قال اللواء محمد الغباشى الخبير العسكرى وعضو الهيئة العليا لحزب حماة الوطن، إن تكلفة الضربات الجوية التى تقوم بها قوات التحالف الدولى بقيادة أمريكية على تنظيم داعش الإرهابى، والتى تجاوزت المليار دولار، من شأنه زيادة ضغوط الجمهوريين على الإدارة الأمريكية، التى تعانى أزمة اقتصادية، وتخبطًا فى القرار ولم تستطع تقديم تصور واستراتيجية محددة قصيرة ومتوسطة المدى، إزاء المتغيرات التى يشهدها الواقع الدولي، خاصة على مستوى المنطقة العربية. وأضاف الغباشى فى تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن قيادة الولاياتالمتحدة لقوات التحالف الدولي لضرب تنظيم داعش الإرهابى، يتصادم مع الوعود الانتخابية التى أعلنها أوباما وانتخب على أساسها، حيث اعلن للناخب الأمريكى خطة أمريكية محددة، وإطارا زمنيًا للانسحاب من أفغانستانوالعراق، وقدم وعودًا بعد مشاركة الولاياتالمتحدة فى أية عمليات عسكرية أخرى، علاوة على وعوده بشأن برنامج الرعاية الصحية المعروف باسم أوباما كير، والذى كان سببا رئيسيا فى اعادة انتخابه.
وأشار إلى أن أوباما نكث بوعوده للناخب الأمريكى، وذلك بسبب التدخل العسكرى القائم الآن فى سورياوالعراق، تحت لواء قوات التحالف الدولى، علاوة على عدم تمكنه من مد مظلة التأمين الصحى لتشمل فئات الشعب الأمريكى، وذلك بسبب تصادم تلك الافكار مع الجمهوريين الذين يشكلون معظم أعضاء الكونجرس ويتبنون الأفكار الرأسمالية العالمية، مؤكدًا أن نكوث أوباما بوعوده أمام الناخب الأمريكى من شأنه أن يضر بوضعه هو والديقراطيين و يعطى للجمهوريين فرصا ذهبية لزيادة الضغوط على الادارة الأمريكية .
وتابع الغباشى أن هناك سببًا آخر متعلق بافتضاح التمويلات التى دفعتها الادارة الأمريكية للجماعة الإرهابية بخلاف الدعم السياسى على الرغم من تحذيرات مراكز الأبحاث فى واشنطون التى قدمت تقاريرا تفيد بعدم استقرار حكم جماعة الإخوان فى مصر، ولكن السفارة الأمريكية فى القاهرة برئاسة آن باترسون السفيرة الأمريكية السابقة فى مصر اصرت بعناد وصلف على عدم الاعتماد على تلك التقارير الواردة وتمادت فى دعم الإخوان ثم آلت الأمور إلى ثورة 30يونية فى اطاحة قوية للمخطط الأمريكى واهدارا للمليارات التى انفقتها الادارة الأمريكية فى ظل أزمة اقتصادية يعانى منها الشعب الأمريكى .
وأكد الغباشى، تضارب صناعة القرار فى الداخل الأمريكى وافتقاد المؤسسات المعنية للحد الادنى من التجانس المطلوب، مشيرًا إلى أن تلك المؤسسات هى مراكز الأبحاث والبنتاجون والكونجرس، بخلاف الإدارة الأمريكية وهيئاتها المعنية، وعلى رأسها السفارة الأمريكية فى القاهرة، مضيفًا أن الإدارة الأمريكية عاجزة تمامًا عن تقديم تصور محدد للمنطقة العربية، عقب المتغيرات المتلاحقة سريعا، كما أنها تتخبط مرتبكة بين التقارير غير المتجانسة الصادرة من المؤسسات المختلفة وتأتى صفقة طائرات الاباتشى المصرية التى تعددت وتخبطت قرارات البنتاجون والكونجرس والادارة الأمريكية بشأنها على مدى اكثر من عام، كاشفة على مدى التناقض بين تلك المؤسسات من جانب ومدى ادراك البنتاجون والجمهوريين الذين يشكلون أغلبية فى الكونجرس على أهمية عدم استعداء مصر تفهما منهم لمكانتها ودورها فى حين تصر الادارة الأمريكية بغباء وصلف على دعم الجماعة الإرهابية .
