يبدو أن الضمائر ماتت ، والقلوب توقفت عن النبض ، والإحساس في الأجساد تَبلد ودُفن في قبور المَوتي ، والإنسانية انتهت مُنذ زمنًا بعيد ،أصبحت اّدمية الإنسان سلعة تُباع وتشترى وتُستغل أيضًا بكل الطُرق. حتي المرض والإعلانات الكثيرة التي أصبحت تتحدث عنه وتتناوله بطريقة بشعة لأبعد الحدود ، كل يوم بل كل لحظة نري إعلان تبرع ل"مرضي السرطان"، والذي يُجسد بطريقة رخيصة جدًا، وعلي ما يبدو أصحاب تلك الأفكار لا يعرفون أن أهم شيء لمريض السرطان هو صحته النفسية، وتلك الإعلانات تحطم وتقتل من معنوياته ونفسيته لمحاربة تلك المرض اللعين. لكن دعونا نتسائل، من بيده أن يوقف تلك الإعلانات الرخيصة والهابطة والتي تقتل نفسية مرضى السرطان أكثر مما يفعل المرض اللعين في أجسادهم ، عليكم بأن تضعوا أنفسكم مكان هؤلاء المرضى، وهو كل يوم يرى ويسمع أنه سوف يموت، بدلاً من أن نعطي له أملاً في الحياة، وتفاؤلاً في العيش ومحاربة هذا المرض الخبيث. إعلان معهد الأورام الجديد الذي يروج على حد قولهم للموت، وترويج سلبي جدًا للأمل لكل مرضي السرطان ويصيبهم باليأس والإحباط المميت ، كان الدافع وراء تدشين هاشتاج "أوقفو إعلان معهد الأورام.. حافظو على الإنسانية". بدأت حكاية تدشين حملة ضد إعلان معهد الأورام، مع رواية شاب يدعى "كريم"، قال إن والدته في شهر رمضان الماضي، كانت بمجرد مشاهدتها إعلان عن عم محمد اللي "بيمثل" أتنه مريضًا بالسرطان، ويوفر أموال لأولاده قبل ما يموت، لأنه غير قادر على العلاج، كانت تترك الأكل من على السفرة، و"تحسبن في اللي عمل الإعلان وتدعي عليهم ساعة الإفطار". وأضاف كريم، إن أمه كان عندها سرطان، وكانت نتائج التحاليل جيدة والورم كان ينحصر في وقت الإعلان، حيث تأثرت فيها، متابعًا أن هذا العام خرج نفس المخرج بإعلان آخر يقول "السرطان = الموت.. اتبرع"، مؤكدًا أن طريقة الإعلان غير آدمية وأضرارها أكثر من منافعها، مطالبًا بتوقفها، مشدداً على أن المعنويات شيء مهم لمحاربة المرض، قائلاً: "تخيل الإعلان اللي المفروض بيساعد الناس على محاربة المرض.. بيحارب معنوياتهم اللي فعليا هي اللي بتحارب المرض". وختم الشاب كريم، قائلا: "أمي ماتت من شهرين بسبب السرطان.. وكانت بتتنكد وهي بتفطر كل يوم في رمضان بسبب الإعلان ده.. والرسول صلي الله عليه وسلم بيقول: "الكلمة الطيبة صدقة"، موضحاً أن إعلان مستشفى 57357 يساعد الناس بطريقة تدل على السعادة والأمل في الحياة وفكرتها بسيطة، ولا تقول للأطفال يموتوا، بل بالعكس يعرضوا حالات خفت وهزمت المرض. وقال أحمد عوض بيصار، يعمل لدى مبادرة إنسان بلا إلم، "عزيزى مخرج إعلانات معهد أورام القاهرة.. السرطان لا يعنى الموت.. هناك أمل دوما.. أنت لا تعطى الأمل! بل تتاجر بكلمة السرطان.. أنت تزرع الخوف والضيق والتألم لمن يشاهدونك من مرضى السرطان.. نرجو منكم التوقف عن إخراج مزيد من الإعلانات لأجل غير مسمى". فأرجوكم أوقفوا تلك المهزلة ، رفقًا بمرضي السرطان ، الذي لا حول لهم ولا قوة ، كفاكم قتلاً لنفسيتهم وأملهم في العيش دون مرض ينهش في أجسادهم ، بالله عليكم ستكونوا أنتم والمرض عليهم ، أعطوا لهم الاّمل في الحياة ، بدلاً من أن تصيبوهم بفقدان الاّمل في العيش والإستسلام لهذا المرض اللعين ، في النهاية سأقول "الله كبير هو القادر علي كل شيء "