المثليين جنسيا..قضية أثارت الرأي العام العربي والدولي، بعدما أقدم عدد من المشهورين، وخاصة من الفنانين الغربيين على الزواج المثلي، و دعم المتحولين جنسيًا. وخلال الفترة الماضية، أقدم عدد من المثليين على تأسيس جمعيات تطالب بحقوقهم المشروعة، على حد تعبيرهم، بالإضافة إلي إعلان عدد من المنظمات الدولية دفاعها عن حق المثليين في الزواج.
ولم يقتصر الوضع على الفنانين، بل سعت منظمة ألمانية أسسها لاعب كرة القدم السابق ماركوس أوربان إلى القضاء على رهاب المثليين فى عالم الساحرة المستديرة، عن طريق مشروع يستهدف الحصول على نتائج إيجابية فى غضون عام تقريبا. وكان اللاعب الدولى الألمانى السابق توماس هيتسلبرجر أول لاعب دولى يعلن ميوله المثلية على الرغم من إقدامه على ذلك بعد إعلانه اعتزال اللعب. وتعد المثلية الجنسية بالإنكليزية"Homosexuality" هي توجه جنسي يتسم بالانجذاب الجنسي أو الشعوري أو الرومنسي بين أشخاص من نفس الجنس، الذكر ذو الميول المثلية يلقب "مثلياً" أو "مثلي الجنس"، وقد يعبر عنه بالمصطلح غير الحيادي "شاذ جنسياً"، أو بالمصطلح غير الدقيق "لوطي".
وحصلت المغنية الأمريكية جنيفر لوبيز على جائزة "Vanguard" التي تُمنح لفنانين أسهموا من خلال أعمالهم الفنية بزيادة تفهم أوضاع المثليين والمتحولين جنسيا. وحظيت J Lo بهذا التكريم في حفل "Gay & Lesbian Alliance Against Defamation"، أي تحالف المثليين ضد التشهير.
من جانبها تطرقت الفنانة البورتوريكية الأصل بعد تسلمها الجائزة إلى أوضاع المثليين من الجنسين بقولها: "حين يتعلق الأمر بالمثليين جنسيا أفكر بالحب، أؤمن بانه حين يلتقي شخصان ويجعهما الحب، يجب أن يكون لهما الحق في أن يعيشا معا، ويكون لديهما الحقوق والواجبات التي يتمتع بها أي مواطن عادي".
وأعلن النجم الأمريكي براد بيت عن تأييده التام لحق المثليين جنسياً في الارتباط رسمياً، ولم يقتصر هذا الموقف على التأييد اللفظي، اذ كشف بيت عزمه التبرع بملغ 100 ألف دولار لمنظمة "هيومن رايتس كامباين"، الناشطة في مجال الدفاع عن حق المثليين بالزواج.
وأعرب بيت في رسالة إلكترونية بعثها للمنظمة عن دهشته إزاء حرمان "جيرانه وأحبائه" من المثليين في العديد من والولايات مثل واشنطن ومينيسوتا وماين بالارتباط وتقرير المصير، واصفاً الأمر بأنه "لا يُصدق".
وفي واحدة من أغرب حالات الزواج المثلي، انفصل زوجان، على خلفية وجود علاقة حب "الزوجة" بسيدة، وكانت هذه الخطوة السبب الرئيس لانخراط الزوج في أنشطة ضد زواج المثليين، وذلك بعد 6 أشهر من الطلاق الذي وقع في عام 2011، علما أن تداعيات الأمر استمرت حتى العام الحالي.
في بادئ الأمر رفض الزوج فكرة الانفصال عن زوجته التي عللت رغبتها بالاختلاف في وجهات النظر، وطالب جوناثان سينتز في المحكمة التي بتت بالقضية بعدم السماح لزوجته وصديقتها بالاقتراب من أطفاله المشتركين مع كورين، التي تعمل وصديقتها مدرستين في مدرسة ابتدائية.
بعد عامين من الطلاق تقدم جوناثان بدعوى ضد طليقته حين علم أنها بصدد الزواج رسميا من صديقتها واتهمها بالخيانة، وفي أغسطس الماضي صدر حكم قضائي يسمح للطليقين بتربية أطفالهما، لكن القرار لم يتطرق من قريب أو بعيد إلى صديقة كورين.
