العيد زمان كانت له مظاهر مختلفة, رصدها المؤرخون, ولكنها كانت تعكس الفرحة للناس في كل الأزمنة بالعيد, وكان أكثر ما يلفت النظر هي كلمة عيد نفسها, إذ أنها تعني كثرة عوائد الله علي عباده من غفران الذنوب. وعن أصل العيد ومظاهره قديما: كلمة عيد تعود إلي كثرة عوائد الله علي عباده من غفران للذنوب, فعيد الفطر يأتي بعد صيام شهر رمضان المبارك, وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر, وبذلك فالعيد يأتي بعد العبادة والغفران, والعيد هو يوم الجائزة للعبد المؤمن الذي صام شهر رمضان إيمانا واحتسابا لوجه الله. ويضيف الدكتور إبراهيم العناني عضو اتحاد المؤرخين العرب أن العيدية ترتبط بالعيد, والعيدية لفظ اصطلاحي أطلقه الناس علي كل ما كانت توزعه الدولة أو الأوقاف من نقود في موسمي عيد الفطر, وعيد الأضحي كتوسعة علي أرباب الوظائف, وكانت هذه العيدية تعرف ب الرسوم في أضابير الدواوين, ويطلق عليها التوسعة في وثائق الوقف, وإذا كنا نقدم لصغارنا عيدية العيد هذه الأيام, فإن الفاطميين قد حرصوا علي توزيع العيدية مع كسوة العيد خارجا عما كان يوزع علي الفقهاء وقراء القرآن الكريم بمناسبة ختم القرآن ليلة الفطر من الدراهم الفضية, وعندما كان الرعية يذهبون إلي قصر الخليفة صباح يوم العيد للتهنئة كان الخليفة ينثر عليهم الدراهم والدنانير الذهبية من منظرته بأعلي أحد أبواب قصر الخلافة, وقد أخذت العيدية الشكل الرسمي في العصر المملوكي, وأطلقوا عليها الجامكية, وكانت تقدم العيدية علي شكل طبق تتوسطه الدنانير الذهبية, ويحيط به الكعك والحلوي, وتقدم العيدية من السلطان إلي الأمراء وكبار رجال الجيش, وتقدر العيدية حسب الرتبة التي تقدم لها. ويضيف الدكتور إبراهيم العناني أن الفاطميين أطلقوا اسم عيد الحلل علي عيد الفطر المبارك, حيث كانوا يتولون كساء الشعب, وخصصوا لذلك16 ألف دينار لتقديم الكساء للشعب في عيد الفطر المبارك, وذلك في عام515 ه, أما بالنسبة للكعك فقد تم تخصيص عشرين ألف دينار, وتم إنشاء دار حكومية في العصر الفاطمي تحت اسم دار الفطرة التي كانت تعمل منذ شهر رجب حتي النصف من رمضان, وتستخدم مقادير هائلة من الدقيق والعسل والفستق المقشور, وكان أكثر من مائة عامل يتولون صنع الكعك.