بعد ثلاثين عاماً من قمع الحركة الطلابية في مصر عن المشاركة في الحياة السياسية , حرص الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح الرئاسي إلي إعادتها للحياة من جديد بعدما تم أختيار أحمد ناجي طالب بكلية هندسة جامعة الاسكندرية كعضواً بارزاً في الفريق الرئاسي لأبو الفتوح. وجاء هذا الأختيار بعد مسابقة اعلنت عنها حملة أبو الفتوح لأختيار أحد الطلاب ليكون ممثل لهم داخل الحملة , بناء علي رغبة أبو الفتوح والذي كان سابقا من أهم الأعضاء البارزين في الحركات الطلابية. وحصل الطالب أحمد ناجي علي منصب ممثل طلاب مصر في الحملة ، بعدما تقدّم بمشروع نظام إداري جديد لمصر، لإدارة شئون الدولة وتجاوز البيروقراطية المعطلة للعمل، وعددٍ من المشاريع القومية في القطاعات المختلفة لإنقاذ اقتصاد البلاد، الأمر الذي جعله يحصل على إعجاب فريق الخبراء بالحملة . الحكاية تطول لهذه الحركة التي اتسمت بالتنوع والحركة ووحدة الهدف ،فمنذ تظاهراتهم الكبيرة ضد الأحتلال الانجليزى ، اصر الطلاب المصريون علي تكملة مشوارهم التاريخي بما يعرف الحركة الطلابية المصرية التي كان لها دورا كبيرا في بلورة تاريخ مصر الحديث بشكل او بأخر ، فمن منا لا يتذكر تظاهرات الطلاب في عام 1946 التي كانت ضد الاحتلال الانجليزى والتي استشهد فيها عدد كبير من الطلاب بعد فتح كوبرى عباس وسقوطهم في مياة النيل لتحفر في التاريخ هذه الحادثة باسم مجزرة كوبرى عباس . بعدها تصاعدت الحركة الطلابية المصرية ، فشاركت في ثورة يوليو 1952 ، بحماسها المقنطع النظير للحركة العسكرية التي قامت بطرد الملك فاروق واسقاط الملكية وانشاء الجمهورية، في عام 1953 ، ليشترك الطلاب كغيرهم في النهضة المصرية التي شهدتها اواخر الخمسينات وطوال عهد الستينات بشكل ما وان لم يكن سياسيا فشاركو اجتماعيا . اوائل السبعينات بما تحمل مع مختبر حقيقي وتحدى كبير للحركة الطلابية ، التي شهدت هزيمة كبيرة للجيش المصرى أمام العدو الصهيوني علي رمال سيناء ، فنهضت بعض القوى السياسية مثل الاخوان المسلمين والحركات الشيوعية في مواجهة ذلك وقامت بتظاهراتهم الشهيرة بما يسمي بانتفاضة الطلاب في عام 1972 للضغط علي الرئيس الراحل السادات بكسر حالة اللاسلم واللاحرب التي كانت مصر تنغمس فيها ، وكانت هذه المظاهرات كبيرة لدرجة انها ازعجت السادات وشكلت ضغط كبير عليه لاتخاذ قرار الحرب الذى بالفعل كان يخطط له ، وتم في العام الذى يليله عام 1973 . انتهت الحرب مع اسرائيل ، ودخلت مصر مرحلة " الأنفتاح " ليتحول الشعب المصرى من الضغط علي البطون وشد الحزام الي مرحلة الأستهلاك التي غيرت من تركيبة الشعب المصري بشكل يفوق الوصف واستمرت هذه التركيبة المتغيرة الي يومنا هذا ، وكانت الحركة الطلابية مع تلك التغيرات ليست بعيدة أبدا عن المجتمع بل ان انتفاضة الخبز في 18 و19 يناير 1977 شاهدة علي تحرك الطلاب وغيرهم من فئات الشعب ولتؤكد ان الطلاب جزء كبير وهام من الحركة الوطنية المصرية . السادات يجتمع بعد انتفاضة الخبز 1977 بالطلاب في استراحته الاثيرة في القناطر الخيرية ، وحضر اتحاد طلاب مصر هذا اللقاء ليبرز اسمين في هذا اللقاء الشهير ، ليكونا بعد ذلك مرشحي الرئاسة هذه الايام وهما ، الطالب بكلية الطب وحينها كان في عام الامتياز ، عبد المنعم أبو الفتوح ، والطالب الأخر هو حمدين صباحي ، ليبرزا بشكل كبير خاصة أبو الفتوح الذى قام بمشادته الكلامية الشهيرة مع السادات دفاعا عن شيخه محمد الغزالي الذى انتقل من جامع عمرو بن العاص الي " وزارة الأوقاف " ، لتنتهي المشادة الي غضب شديد للسادات . استمرت الحركة الطلاب في عهد الرئيس المخلوع مبارك ، في نضالها الوطني بشكل ضعيف ولكنه تصاعد في السنوات التي سبقت ثورة يناير ، لتتبلور في مظاهرات الثورة واعتصام ميدان التحرير ، والتحضير الثورى علي صفحات الفيس بوك وتويتر والتي كان الطلاب يشكلون فيها المكون الرئيسي ان لم يكن الوحيد للثورة في بداية بزوغها . اليوم مع غمار المنافسة الشرسة التي تشهدها انتخابات الرئاسة المصرية ، نجد ان الطلاب لا يمثلون بشكل كافي في هذه الانتخابات ، بالطبع ليس في ترشيح احد منهم بطبيعة الاحوال ولكن ايضا في الانضمام الي فريق رئاسي حتي فاجأ أبو الفتوح العضو البارز في الحركة الطلابية في اوجها ايام السبعينات الذى يبدو انه كان مدرك تماما لهذه النقطة ليختار طالب بالهندسة قدم مشروعا للاصلاح الادارى والتخلص البيروقراطي من ضمن مسابقة اعدها خصيصا ليختار ممثلا للطلاب في فريقه الرئاسي وتم الاختيار علي أحمد ناجي ، التساؤل هنا هل بالفعل الحركة الطلابية المصرية ستجد لها دورا جديدا في النظام القادم ام انها ستكون شكلا ديكوريا ومنتفسا للسلطة الحاكمة ؟