لم يتقبل سينتز هذا الحكم، لكنه عوضا عن محاولة مواجهته برفع دعوى ثانية، ألقى بكل ثقله لمواجهة المثليين والمتحولين جنسيا وتطلعاتهم في الحصول على حق الزواج فيما بينهم.
في هذا الشأن يرى جوناثان أن السماح للمثليين بالارتباط رسميا سيؤدي إلى آفات اجتماعية خطيرة، كتعدد الشركاء في العلاقات.
ويرصد هذا التقرير انتشار الظاهرة في الشرق الأوسط والعالم..
أولا..الشرق الأوسط
حققت مدينة تل أبيب الساحلية الإسرائيلية إنجازاً جديداً يجعلها قبلة مثالية للكثير من السياح في العالم، اذ تصدرت قائمة المدن العالمية الأكثر جاذبية للسياح المثليين عن عام 2011. وقد أجرت شركة الطيران الأمريكية "أميريكان إيرلاينز" استطلاعاً للرأي بين المثليين من مختلف أرجاء العالم، وذلك بالتعاون مع موقعين عالميين يعنيان بمشاكل وقضايا هذه الشريحة الاجتماعية، أسفر عن اختيار تل أبيب المدينة الأفضل للمثليين جنسياً بحصولها على 43% من أصوات من شملهم الاستطلاع، متفوقة بفارق كبير جدأً على مدينة ساحلية أخرى هي نيويوركالأمريكية التي حصلت على 14% من الأصوات.
وربما تعزي المدينةالأمريكية نفسها بخسارة لقب "عاصمة المثليين العالمية" بفوزها بلقب "الموضة الأفضل" في هذا الاستفتاء، الذي لم تشر أي من الجهات المشرفة عليه الى عدد المشاركين فيه.
وسمح الفارق الكبير بين المدينتين لعدد من المدن العالمية الأخرى بدخول القائمة، مثل تورونتو الكندية ب 7% وساوباولو البرازيلية بنسبة 6%، ومدريد ولندن ب 5% لكل منهما، بالإضافة الى مدن مثل مكسيكو سيتي وبرلين وسان فرانسيسكو.
وبهذه النتيجة تعزز تل أبيب موقعها العالمي كمدينة مثلى للمثليين، اذ تستضيف هذه المدينة سنوياً مسيرة لهؤلاء يطلقون عليها اسم "مسيرة الفخر" بلغ عدد المشاركين فيها العام الماضي 5000 شخصاً، مسجلة بذلك ازديادأً بعدد المشاركين عن سنة 2010 بنسبة 25%.
وفي تونس، أجرت صحيفة عربية لقاءً مع فادي كروج مؤسس مجلة Gay Day التونسية المعنية بمشاكل وهموم المثليين في البلاد، تناول من خلاله الهدف من إصدار هذه المجلة والعقبات التي واجهتها والمتمثلة في النظرة النمطية في المجتمع والرفض الحكومي لهذه الخطوة التي عبر عنها عدد من وزراء الحكومة. وصرح كروج في لقائه ان الشعور بالاختلاف عمن يحيط بهم دفع المثليين الى إصدار هذه المجلة، الرامية الى "إصلاح الصورة النمطية" في المجتمع التونسي خاصة والعربي عامة، خاصة وانها تعبر عن شريحة تشكل ما بين 2 الى 3% في تونس التي تتسع لجميع الاختلافات، من وجهة نظره. وأكد فادي كروج عدم وقوف أية جهات أجنبية وراء Gay Day داعياً الحكومة الى الاعتراف بأن المثلية الجنسية ليست مرضاً نفسياً وإنما حقيقة علمية مثبتة منذ تسعينات القرن الماضي"، ومنوهًأ بأن الدعم الوحيد الذي تحصل عليه المجلة من جمعيات محلية تُعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان.