وأشار الغباشى إلى اختلاف الظرف التاريخى بين فترتى حكم بوش الابن وأوباما، حيث كانت الولاياتالمتحدة منذ ثلاثة عشر عام وقت كذبة اسمها 11 سبتمبر تعيش أهوج لحظات هيمنتها على الخريطة الدولية، واستطاعت ببساطة احتلال أفغانستانوالعراق تحت شعارات كاذبة عن الحرب على الإرهاب، وتخليص البشرية من أسلحة الدمار الشامل، ونشر الديمقراطية بناء على خزعبلات، وهى تلقى الرئيس الأمريكى بوش الابن توصيات من السماء، متابعًا أما الآن تغيرت القواعد الدولية ولم تعد الولاياتالمتحدة القطب الأوحد، وظهرت تكتلات اقتصادية وسياسية على رأسها مجموعة بريكس والتى ستتصدر اقتصاديات العالم فى غضون عشرة أعوام من الآن فى خصم كبير لقيمة الدولار علاوة على استعادة روسيا لمكانتها الدولية والتى قوضت المختطات الأمريكية فى سوريا واوكرانيا فى تقليص واضح للنفوذ الأمريكى ، مشيرا إلى أن تلك المتغيرات لها انعكاسات بالغة السوء والعمق على قدرة الولاياتالمتحدة على انفاذ قراراتها وهى الآن لن تستطيع فعل ما فعلته منذ ثلاثة عشر عام ولكن اوباما بغباء كبير متجاهل لتلك المتغيرات ويهدد برعونة وغطرسة كما هدد بوش الابن من قبل ولكن دون أن يستند إلى نفس اسباب القوة .
وتابع: "الكذبة التى اسمها الديمقراطية الأمريكية حيث تتأسس العملية الانتخابية على المال الدعائى والذى تتحكم فيه بدرجة كبيرة شركات السلاح الأمريكية الخاصة وهى الجهة الرئيسية المعنية بوضع استراتيجية الولاياتالمتحدة كل فترة انتخابية وتتحكم بدرجة كبيرة فى ترجيح كفة المرشح الذى تريده ، مشيرا إلى أن القدرات الشخصية دون المستوى التى يتمتع بها اوباما والتى اهلته لخوض السباق الرئاسى تختزل فى سمار بشرته واصوله الإسلامية وامكانات شخصية وخطابية والتى تلاقت مع الاستراتيجية الأمريكية التى وضعت عقب انتهاء فترتى رئاسة بوش الابن واعتمدت على ما تسميه الادارة الأمريكية العمليات القذرة فى تسويق فكرة الوجه الجديد للولايات المتحدة المعاكس لوجه اليمين المتطرف الذى يمثله بوش الابن ويعتمد على القوة الغاشمة ، موضحا أن اوباما ادى الدور المطلوب منه وهو استئناف نفس المخطط الأمريكى فى تقسيم العراقوسوريا ولكن بطريقة مختلفة عن بوش ولكنه الآن استنزف اغراضه واصبح غير قادر على ادارة دولة بحجم الولاياتالمتحدة وغير قادر على ايجاد تصور للمنطقة وكل ما يفعله هو تقمص صورة بوش الابن برعونته وغطرسته ولكن دون أن يستند إلى نفس اسباب القوة التى استند إليها بوش الابن حينما كان النظام الدولى يميل إلى صالح الهيمنة الأمريكية".
واختتم قائلًا: إن اوباما فى وضع شديد السوء، كما أن الولاياتالمتحدة تعيش مرحلة تراجع لأول مرة عقب عشرات السنوات من القوة، وتأتى الأموال الطائلة التى انققتها الإدارة الأمريكية على حربها المتكررة والكاذبة وعديمة الجدوى على داعش، خاصة مع تقدمه فى كوبانى السورية لتزيد موقفها تعقيدًا ولتضعها فى محك مباشر مع الشعب الأمريكى الذى لم يحقق اوباما تطلعاته وارهقه عسكريا وماديا بالمخالفة لوعوده وليعيش أوباما لحظاته الأخيرة فى البيت الأبيض عاجزًا فاشلًا يبحث متوترًا عن أى إنجاز يضمن له خروجا مشرفا".