■ اطلع على باسبور والدته الأمريكى فى مقر لجنة الانتخابات مساء الخميس وخرج أمام أنصاره ليبلغهم بأن اللجنة لا تملك أى مستندات يرفض حازم صلاح أبوإسماعيل أن يخرج من مولد انتخابات الرئاسة موصوما بجنسية أمه الأمريكية، لأنه يعلم أن دخوله للانتخابات كان لحظة ميلاد لنجومية جديدة لم يعشها، ونفوذ لم يكن يتوقعه، لكن لحظة خروجه منها ستكون كارثة لا يقوى على تحمل تبعاتها، لذا تحول الأمر بينه وبين اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات الرئاسة إلى صراع وجود.. وليس صراعا حول شروط الترشح، هى معركته الأخير.. ولا عجب أن يحشد لها أنصاره.. ويتخلى عن وقاره.. ويتنازل عن ثوب رجل الدين ليرتدى ثوب المدافع عن الباطل.. يترافع أمام لجنة الانتخابات كمحام يجيد اللعب بالبيضة والحجر، ويخطب ود انصاره بما تيسر من بضاعته الدينية، وما بين هذا وذاك تتعدد الأكاذيب التى قررنا تتبعها، بحثا عن حقيقة ما يجرى وما قد يؤدى إليه استمرار مسلسل جنسية أم أبوإسماعيل. انتقل الحديث عن جنسية والدة المرشح الرئاسى المستبعد إلى مرحلة الخطر عقب إخطار للجنة الانتخابات لحازم صلاح أبوإسماعيل بقرار استبعاده واطلاعه على المستندات الأمريكية قبل الإعلان عن القرار بيومين، حيث تسلمت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية حقيبة دبلوماسية من الخارجية الأمريكية عن طريق الخارجية المصرية بناء على طلب اللجنة بالاستعلام عن حصول «نوال نور» -والدة المرشح- على الجنسية الأمريكية من عدمها، وهى الطريقة المتبعة قانونا، وتسلمت اللجنة الحقيبة يوم الخميس الماضى فى الثانية عشرة ظهرا، وفور استلام المستندات عقد أعضاء اللجنة اجتماعا فى الثالثة عصرا برئاسة المستشار فاروق سلطان وعضوية المستشار عبدالمعز إبراهيم، رئيس محكمة استئناف القاهرة، والمستشار ماهر البحيرى، النائب الأول لرئيس المحكمة الدستورية العليا، والمستشار محمد ممتاز، النائب الأول لرئيس محكمة النقض، والمستشار أحمد شمس الدين خفاجى، النائب الأول لرئيس مجلس الدولة.. وقد تضمنت المستندات شهادة من الخارجية الأمريكية بحصول والدة المرشح على الجنسية مختومة بالختم البارز وبها العلامة المائية، بالإضافة الى بيان بتحركاتها بالباسبور الامريكى رقم 500611598 والطلب الذى تقدمت به للحصول على الباسبور متضمنا بياناتها الرئيسية كاملة وصحيحة وعليها صورتها، وبناء عليه اتخذت اللجنة قرارا باستبعاد أبوإسماعيل بعد أن استقر فى يقين اللجنة حصول والدته على الجنسية الأمريكية وهو ما يفقد المرشح شرطا جوهريا من شروط الترشيح، ولا ينال من ذلك الحكم الصادر من محكمة القضاء الإدارى ، وقد تم تكليف حاتم بجاتو امين عام اللجنة باستدعائه لإعلامه بقرار اللجنة تم إعلام أبوإسماعيل بالقرار ليحضر فى تمام الساعة 7 و45 دقيقة مساء الخميس الماضى ورافقه عدد من انصاره بالإضافة إلى محاميه يوسف صقر وفريق من المحامين كما هو ثابت فى سجل الحضور الخاص ببوابة اللجنة. وناقش أبوإسماعيل ومحاميه اللجنة بناء على الحكم الصادر من محكمة القضاء الإدارى الصادر فى 11 أبريل فى الشق المستعجل من الدعوى القضائية رقم 3281\66 ق وقدما صورة من الحكم القضائى، وهو ما ردت عليه اللجنة بأن ذلك الحكم لا ينال من قرارها بالاستبعاد، حيث إن الحكم قائم على مستند من وزارة الداخلية المصرية يفيد بعدم علمها بحصول والدة المرشح على جنسية أخرى، وهو ما لا يقطع بعدم حصولها على الجنسية الامريكية، ولكن يقطع بعدم علم الداخلية المصرية بحدوث ذلك من عدمه. وأكدت اللجنة أن الجهة الوحيدة التى يمكنها القطع بحصول والدة المرشح على جنسية أمريكية هى الخارجية الأمريكية نفسها وهو ما حصلت عليه اللجنة بالفعل، وهو ما رفضه أبوإسماعيل وادعى عدم صحة المستندات ووصفها بالمزورة، وكان رد اللجنة أنها مطمئنة إلى صحة المستندات نظرا لأن جهة إصدارها هى الجهة صاحبة الشأن وهى الخارجية الأمريكية بالاضافة إلى وصول المستندات بالطرق القانونية. ورغم اطلاع أبوإسماعيل على المستندات وإعلامه بقرار اللجنة باستبعاده مساء الخميس الماضى والدخول فى نقاش هو ومحاميه مع اللجنة إلا أنه أنكر ذلك كليا، وأكد فى بيان له أن اللجنة لم تتخذ قرارها حتى الخميس الماضى وهو آخر يوم لإعلان نتيجة الطعون.. وهو ما يعنى عدم أحقية اللجنة فى استبعاده. جاء ادعاء أبوإسماعيل على الرغم من معرفته بقرار اللجنة ومناقشتها فيه إصدار القرار بشكل رسمى ونهائى فى اليوم التالى مساء الجمعة الماضى، ليخرج أبوإسماعيل يوم السبت ويقول: «مهما سمعتم من أن أمريكا أسرعت الجمعة مرة أخرى وأرسلت خطابا جديدا إلى لجنة الانتخابات الرئاسية وذلك عن طريق وزارة الخارجية المصرية وعلى الرغم من أن الجمعة هو عطلة رسمية للوزارات فى مصر وعلى الرغم من أن المستشار بجاتو أخبرنى بوضوح تام أنهم لم يرد إليه شىء على الإطلاق وكان ذلك فى نهاية يوم العمل بعد 5 مساء تقريبا». وهو ما دفع المستشار حاتم بجاتو أمين عام اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية إلى التصريح بأن أبوإسماعيل قام بالحضور إلى اللجنة مساء الخميس وقام بالاطلاع على المستندات بالفعل. ويستمر المرشح المستبعد فى بث معلومات مغلوطة فى بيان له صدر الأحد الماضى وجاء فيه: «لم يخطرنى أحد رسميًا بأى قرارات وإنما سمعت بها إعلاميًا». والمدهش هو تصريح أبوإسماعيل الأخير الذى جاء فيه عبر صفحته الشخصية بموقع فيس بوك: «عندى قضايا رشوة ضد أشخاص سأضطر أن أنشرها» ليفاجأ بوابل من التعليقات التى تتهمه بأنه ساكت عن الحق والساكت عن الحق شيطان اخرس، فتصريح أبوإسماعيل الذى كان يقصد من ورائه التهديد انقلب عليه ليكشف انه يتستر على الفساد وأن السبب الوحيد الذى يدفعه الى كشفه هو مصلحته الشخصية.