وأضاف كروج ان الشعور بالاختلاف جعل المثليين في تونس الى وضع حد للخوف من الكشف عن الحقيقة، مما يضطرهم الى "وضع أقنعة زائفة"، توهم باندماجهم في المجتمع، بينما هم يعيشون "حياتين مختلفتين".
ولفت الانتباه الى ان المجلة ترمي الى الحد من حالات العنف التي يتعرض لها المثليون بسبب عدم وجود وعي كافٍ، مشيراً الى ان كل أعضاء الفريق العامل متطوعون ومتطوعات مثليون، يعنون بنقل المشاكل التي يعانوها في تونس وإلقاء الضوء على مشاكل المثليين في المغرب العربي والشرق الأوسط بشكل عام.
وأعرب فادي كروج عن أمله بأن يتقبل القارئ التونسي المجلة والقائمين عليها، وذلك في إطار التعددية والديموقراطية التي تشهدها البلاد في السنة الأخيرة.
وأضاف ان المثليين في تونس كغيرهم من المواطنين، ففيهم الأطباء والمحامون الممرضون والعاطليون عن العمل، وان منهم من شارك بفعالية في الثورة التونسية وفي الاحتجاجات التي أدت الى إسقاط النظام السابق.
وتأثرت القاهرة كثيرًا، حيث تداول نشطاء منذ أسبوع، مقطع فيديو، لعدد من المثليين المصريين، وهم يحتفلون بالزواج بأحد المراكب النيلية، وألقي القبض عليهم منذ ساعات.
ثانيًا.. دول العالم :_ كان لبعض الدول مواقف من الزواج المثلي، حيث صادق البرلمان الاسكتلندي في وقت ماضي بأغلبية ساحقة على مشروع قانون يسمح بزواج المثليين، لتصبح اسكتلندا بذلك البلد السابع عشر الذي يمنح هذا الزواج صفة رسمية رغم معارضة الكنيسة.
وقالت الحكومة إن إقرار مشروع قانون زواج المثليين يعد خطوة مهمة للمساواة في الحقوق ويمهد الطريق لإقامة حفلات لزواج المثليين في وقت لاحق من هذا العام.
وعارضت الكنيسة هذه الخطوة، علما بأن القانون الجديد لا يلزم المؤسسات الدينية بإقامة حفلات زواج للمثليين فيها.
كما صدقت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية نفسها على شرعنة زيجات المثليين في إنجلترا وويلز.
ووقفت عشرات من أزواج المثليين في طوابير طويلة أمام بوابات الدخول إلى دوائر الاحوال المدنية في وستمنستر وإسلنغتون وكامدين حيث تجري أولى مراسم زواج المثليين، وكان من المسموح للمثليين في بريطانيا ممارسة الحياة الزوجية منذ عام 2005، مع أن تسجيل زواجهم رسميا كان ممنوعا.
وفي باريس اختلف الأمر عن باقي العواصم التي سمحت بالزواج، حيث حاصر المتظاهرون في العاصمة الفرنسية باريس مبنى البرلمان، في منتصف عام 2013، احتجاجا على تمرير مشروع قانون زواج المثليين، كما احتجزت الشرطة 15 شخصا أثناء الاحتجاجات بمدينة ليون جنوب شرق البلاد.
وذكرت تقارير إعلامية ان مجموعات من الشباب الراديكالي الذي انضم الى المجتمعين أمام مقر البرلمان ألقت زجاجات بلاستيكية ومفرقعات على عناصر الأمن الذين فرضوا طوقا أمنيا حول المبنى وسدوا الطريق أمام المحتجين، ولم تقدم الشرطة على تفريق المتظاهرين بالقوة حتى بعد حلول الساعة العاشرة ليلا، علما أن القانون يمنع إقامة أية تظاهرات أو اعتصامات في هذا الوقت.
وفي ليون، تم توقيف 15 شخصا لدى محاولة المحتجين أيقاف حركة المرور على إحدى الطرق السريعة الرئيسية المارة عبر المدينة.
ولكن كان لروسيا موقف أخر، حيث دار في موسكو جدال واسع بين معسكرين متعارضين – معسكر المثليين "الشاذين جنسيا" ومعسكر المعارضين لهم، فمنذ زمن ليس بعيدا، بدأ مجلس الدوما الروسي بمناقشة مشاريع القوانين ذات العلاقة بالزواج المثلي وتبني الاطفال في اسر مثلية.
