قال الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار، إن افتتاح متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية خير دليل علي عودة الأمن والاستقرار خاصة أنه كان قد أغلق لدواع أمنية عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، مشيراً الى أن المتحف مفتوح بالمجان لسكان الإسكندرية ببطاقة الرقم القومى حتي منتصف نوفمبر المقبل.
وكان موعد الزيارة المجانية لأهالي الإسكندرية حتى نهاية أكتوبر الجاري الا ان الدماطي مد موعد الزيارة عقب توجيه محافظ الإسكندرية اللواء طارق المهدي سؤالاً له حول موعد انتهاء الزيارة المجانية.
وأشار الوزير إلى أن البلطجية هاجموا المتحف فى أعقاب ثورة 25 يناير فسارع أحمد عبد الفتاح مستشار الأمين العام للمجلس الأعلي للآثر في ذلك الوقت بالخروج والوقوف معهم كأنه واحد منهم وعطلهم إلي أن أبلغ إبراهيم درويش المشرف علي الإدارة المركزية علي متاحف الإسكندرية وقتها قوات الجيش التي تدخلت لتنقذ المكان، وتم بالفعل إغلاقه وتأمين محتوياته.
وانتقد الوزير البيروقراطية التى تؤدى مع قلة الإمكانيات إلي تأخير العمل أحيانا، لكنه شدد علي أنه سيتم تجاوز كل هذا ووعد بأن يشهد كل شهر حدثين مهمين، وهو الأمر الذي بدأ منذ سبتمبر الماضي، حيث تم فى شهر اكتوبر الجاري افتتاح الكنيسة المعلقة ومتحف المجوهرات الملكية، وسيشهد شهر نوفمبر المقبل افتتاح ساحة أبو الهول لأول مرة وافتتاح المرحلة الأولي من متحف الحضارة.
ورداً علي سؤال عن المتحف اليوناني الروماني أكد الوزير أنه كان محورا لمباحثات مع اليونسكو خلال زيارته الأخيرة لباريس، مؤكداً أنه ليس من الطبيعي أن يظل المتحف مغلقاً كل هذه الفترة وسوف يبدأ العمل به في القريب العاجل.
واشار الدماطي الى أن التطوير سيستغرق ثلاث سنوات من تاريخ بدأ الترميم، لافتاً الى أن احساسه بأهمية متحف اليوناني الروماني هو الذي دفعه لاثارة الموضوع رغم أنه لم يكن مدرجاً علي جدول المناقشات، فكان البرنامج المعد سلفا يتضمن فقط موضوعى القاهرة التاريخية ومتحف الفن الإسلامي، كما تطرق في محادثاته مع أمين عام اليونسكو إلي تعديل المادة 9 من اتفاقية اليونسكو الخاصة بالتراث الثقافي للدول التي تمر بظروف صعبة.
ولفت الوزير إلي أن المتحف يضم 1045 قطعة منها 683 قطعة معروضة و 362 قطعة غير معروضة، مشيراً إلي أن أهم القطع الموجودة بالمتحف: تاج الأميرة شويكار الزوجة الأولي للملك أحمد فؤاد المصنوع من البلاتين المرصع بالماس واللؤلؤ، وتاج الأميرة فريدة الزوجة الأولي للملك فاروق ومصنوع من البلاتين المرصع بالماس، وشطرنج مهدي من شاه إيران إلي الملك فاروق بمناسبة زواجه من شقيقته الأميرة فوزية وهو مصنوع من الذهب والمينا الملونة، وكأس من الذهب علي شكل شعلة مربعة محلي بالمينا الملونة يحمل اسم الملك فاروق الأول يعلوه التاج الملكي، وكأس من الذهب مستدير الشكل عليه مناظر سياحية من ارض مصر مهدي من الملك فؤاد الأول بمناسبة المسابقة العالمية للدعاية السياحية التي أسسها عام 1933م.
من جانبه، رحب اللواء طارق مهدي، محافظ الإسكندرية، بالعدد الكبير من الحاضرين مؤكدا أن العديد من كبار الزائرين الأجانب كانوا يتساءلون دائماً عن متحف المجوهرات لهذا يعتبر افتتاحه رداً علي السؤال الذي تكرر خلال السنوات الماضية.
كما شهد حفل الافتتاح الدكتور اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية والمهندس محسن صلاح رئيس مجلس إدارة المقاولون العرب وكلاً من قنصل لبنان وأمريكا وفرنسا.
وأوضح أحمد شرف، رئيس قطاع المتاحف، أن هذا المبني خاص بالأميرة فاطمة حيدر والتى أكملت بناءه عام 1923 بعد أن بدأته والدتها السيدة زينب فهمي عام 1919 ، لافتا إلي أن الأميرة فاطمة ظلت تستخدمه للإقامة الصيفية حتي قيام ثورة يوليو 1952، واستخدم بعد ذلك كاستراحة لرئاسة الجمهورية إلي أن تم تحويله في عام 1986 من قصر إلي متحف بناء علي قرار جمهوري.
وقد رسمت علي جدران القصر وأسقفه لوحات فنية وزيتية تصور قصصا تاريخية ومشاهد طبيعية متنوعة ، أما نوافذه فزينت بلوحات فنية من الزجاج الملون والمعشق بالرصاص بالإضافة إلي الزخاف المنتشرة في جنبات القصر والمستوحاه من فن الباروك والركوكو الذي انتشر في أوربا في القرن التاسع عشر الميلادي، والأرضيات المنفذة بقطع الرخام الملون والباركيه وأرضيات الحمامات المنفذة باسلوب الفسيفساء.
يتكون القصر من جناح شرقي عبارة عن قاعتين وبهو ، وجناح غربي من طابقين: يضم الأول أربع قاعات وبهوا وحماما ، بينما يضم الثاني أربع قاعات ملحق بها أربعة حمامات يتوسطهما بهو كبير، وبدروما يتكون من ثلاث حجرات ومطبخ ودورات مياه وكان مخصص لخدمة أصحاب القصر.