زوجة دومة : زوجي ملقي في عنبر المساجين بالقصر العيني ومبارك وأعوانه يعالجون بالمستشفيات الخاصة
دراج : كنت أتمنى أن ينظر "السيسي" ل"دومة" بعين الرحمة التي يحدثنا عنها دائماً
إسحاق : زوجة "دومة" من حقها زيارته مرتين بمناسبة العيد .. وإجراءات الداخلية روتينية سخيفة
شُكر: هناك تعتيم تام على التقارير الصحية ومن حق زوجته الإطلاع عليها
ظلت حالة الناشط السياسي أحمد دومة، المسجون احتياطيا على ذمة القضية المعروفة باسم "أحداث مجلس الوزراء"، مثار جدلٍ بين أوساط القوى السياسية والشبابية طوال الفترة الماضية، فقد أصيب بوعكة صحية شديدة بعد إضرابه عن الطعام وتدهورت حالته، و ظهر ذلك بعد أن نشرت له صورة أثناء محاكمة وهو في حالة من الهذيان الشديد، ومع هذا قد ازدادت المطالبات بضرورة نقله إلى مستشفى خارج السجن لأن حالته أصبحت في خطر على أن يتم علاجه بداخلها، لكن دائماً ما تقابل هذه المطالبات بالرفض من إدارة السجن، إلى أن تم نقله الجمعة الماضي إلى المستشفى وتم عمل بعض الإشاعات والتحاليل، ولم يتم حجزه على أن يوضع في غرفة العناية المركزة بالسجن، و هو ما لم يتم فبعد عودته للسجن تم نقله مرة أخرى في الساعات الأولى من صباح السبت الماضي إلى مستشفى القصر العيني.
وتعليقاً على حالة دومة وسجنه، أكد نشطاء وسياسيون أن هناك حالة من التعنت من قبل وزارة الداخلية حول حالته، مؤكدين أن هذا التعنت يظهر في منع زوجته من رؤيته وعدم إطلاعها على التقارير الطبية المتعلقة به.
من جانبها قالت نورهان حفظي، زوجة أحمد دومة، أنها ذهبت اليوم إلى المستشفى أملاً في أن يتم الموافقة على زيارته كما وُعدت من قبل، لافتة إلى أنها طلبت ذلك من إدارة المستشفى ولكن الرد كان "ها نبلغهم"، ولم يردوا عليها وأنها ظلت لأكثر من ساعتين جالسة أمام المستشفى تنتظر الرد ، معللة أن السبب قد يكون أمنياُ . وأكدت زوجة دومة في تصريح خاص ل"الفجر"، أنها من حقها أن تزوره في المستشفى يومياً في مواعيد الزيارة الرسمية، بخلاف أن أي مسجون من حقه أن تزوره عائلته خلال أيام العيد، متسائلة : " لم أعرف لماذا هذا التعنت؟، فوعدوني أن أراه اليوم".
وأوضحت أنها لم تطلع على التقارير الطبية الخاصة بزوجها، مشيرة إلى أنها حينما طالبت لقاء الدكتور المعالج له كان الرد "لاء ما ينفعش، لازم إذن من القاضي والنائب العام"، قائلة : "كل هذه المماطلات غير طبيعية يساومونا بها فقط" .
واعتبرت "حفظى" أن تعنت الداخلية وعدم إطلاعهم على التقارير الطبية يرجع إلى سوء حالة دومة الصحية وتدهورها، وأنهم لم يظهروا التقارير حتى لا يثبت أنه وصل لحالة متأخرة، مضيفة : " عايزين يكتموا على تفاصيل الحالة لأن حالته سيئة جدا وأهمل كثيراً بالسجن"، لافتة إلى أنهم تقدموا بطلبات لنقله من السجن للمستشفى وظلت حالته تزداد سوء بعد رفضهم المستمر، وتركوه حتى آخر لحظة.
وكشفت أن دومة امتنع عن تعاطي العلاج بعد أن تم وضعه في عنبر المسجونين في مستشفى القصر العيني العادي، تعبيراً عن رفضه لهذا المكان، وأنه طلب أن ينقل إلى العناية المركزة ومستشفى أفضل حتى وإن كان على نفقته الخاصة، لافتة إلى أن طلبه قوبل بالرفض، وأنها أرسلت له لتطلب منه أن يأخذ علاجه خوفاً من أن حالته قد تزداد سوءً في ظل رفضهم.
وأضافت : " دومة أثبت في محضر قال فيه انه كان بالعناية المركزة في السجن، والأطباء قالوا أنه محتاج عناية أفضل، وبدلاً من وضعه في عناية أفضل وضعت في عنبر مساجين لا يوجد به أي رعاية أو أجهزة ".
وتساءلت لماذا هذا التعنت في التعامل مع دومة وشباب الثورة، في حين أن هناك مساجين دخلوا مستشفيات خاصة، مشيرة إلى الرئيس المخلوع حسني مبارك الموجود في مستشفى القوات المسلحة وأن معه مرافقين، ورجل الأعمال أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل الذي ظل شهور في مستشفى النيل بدراوي، فضلاً عن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى الذي حصل على علاجه في مستشفى السلام، في حين أن زوجها دومة رفض نقله حتى على نفقته الخاصة فضلاً عن حرمانها وحرمان والده ووالدته من رؤيته.