فبعض هذه المشاريع تقف بالضد من السماح بالزواج المثلي وحتى للدعاية له بين الشباب وتطالب بمعاقبة المخالفين بدفع غرامات مالية كبيرة، في حين تطالب مشاريع اخرى عكس ذلك تماما، كما تنظر المحاكم الروسية في دعاوى قضائية تخص نفس المسألة، يقيمها هذا الطرف أو ذاك.
وكان لأوغندا موقف أخر، حيث وقع الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان على قانون يمنع الزواج بين المثليين ويفرض عقوبة السجن لمدة 14 سنة على كل من يخالف ذلك.
وعلق روبين أباتي المتحدث الرسمي باسم الرئيس النيجيري على ذلك قائلا إن 90% من سكان البلد يعارضون زيجات المثليين، ولهذا يتوافق هذا القانون مع المعايير الثقافية والتقاليد الدينية للشعب النيجيري.
الأضرار الصحية
بثت قناة BBC News تقريراً من ولاية ماساتشوسيتس الأمريكية تطرقت من خلاله الى تقلص أعداد المرضى بين المثليين الذين يتوجهون الى العيادات والمراكز الطبية في الولاية، بعد ان سمحت السلطات فيها بتزاوج الجنس الواحد.
وقد اعتبر باحثون في جامعة كولومبيا ذلك مؤشراً على ان المثليين غير المرتبطين يعانون من الاكتئاب والقلق أكثر من غيرهم، الأمر الذي يدفعهم الى العزلة والتفكير بالانتحار. لكن في حالة الارتباط يزداد التفاؤل والإقبال على الحياة، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على الحالة الصحة العامة لديهم.
وقد خلص العلماء الى هذا الاستنتاج بعد دراسة شملت 1211 مثلياً بين الرجال فقط، تمت متابعتهم قبل عام من زواجهم وبعد عام من ذلك، فلاحظ العلماء ان نسبة زيارة هؤلاء للمستشفيات تقلصت بعد الارتباط بنسبة 13%.
وقد اعتبر البروفيسور المشرف على الدراسة مارك هاتزنبوهلر ان السماح للمزيد من المثليين بالزواج سيؤدي الى ان يتمتع أكبر قدر من ممثلي هذه الشريحة بالصحة والعافية، وانخفاض حدة الشعور بالإحباط لديهم. أشهر المثليين ابنة نائب الرئيس الأمريكي السابق..تزوجت ماري تشايني ابنة نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني، المثلية، من شريكتها هيذر بو في حفلة زفاف تم في العاصمة واشنطن.
ونشر ديك تشيني وزوجته لين بيانا جاء فيه أن ماري وهيذر على علاقة منذ سنوات و"نحن مسرورون لاغتنامهما الفرصة للحصول على اعتراف بعلاقتهما".
واقيمت مراسم الزفاف في واشنطن، حيث يسمح بزواج المثليين منذ عام 2009. وتسكن ماري وهيذر في ولاية فيرجينيا، ولهما طفلان هما الابن سامويل والابنة سارة اللذان أنجبتهما ماري، ولا تذكر تفاصيل الانجاب.
وعرفت ميول ماري تشايني (43 عاما) الجنسية غير التقليدية منذ أن تولى والدها منصب نائب الرئيس الامريكي عام 2001. ولم تخف ماري توجهاتها الجنسية أبدا.
وأعربت ماري تشايني عن سعادتها لعقد الزواج على شريكتها هيذر التي تربط العلاقة بينهما على مدى 20 عاما.
و سبق أن عبر ديك تشايني الجمهوري البارز عن دعمه لزواج المثليين لكنه يمتنع بصورة عامة عن التعليق على حياته العائلية. وكانت ميول ابنته الجنسية أثارت ضجة داخل الحزب الجمهوري لما يحظى المحافظون الاجتماعيون الذين يعارضون زواج المثليين بنفوذ ملحوظ داخل الحزب.