أقام الدكتور سمير صبري المحامي بالنقض والدستورية دعوي مستعجلة ضد كل من وزير الصحة ورئيس المعهد القومي للأورام لوقف الإعلان المسىء للتبرع لمرضي السرطان وقال صبري في صحيفة الدعوي: إعلان علي شاشات التليفزيون من أسوء الإعلانات وهو الإعلان الذي يدعو للتبرع لمرضي السرطان ويقول الإعلان - دون رحمة أو شفقة ودون مراعاة لأبسط قواعد حقوق الإنسان أو مراعاة لنفسية المصاب بهذا المرض الخطير اللعين - أن الموت ينتظرهم في كل لحظة. والغريب والعجيب أن برامج التوك شوا والتي لم تتناول أحدها هذا الإعلان بالنقد والمطالبة بوقفه لأنه ضد الإنسانية، ويساهم بشكل كبير في انهيار مناعة مريض السرطان والقضاء عليه، ورغم تعجبي هذا فأنا أعلم جيدا أن تلك الإعلانات تدر الملايين على تلك القنوات الفضائية التي يعمل بها جهابذة الصحافة والإعلام، الذين يتشدقون بأنهم يستعرضون الحقيقة ويتربصون بالفساد ويهمهم أولا وأخيرا المواطن المصري المطحون. فطالما أن مرتبه في تزايد والسبوبة علي ما يرام وفي أحسن الأحوال، فلا يهم فليذهب مريض السرطان هو وأهله إلى الجحيم، بل إذا لزم الأمر يساهم هو الآخر في القضاء عليه وقتلة لأنه لن بجرؤ في انتقاد إعلان يزود محطته بالمال الذي يقبض منه في آخر الشهر وللأسف لم أقرأ مقالا أو تحقيقا واحدا في جريدة يتناول هذا الإعلان، وكأن الإعلام كله يعمل سويا لمحاربة مريض السرطان وليس القضاء على المرض نفسه. لم يطالب أيا من المعلن إليهما بوقف مثل هذا الإعلان للتبرع لمعهد الأورام وهو إعلان محبط ولا نعرف حقيقة من هو العبقري الذي أفتى بأفكار تلك الإعلانات ومحتواها، وكيف وافق عليها مدير المعهد وأطبائه، أليست النفسية وارتفاع المناعة من أهم العوامل التي تساعد في شفاء مريض السرطان؟ للأسف أن هذه النوعية من الإعلانات محبطة تذكر المريض دائما بأن الموت في انتظاره، وأنهم بالرغم من ذلك يقومون بالشحاتة عليه. ،شخص ما كتب مؤكدًا أن والدته المصابة بالمرض اللعين كانت تشاهد إعلان عم محمد في رمضان الماضي وتحديدا وقت الإفطار،عم محمد وهو ممثل كومبارس وليس مريضا حقيقيا يحاول جاهدا ادخار كل جنية يكسبه حتى يترك بعض المال لأولاده بعد موته.فكانت الأم تمتنع عن الطعام وتترك عائلتها وتنسحب بعد أن تحسبن وتدعي على الغبي الذي اتحفنا بهذا الإعلان القاتل، ورغم علامات الحزن والضيق والدموع التي تملأ وجهها إلا أنها كانت تحاول ألا تكون مصدرا للضيق وألألم للأسرة،واعتقد أن هذا حال جميع مرضى السرطان الذين يشاهدون هذا الإعلان الذي يحاصرهم في جميع القنوات الفضائية.