فيما عبر الدكتور أحمد دراج، القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، عن بالغ حزنه لما يحدث لدومة، قائلاً: " دومة من الشباب الذين أخدوا في الرجلين، مثله مثل كثير من الشباب الذين تم الزج بهم في شيء هم لم يجرموا فيه، وهو لم يكن عليه أي اتهام، فقط قد يكون شاب منفعل ثوري لكنه لم يرتكب عنف". وأضاف دراج في تصريح خاص ل"الفجر"، أنه كان من الأفضل للنظام الجديد بالدولة أن يتصالح مع أبنائها بدلاً من كسب عدوات جديدة، لافتاً إلى أنه من الواضح أن هناك من يعبث بأمن البلاد واستقرارها، نافياً أن يكونوا الشباب هم من يعبثون، ومؤكداً أن من يعبثون هم من يزجون بهم في السجون ويتصورون أن في هذا استقرار واطمئنان وراحة للبلاد، مشيراً إلى أن هذا التوجه غير جيد وقد يودي بالدولة إلى طريق سيء.
وقال دراج : "كنت أتمنى أن الرئيس السيسي ينظر لحالته بعين الرحمة التي يتحدث عنها دائماً، وأظن أنه يستحق العفو حتى وإن كان في لحظات طيش معينة كشاب، ولكن عمره ما وصل اطلاقا إلى عملية العنف، فيجب أن تستوعب الدولة أبنائها وتحتويهم وخاصة في ظل ظروف صحية مثل حالة دومة".
وأكد أن وزارة الداخلية تتعامل مع حالة دومة بتعنت زائد عن الحد، في ظل أنه مختلف عن كل الحالات الأخرى، مشيراً إلى أنه شاب من أسرة إخوانية، ولكنه ضدها وفي عهد حكم جماعة الإخوان قاموا بإلقاء القبض عليه، مؤكداً أن ذلك يعد رسالة واضحة بأنه لا يمكن أن يوضع في نفس الخانة مع المجرمين، بل تم الافراج عن بعضهم.
فى حين لفت جورج إسحاق، الناشط السياسي، ومقرر لجنة الحقوق السياسية والمدنية بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، إلى أن المجلس يتابع حالة دومة بعناية شديدة، مشيراً إلى أنه قد قام بفك إضرابه عن الطعام ويتناول العلاج وحالته أصبحت جيدة.
وأوضح إسحاق في تصريح خاص ل"الفجر"، أن "نورهان حفظي" زوجة دومة من حقها أن تزوره بمناسبة عيد الأضحى وأن لها الحق أن تزوره مرتين خلال العيد.
وأكد "إسحاق" أن القومي لحقوق الإنسان وجميع القوى السياسية قد طالبوا بالإفراج عنه وعن أمثاله الذين يعانون من أمراض قوية داخل السجون، على أن يحضروا جلسات محاكمتهم، لافتاً إلى أن تواجده بالسجن ليس من الضروري، لكن لابد أن يحضر الجلسات إن سمحت حالته.
واتهم مقرر لجنة حقوق الإنسان بالمجلس وزارة الداخلية بإتباع إجراءات روتينية وصفها ب"السخيفة"، موضحاً : "الدكتور صلاح سلام، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، كان قد طلب من وزارة الداخلية الإطلاع على التقارير الطبية الخاصة بحالة "دومة" أكثر من مرة، وكان الرد علينا بوعود بإرسالها ولم ترسل بعد، إجراءات روتينية سخيفة، وبما اننا قمنا بعمل لائحة جديدة للسجون فلابد أن تطبق فورا".
وقال عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي الإشتراكي، ونائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن المجلس كان منذ فترة يسعى لنقل دومة إلى المستشفى لأن حالته الصحية كانت خطيرة وتطلب نقله، وكان أيضاً على اتصال دائم بحقوق الإنسان في وزارة الداخلية وإدارة السجون، مؤكداً على مطالبته بأن يستمر بها حتى تتحسن حالته ويزول الخطر.
ورأى شكر في تصريح خاص ل"الفجر"، أن زوجة دومة من حقها أن تزوره وتطلع كذلك على حالته الصحية من واقع التقارير الطبية التي أجريت عليه، مشيراً إلى أن هناك تعتيم شديد حول هذه التقارير ولم يطلع عليها أحد سواء من أسرته أو من القومي لحقوق الإنسان.
وفي نفس الوقت أوضح أن دومة بعد أن عدل عن إضرابه عن الطعام أصيب بحالة قيء مستمر حيث أن أي شيء ينزل إلى معدته يتقيؤه، ويعاني من نقص البوتاسيوم في جسمه، وهو ما يؤكد أن حالته صعبة، مطالباً بالشفافية والإعلان عن حالته الصحية ومدى خطورتها والعلاج الذي يتلقاه، حتى يتم معرفة المكان المناسب لهذا العلاج.
وأكد شكر على المطالب المستمرة للقومي لحقوق الانسان والقوى السياسية حول تعديل قانون التظاهر، على أن تلغى كل الأفعال التي يعاقب عليها قانون العقوبات، وأن تصبح العقوبات في قانون التظاهر مناسبة لمخالفة التظاهر، مشدداً على ضرورة إلغاء السجن والغرامات المالية الباهظة من القانون، على أن يتم الإكتفاء بغرامات محدودة مناسبة، لافتاً إلى أنه حينما يحدث تعديل على القانون سوف تسقط العقوبة بالسجن عن كل المسجونين بهذا القانون الذي أكد أنه غير دستوري.