قال تعالى :(يمحق الله الربا ويربي الصدقات ). هذه الآية العظيمة فيها مجازاة بعكس الحال الظاهر للناس في الدنيا ! فلو نظرنا إلى مظاعفة الأموال بالربا سواء في البنوك الربوية أو غيرها لوجدناها تتضاعف بشكل كبير لكنها ممحوقة عند الله . ولو نظرنا إلى أموال المتصدقين في الدنيا لرأينا الصدقات تأكلها لكن الله يربيها لهم. وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب وإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل). قال أهل اللغة : ( الفلو ) المهر سمي بذلك ؛ لأنه فلي عن أمه ، أي : فصل وعزل . استشعر هذا المعنى العظيم وأنت تتصدق ثم تذكر صدقات يسيرة دفعتها قبل سنين عديدة ؛ قد تكون أنفقت ريالاً قبل عشرين سنة ؛ ونسيته ؛ لكن الله وعد ووعده الحق أنه يربي صدقة المتصدقين . فلا تترك الصدقة لقلة ذات يدك ؛ بل تصدق بالقليل ؛ فإن الله يبارك فيه لذلك من أراد الاستثمار الحقيقي الذي لا تهدده خسارة ولا يخشى عليه زوال ولا أزمات أسواق المال فليُكثر من الصدقات . والسلام عليكم .