قال موقع "ديلي بيست"، إنه تم إعلام فريق أوباما مرارا وتكرارا أن الجيش العراقي لم يستطع منع جماعة الإرهاب المستعدة للهجوم, لكن واشنطن أسيرة تناقض سياستها تجاه العراق.
وفى 1 نوفمبر 2013، قام نور المالكي، رئيس الوزراء العراقى، بزيارة البيت الأبيض، وقدم طلبا مذهلا، بعدما احتفل عند مغادرة آخر دفعة للقوات الأمريكية من بلاده فى 2011, بعودة الجيش الأمريكى إلى العراق لمساعدة القوات الجوية المحاصرة لوضع أهداف للغارات الجوية, وأوضح مدى خطورة المتمردين السنة وعلاقتهم بمجموعة متطرفة التى أصبحت داعش فيما بعد.
وأكد الموقع الأمريكي أنه بعد 12 يوم, قدم نائب مساعد وزير الخارجية, والمسئول بالإدارة الأمريكية رسميا فى العراق منذ بداية الأزمة الشهر الماضى، بريت ماكجورك، للكونجرس تحذيرا هاما مفاده أنه تم إطلاق 40 انتحاريا هذا الشهر من قبل داعش التي تأتي قوتها من ضعف الجيش المالكى من جانب, ومن القوة العدوانية ضد السنة من جانب رئيس الوزراء الشيعي، مضيفا أن داعش مستفيدة من تساهل الإصوليين والضعف الأمنى وفقر العمليات التكتيكية خاصة فى محافظة الأنبار.
وأضاف الكاتب أنه تم رفض طلبات المالكى، وذهبت تحذيرات بريت ماكجورك مهب الريح, مشيرًا إلى أن المشكلة بالنسبة لأوباما تنحصر فى انعدام وجود خيارات سياسية فى العراق, وأنه إذا قام أوباما بشن الغارات الجوية التى وعد بها المالكى فإن ذلك سيعزز من موقف رئيس الوزراء العراقى الذى يشبه الى حد كبير صدام حسين المستبد السابق التى أطاحت به القوات الامريكية فى عام 2003.
وأكد التزام أوباما ببيع صفقة الأسلحة التى تقدر ب 11 بليون دولار من الأسلحة الأمريكية المتقدمة للمالكى الذي أبدى عدم قدرته على استخدام هذه القوة بطريقة ذات هدف، وذلك مع تأخر إصلاح وتطهير الجيش, ونتيجة لهذه المفارقة أصبحت أسهم داعش مرتفعة فى العراق.
وبعد شهرين، استولت داعش على مدينة الفالوجة بمحافظة الأنبار, وقبلها ب5 شهور فى مدينة الموصل، قاوم داعش والمتمردين السنة, وفى نفس الوقت أعلنت إدارة أوباما أنه من المستحيل منع سقوط الموصل، لكن اللقاءات السياسية والدبلوماسية وصانعى القرار كشفت عن قصة مختلفة, وعلى حد قولهم إن كارثة سقوط الموصل لم تكن متوقعة.
وأكد على خضري، الذي خدم كمستشار للولايات المتحدةالأمريكية، أنه ليس صحيحا أن أحدا لم يرى كارثة سقوط الموصل أتية, كما صرح السفير الأمريكى بالعراق، جيمس جيفري، "أنا وملايين آخرين قلنا فى 2014 أننا فى حاجة إلى ما هو أكثر من ردود الأفعال البطيئة والغير ملائمة", مضيفًا أنه" إذا كانت داعش تستطيع التحرك والاستيلاء على الفالوجة ونينوة أيضا فالجيش هنا كسول ولا يعمل جيدا".
"منذ العام الماضى والمحللون الأمريكيون، قد ألقوا الضوء على تفاقم المشكلة والمستفيدين داخل القوات الأمنية العراقية", هذا ما قاله نائب أمريكى لموقع "ديلى بيست"، وحذر هذا النائب منذ 2013 عن المشاكل المعنوية داخل الجيش العراقى.
وأضاف موقع ديلى بيست، أن "العراق لم تكن مدفوعة لذلك، وأن كل مشاكلها كانت هادئة نسبية حتى 2013، والدولة كانت جاهزة للحرب الأهلية فى العقد السابق, وإدارة أوباما وضعت ثقتها فى الجيش العراقى الذى تم تدعيمه بأسلحة متقدمة ومقاتلات", وعندما أعلن أوباما إنهاء المفاوضات مع العراق على البقاء لمدة أطول فى العراق نصحه مستشار الأمن القومى "دينيس مكدونيف"، أن كل تقديرات البحث للبيت الأبيض تجاه الجيش العراقى إرتأت أن يتم الدفاع عن الدولة بواسطة أصحابها.
وبسؤال "ديلى بيست" لقائد القوات الأمريكية فى العراق عام 2011 عن الجيش العراقى وقتها، قال إنه "تم السيطرة على عدد من النيران فى العراق، خاصة وبجدية فى كركوك فى الربيع, والمشكلة الآن أن إدارة أوباما والجيش الأمريكى ألح فى التمديد بموافقة البرلمان العراقى", وقال جيفرى إن استطلاعات الرأى العام العالمى صوتت بأقل من 20% ببقاء القوات الامريكية.
ونقل الموقع عن رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأمريكى قوله إن الحالة الوحيدة التى ستغير فيها الولاياتالمتحدة من استراتيجيتها تجاه العراق والتى تتمثل فى الاستخبارات ومساعدة الجيش العراقى هو أن تصبح داعش والتى سيطرت على مساحة شاسعة من الأرض خلال الشهر الماضى مصدر قلق وتهديد للأمن القومى للولايات المتحدة.