يمتد تاريخ "العيدية" فى مصر الى مئات السنين, وهو طقس مبهج من طقوس العيد فى مصر ,واختلفت شكلها ,وقيمتها , وطريقة توزيعها مع تطور الحياة. و"العيدية" هو مصطلح مشتق من العيد , ومعناه لغويا كل ما هو عائد على الانسان من الخير خاصة بعد شهر رمضان الكريم , ومعناه الدارج حاليا هو مبلغ من المال يعطى للآطفال والكبار كنوع من الود , وإدخال البهجة والسرور.
تاريخ العيدية يرجع تاريخ العيدية الى عهد الفاطميين وكانت تعرف ب "الرسوم" فى أضابير الدواوين, وحرص الفاطميين على توزيع العيدية مع كسوة العيد، حيث تم تخصيص 16 ألف دينار لتقديم الكساء لعموم الناس بمناسبة عيد الفطر, فضلا عما كانوا يقدموه للفقهاء وحفظة القرأن الكريم بمناسبة ختم القرأن ليلة عيد الفطر حيث توزع الدراهم الفضية, وكان الناس فى صباح يوم العيد يذهبون الى الخليفة لتقديم التهنئة بالعيد فكان يقوم بنثر الدراهم والدنانير الذهبية عليهم وكان ذلك فى 515 هجريا. وأصبحت العيدية فى العصر المملوكى تأخذ شكلا رسميا وأطلق عليها إسم "الجامكية", وكانت توزع العيدية فى شكل طبق به دنانير ذهبية ويحيط به الكعك والحلوى, وكانت توزع العيدية بإسم السلطان على الامراء , وكبار رجال الجيش, وكانت تقيم كلا حسب رتبته. وظلت العيدية تتخذ الشكل الرسمى فى توزيعها من قبل السلاطين والمماليك و العثمانيين, وانتشرت هذه العادة شرقا وغربا نظرا لما تضفيه من سرور, وود لمن يتلاقها.
ارتباط العيدية بالعيد حتى الآن نظرا للعمق التاريخى والثقافى والدينى المصرى، استمرت هذه العادة حتى يومنا هذا , فنجد ان وزارة الاوقاف تقوم بعمل مسابقات لحفظة القرأن خلال شهر رمضان ويتم توزيع مبالغ مالية كلا حسب قدر ما حفظ من القرأن, وهو ما كان يفعله الفاطميون , كما نجد كثيرا من قطاعات العمل توزع العيدية على المشتغلين. لكن هذه العادة ترتبط اكثر بالاطفال حيث توزع عليهم مبالغ مالية من قبل الكبار سواء من الاباء أو من الاهل والآقارب , فهو طقس يزيد من حالة الترابط والود بين الآباء والآطفال , وتعطى الطفل قدرا من المسئولية فى كيفية استخدام هذه النقود .