وكالات قال محمود الزهار، القيادي في حركة حماس، إنه لو نقلت حركته جزءا من قوتها العسكرية إلى الضفة الغربيةالمحتلة فلن يصمد الاحتلال الإسرائيلي أمامها. وأضاف الزهار في كلمة له خلال حفل تكريم رجال شرطة قضوا في الحرب الأخيرة على غزة: "بعد الحرب الأخيرة علينا عرفنا جيدا كيف يمكن أن نحرر الأرض، وكيف لنا أن نضرب كل شبر من أرضنا من خلال عقولنا وإرادتنا"، مؤكدا أن حماس لن تقبل بالمساس ببرنامج المقاومة وبدور الأجهزة الأمنية تحت أي ظرف، لافتا إلى أن عيونها ستكون أكثر اتساعا على الوطن والمواطن بعد تركها الحكم.
وأوضح الزهار أن المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل ستستأنف بعد عيد الأضحى المبارك. وأضاف: "إن الجانب الإسرائيلي وحماس وضعا مطالبهما، وستجري متابعة هذا الموضوع ومناقشته في الوقت المناسب".
وفيما تحدث الزهار عن انتصار لحماس في حرب غزة، وقدرتها على نقل هذا الانتصار إلى الضفة وتحريرها أيضا، قال موشيه يعلون، وزير الدفاع الإسرائيلي، إن حماس تمر بأوقات صعبة، وإنه تقرر عدم إسقاطها أثناء الحرب. وأضاف يعالون: "حركة حماس فقدت اتصالها بالإخوان المسلمين وسوريا وإيران، والحكم الجديد في مصر يرى فيها حركة عدوة لارتباطها بالإخوان المسلمين، وهي تمر بأزمة استراتيجية حقيقية". كما عُد ذهاب حماس إلى حكومة الوفاق الوطني، بعد تقديمها تنازلات عديدة إلى السلطة، دليلا على أزمتها.
ورأى يعالون أن هذه الأزمة أثرت على حماس في الحرب، إذ إن "اتفاق وقف إطلاق النار شمل الشروط التي وضعتها إسرائيل".
وقال موضحا: "لقد واجهنا قيادة فلسطينية منقسمة. حركة حماس في الداخل كانت مستعدة لوقف إطلاق النار خلال أسبوعين، لكن ثمة مسؤولين لم يقبلوا بذلك، مثل خالد مشعل الموجود في قطر".
كما أقر يعالون بأن حماس لم تخطط لخوض حرب في يوليو (تموز) الماضي، بل أرادت أن تقوم بعملية خطف كبيرة. وأوضح قائلا: "حسب تقديراتنا، كان هناك تخطيط لعملية خطف كبيرة في جنوب القطاع، وقد قمنا بإحباطها من الجو".
في إشارة إلى ضرب نفق قتل فيه 7 من عناصر حماس، وأدى إلى نشوب الحرب. وتساءل يعالون: «هل ظنت حركة حماس بالفعل أن إسرائيل لن ترى في هذا إعلان حرب عليها في حال نجحت العملية؟».
وأكد يعالون أن المجلس الوزاري المصغر "الكابنيت" قرر أثناء الحرب "عدم إسقاط حماس أو احتلال قطاع غزة".
وقال موضحا: "لقد جرى بحث احتلال قطاع غزة وإسقاط حماس أثناء العدوان. وقد توصلنا لقرار بعدم إسقاط حماس وعدم احتلال قطاع غزة (...) لقد كانت مصلحة إسرائيل تكمن في عدم احتلال القطاع ولا إسقاط حماس"، مؤكدا استعداد الجيش لمواجهة كافة التطورات الميدانية وتدهور الأوضاع الأمنية على كافة الجبهات الشمالية والجنوبية وكذلك الضفة الغربية.
وفي سياق متصل، صرح الميجور جنرال ايال ايزنبيرغ، قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بأن العملية الإسرائيلية في قطاع غزة لا تشبه بأي شكل من الأشكال سيناريوهات المعركة الكبرى التي يستعد لها الجيش. وأضاف: "إن المعركة المستقبلية ستستلزم قدرات أكبر والمزيد من التضحية، والاستعداد لدفع ثمن أكبر".
وعد قائد الجبهة الداخلية إلى أن العبرة الرئيسة التي جرى استخلاصها من العملية في غزة بالنسبة للجبهة الداخلية تتمثل في "ضرورة تحسين جاهزيتها وقدراتها على توفير كافة الخدمات للمواطنين في حالات الطوارئ".
وحذر من أن "أي عجز في هذا المجال قد ينطوي على انعكاسات خطيرة على قدرة إسرائيل على حسم المعركة".