بالرأي ولو تظاهر بالديموقراطيه او اللين, بخلاف انه كان يعلم غضبه الشارع المصري عليه قبل الأحداث بما يفسر استعداده لذلك واستعانته بالأهل والعشيره فوافق علي المخطط كي لاتتكرر واقعه المسجد وكي يكمم الأفواه مقدما.
تعود وقائع القضية إلى الخامس من ديسمبر 2012، عندما هاجم أنصار "مرسي" اعتصاماً أقامه متظاهرون بمحيط قصر الاتحادية، احتجاجاً على إعلان دستوري أصدره "مرسي" في 22 نوفمبر من نفس العام، تضمن مواد تحصن قرارات رئيس الجمهورية من الطعن، ما اعتبره معارضون "تأسيسا لديكتاتورية جديدة في البلاد".
وأسفرت محاولة فض الاعتصام عن مقتل 10 أشخاص من بينهم المصور الصحفي الحسيني أبو ضيف، وإصابة 57 آخرين بإصابات متنوعة نتيجة احتجازهم بطريقة غير قانونية على يد أنصار مرسي.
كما تسببت الأحداث في وقوع مصادمات دامية بين أنصار مرسي ومعارضيه في جميع أنحاء البلاد.
وكانت هيئة محكمة جنايات القاهرة قررت -في أبريل الماضي- منع دخول الصحفيين والإعلاميين كل جلسات سماع أقوال الشهود في القضية، وقال رئيس المحكمة: "إن الجلسات ستكون سرية حفاظا على سير القضية وعدم التأثير على الشهود أو الأمن القومي للبلاد".
وأحيل "مرسي" وعدد من قيادات جماعة الإخوان إلى الجنايات في قضايا أخرى تتعلق باقتحام السجون والتخابر وإهانة القضاء.
تعقد الجلسة برئاسة المتشار أحمد صبرى يوسف, وعضوية االمستشارين حسين قنديل وأحمد أبو الفتوح, وأمانة سر ممدوح عبد الرشيد والسيد شحات.