وفي هذا العام جادت قريحة الإبداع عند أصحاب إعلانات معهد الأورام والتي اعتقد أن أي من العلن إليهما لا يشاهدا هذا الإعلان لأن المعلن إليه الثاني ربما مشغول بجلسات الكيماوي في عيادته الخاصة لأنه لو كان شاهدها لعرف أنه أجرم في حق مرضى المعهد المسئول عنه، وأنه يساهم بشكل أو بآخر بالقضاء عليهم وعلى معنوياتهم وقتلهم متعمدا وإعلان هذا العام الذي يفتك بمريض السرطان يقول السرطان يعني الموت، فلماذا نتبرع إذن لأناس الموت هو قدرهم المحتوم؟ إلا يعرف مدير المعهد أن هناك إعلانات أخرى مبشرة بالخير وتعطي أملا في الشفاء باستعراض نتائج حقيقية للنجاة من هذا المرض اللعين فتعطي المريض أملا وتمنح عائلته قدرا من الطمأنينة. فإذا كان لم يشاهد تلك الإعلانات قبل بثها فتلك مصيبة كبرى، وإذا شاهدها ووافق عليها فتلك هي الطامة الكبري، فهو حقا لا يعرف شيئا عن الطب وكيف أن ارتفاع نفسيات ومعنويات ومناعة مريض السرطان يساهم بشكل كبير في نجاح العلاج، وبدوري أرجوه أن يترك منصبة لطبيب آخر يفهم ويعي قضيته. معروف أن محاربة السرطان تحد وعمل إنساني ووطني لا يقدر عليه سوى الأطباء المحبين للوطن والذين يفهمون جيدا معنى التحدي ومحاولة تحقيق نتائح شفاء مبهرة وتسجيل مزيد من الإنجازات. مفهوم رحلة المعاناة لمريض السرطان تختلف عن مصابي الأمراض الأخرى، فالمرض غير معروف الأسباب في معظم الأحوال، ومن ناحية أخرى هو غير قابل للعلاج إلا في أطواره المبكرة، وبعض أنواعه النادرة. العلماء والأطباء أن العامل النفسي لدى مريض السرطان، يعد أهم عوامل العلاج فهناك من يصمد للمرض ويعبر المرحلة الخطيرة بنجاح، وهناك من يستسلم ويقع فريسة في طياته. وتبدأ الرحلة بمجرد علم المريض بعد تشخيص العينة أنها خبيثة فيعاني من الاكتئاب و فقدان الشهية و يكون حاد الانفعال و يمر مريض السرطان بمراحل علاج شديدة وقاسية ومؤلمة للغاية، بداية من الأدوية المخدرة والجراحة ومحاولات استئصال المرض ثم النهاية بالعلاج الإشعاعي والكيماوي وينصح الأطباء بضرورة توخى الحذر عن التعامل مع المرضى ذوى الحالات النفسية السيئة، ويؤكدون أن تجنب بعض التعبيرات مثل "أنا حزين جدًا، أنا مضطرب، أنا محطم، هذه هي النهاية..."، لأن ذلك يعد عاملا أساسيا في عدم الشفاء داخليًا لأنك تلقي باللوم والمسؤولية على جهة خارجية. وفي سياق متصل يشير الأطباء إلى أن الانغلاق على النفس واليأس، أثناء العلاج يكون أكثر العوامل تأثيرا على الشفاء، فقد يخسر المريض طاقته آنذاك، ومن هنا تبدأ المرحلة الصعبة التي تجمع بين علاج الألم والنفس في آن واحد.إن اتجاه النفس للتضرع إلى الله في هذه الأوقات العصيبة يعد أحد العوامل الهامة للتغلب على مثل تلك الأزمات، فالإيمان والصبر واجبان لقد بني هذا الدين على التسليم لحكمة الله وإرادته، فأول مراتب تعظيم الأمر التصديق به، ثم العزم على امتثاله، إن الإنسان الذي ينعم بعقيدة القدر، ويعلم أن ما إصابة لم يكن ليخطئه وأن الأمة لو اجتمعت لن تضره إلا بشيء، قد كتبه الله عليه
قال صلى الله عليه وسلم: (( اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة ))
قال صلى الله عليه وسلم: (( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالًا يرفعه بها درجات ))
وقدم صبري حافظة مستندات تحوي علي نسخة من الإعلان ودراسة طبية لأهمية الحالة النفسية للمريض بهذا المرض اللعين داعيا الله في هذا الشهر الكريم أن يشفي كل مريض وطلب الحكم بوقف هذا الإعلان.