تنوعت رسائل أصدقائى اليوم بين الفرحة والرغبة، بين الفراق واللقاء، الفرحة باستقبال هلال شهر شوال الذى يحمل معه أيام العيد والرغبة فى استمرار أيام شهر رمضان صديق الأطفال الذى يستعد للرحيل، والاستعداد للقاء هلال شوال الذى يتسلل من بين السحب يشق ظلام السماء كغزالة برية تطل علينا فتشرق شمس الأمل، العيد هو نسمة رقيقة تهل علينا من حقول الياسمين، العيد هو مولد البهجة للأطفال والكبار. وكما أن لرمضان مظاهره التى تميزه مثل الفانوس والمسحراتى وغيرهما، فإن للعيد طقوسه الخاصة، أهمها هى عادة صنع الكعك التى عرفها المسلمون فى القرن الأول من الهجرة، فيحكى أن أبا بكر محمد بن على، وزير الدولة الإخشيدية، كان يأمر بصنع كعك محشو بالدنانير الذهبية يوزعه على الفقراء كنوع من الصدقات فكان الكل يتسابق فى الحصول على هذا الكعك صاحب الطعم الذهبى. ومن مظاهر العيد أيضاًً: شراء الملابس الجديدة فرحة بقدومه، وهذه أيضاًً عادة يرجع تاريخها للعصر الفاطمى الذى حرص على الاحتفال بالأعياد والمواسم بشكل خاص، خاصة بعيد الفطر الذى يأتى بعد صيام شهر رمضان، حرص الفاطميون على ارتداء الملابس الجديدة فى أيام عيد الفطر الذى أطلقوا عليه «عيد الحُلل» بضم الحاء، أى عيد الملابس، فقد كان الخليفة الفاطمى يحرص على توزيع الحُلل، أى الملابس الجديدة، على الأطفال سواء الفقراء أو الأغنياء؛ فالأطفال هم صانعو البهجة دوما فى كل زمان ومكان، بهم ومعهم نشعر بفرحة العيد، ونراه بعيونهم البريئة التى تشرق بالسعادة والأمل فى غد أفضل بإذن الله.