إسلام مندور الدرك كلمة غير شائعة فى المجتمع المصرى خاصة بين فئة الشباب الذين لم يعاصروا وجوده فى الخمسينيات والستينيات, لكن بعد عودة الفكرة ورجوع عسكري الدرك للشارع المصرى مرة أخرى تساءل الكثيرون: "هل سيكون لعودة الدرك التأثير على عودة الأمن فى الشارع المصري". وقال اللواء جمال أبو زكري، مدير أمن سابق، إنه من المهم رجوع عسكرى الدرك لأن عودته تعنى عودة الأمن والأمان بشكل كبير، خاصة بعد احساس الفوضى وعدم الأمن والسرقات الحاصلة فى السنوات الأخيرة. وأضاف أبو زكري، في تصريح ل"الفجر"، أن وجود عسكرى الدرك سيجعل الحرامى أو السارق يفكر كثيرا قبل أن يقوم بفعلته, وتأثيره بالطبع سيكون واضحا, متابعا أن وجوده سيبعث الطمأنينة للناس, ويجب أيضا على الناس إحترامه. وقال الخبير الأمنى، محمود قطري، إن عسكرى الدرك هو أحد أليات الأمن الوقائى وأساس الأمن لمنع الجريمة, مضيفا أن وجود العسكرى يمنع الجريمة قبل وقوعها, لافتا إلى أن الفكرة لا تحتاج إلى تجربة، وكانت موجودة فى مصر منذ عشرات السنين. وأكد قطري، أنه لابد من عسكري درك متطور يراعى فيه كل الأمور, منها الأمور الجغرافية كالشوارع الضيقة, إضافة إلى أن الشرطة فقدت الكثير من هيبتها، ولابد ألا يقل عن 3عساكر أو 4 عساكر, وتسليح أعلى من المتوقع أن يكون في أيدى الإرهابيين, ويجب أن يكون معهم وسائل اتصال جيدة, لأن جهاز اللاسلكى كثيرا ما يعطل, ويجب توفير وسائل انتقال على مستوى جيد. وأوضح الخبير الأمنى اللواء مصطفى إسماعيل، أن عودة عسكرى الدرك لن تنفع بشكلها القديم, ويجب تطويرها، مشيرا إلى أن المجندين فى الشارع يتم الهجوم عليهم بسهولة, قائلا إن عسكرى الدرك قديما كان يعرف أهل المنطقة وبالتالى يعرف الغريب القادم, وكانت هناك علاقة مودة بينه وبين الناس لكن الآن لا توجد علاقة بين الناس وبعضها. وأضاف أنه غير مقتنع بعودته لأنه لن ينفع, ورجوعه لابد أن يكون مواكبا للتطور العالمي فى مثل هذا الأمر, مشيرا إلى أن الأمن هو الشعور أولا, ولكى يتحقق هذا الشعور يجب أن تتخذ كافة الإجراءات تجاه المخالفات الصغيرة قبل الكبيرة, وتبدأ بالمرور, وهذا تم تجربته فى أمريكا ونجح, لافتا إلى أنه إذا تم التعامل مع أصغر مخالفة مرورية بحزم لن يكون هناك جرائم قتل أو سرقة أو عنف.