كشفت مصادر مطلعة في الحكومة المصرية عن وجود تخوفات من انتشار لعناصر جماعة الإخوان المسلمين وسيطرتهم على ساحات صلاة عيد الفطر في المناطق التي بها مؤيدون لها، وقالت إنها «سوف تواجه أي حشد إخواني في هذه الساحات بقوة».
وأضافت المصادر ل«الشرق الأوسط» أن جماعة الإخوان وعناصرها سيجتمعون في أغلب الساحات وسيحرصون على ممارسة الطقوس نفسها التي كانوا يمارسونها من قبل كأن يوزعوا «الحلوى والهدايا والألعاب» على الأطفال، وسينطلقون عقب الصلاة في مسيرات محدودة.
يأتي هذا في وقت حذرت فيه وزارة الأوقاف في مصر من استغلال ساحات عيد الفطر سياسيا في الدعاية لانتخابات البرلمان وفي التحريض على إثارة الفوضى، وقال مصدر مسؤول في الوزارة ل«الشرق الأوسط»: «أي توظيف سياسي للساحات والمساجد سيقابل بكل حزم»، لافتا إلى أنه «لن يسمح لغير دعاة الوزارة أو علماء الأزهر الشريف بإلقاء الخطب في الساحات المخصصة لصلاة العيد».
«سوف نتجمع في الساحات الخاصة بنا في القاهرةوالمحافظات»، هكذا علق أحد المنتمين لجماعة الإخوان في منطقة المطرية (شرق القاهرة)، قائلا: «سوف نمارس الطقوس المعتادة ونخرج في مسيرات عقب صلاة العيد».
وشهدت الساعات القليلة قبل حلول موعد صلاة عيد الفطر سباقا محموما بين وزارة الأوقاف التي خاضت معارك كثيرة لإحكام سيطرتها على منابر التحريض، ولمواجهة الأفكار والدعاة التكفيريين الذين يدعون للعنف ضد السلطات الحاكمة، وتحالف دعم الشرعية الذي تقوده جماعة الإخوان التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي والجماعة الإسلامية الموالية لها، للسيطرة على الساحات والميادين في الأماكن التي بها مؤيدون في مناطق عين شمس، وعزبة النخل، وحلوان، والمعادي بالقاهرة، والهرم بالجيزة، من أجل أداء صلاة العيد. وقال المصدر المسؤول في الأوقاف، إن «إجراءات الوزارة لتفويت الفرصة على مشايخ وأنصار الإخوان والجماعة الإسلامية للظهور من جديد».
في غضون ذلك، التزمت الدعوة السلفية بساحات وزارة الأوقاف، معللة ذلك بحرصها على احترام القوانين عكس ما حدث في عيد الأضحى الماضي؛ حيث استحوذت على أكثر من ثلاثة آلاف ساحة في القاهرةومحافظات الوجه البحري؛ لكن قيادي بالدعوة السلفية قال ل«الشرق الأوسط»، إن «قيادات الدعوة تجري الآن مفاوضات مع وزارة الأوقاف بشأن السماح لها بإقامة وتنظيم بعض الساحات لصلاة العيد، تجنبا لاتخاذ أي قرار فردي من جانب الدعوة من شأنه أن يخلق أزمات مع الأوقاف في المستقبل».
وتحاول الدولة المصرية منع استخدام دور العبادة سياسيا، وقالت وزارة الأوقاف، وهي المسؤولة عن المساجد، إن «المساجد والساحات للصلاة فقط وليس هناك مجال للحديث عن استخدامها في الدعاية الانتخابية للأحزاب والتيارات السياسية».
وواصلت وزارة الأوقاف معركة بسط سيطرتها الدعوية على منابر المساجد الفترة الماضية، وأدى عدد كبير من علماء الأزهر والأوقاف خطب الجمعة بالمساجد الكبرى في القاهرةوالمحافظات أمس، وخطب وكيل الأزهر عباس شومان بالجامع الأزهر في حضور رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب.
وأعلنت وزارة الأوقاف، أنه غير مسموح لغير دعاة الوزارة أو علماء الأزهر بإلقاء خطب في الساحات المخصصة لصلاة العيد، منعا لتسييسها، وطالبت جميع المديريات بمنع استخدام ساحات العيد سياسيا أو استغلال الصلاة من قبل أي فصيل سياسي أو حزبي.
واعتاد المصريون خلال السنوات الماضية على الهدايا والمنح والجوائز في الأعياد التي تسبق أي انتخابات سواء رئاسية أم برلمانية، من تيار الإسلام السياسي والمرشحين للبرلمان، ويتوقع مراقبون أن «تشهد الساحات في عيد الفطر دعاية انتخابية للمرشحين للبرلمان المقبل عن طريق توزيع البوسترات أو اللافتات أو ألعاب الأطفال».
من جانبه، قال مصدر المسؤول في الأوقاف، إنه «جرى تخصيص 3800 ساحة وجرى تخصيص 7600 إماما وخطيبا لها، بما يعادل تقريبا إمامين لكل ساحة (بالإضافة لآلاف الساحات الأقل مساحة) في كل محافظات مصر لأداء صلاة العيد فيها، وجرى تخصيص كبار الأئمة والدعاة التابعين لوزارة الأوقاف لإلقاء الخطبة»، لافتا إلى أنه «سيكون لكل ساحة إمامان أحدهما أساسي واخر احتياطي حتى تسيطر الوزارة على مساجدها»، نافيا فتح مسجد رابعة العدوية بضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة)، والمغلق منذ فض اعتصام أنصار المعزول في 14 أغسطس (آب) الماضي، لأداء صلاة العيد.
وتابع المصدر المسؤول بقوله ل«الشرق الأوسط»، «جرى إعلام جميع مديريات الأوقاف بالمحافظات بمنع خطبة العيد لغير دعاة الأوقاف، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتطبيق ذلك، وعدم الحديث في السياسة، ومنع كل من يستخدم المنابر سياسيا».
في السياق ذاته، قال أحد المنتمين لجماعة الإخوان في منطقة المطرية، فضل عدم ذكر اسمه، إن «أنصار جماعة الإخوان سوف يحاولون أن يخطبوا بعد الخطبة الأساسية في العيد، للدعوة إلى مواصلة الحشد في الميادين والتظاهر خصوصا في أول أيام العيد بالميادين وحتى ثالث يوم»، لافتا إلى أنها ستكون بروفة للتظاهر في ذكري فض اعتصامي رابعة والنهضة الشهر المقبل.