ب تعمل مدينة فارنا البلغارية الكبيرة المطلة على البحر الأسود الجمعة على تضميد جراحها غداة عاصفة هوجاء خلفت وراءها سيولًا جارفة، انهالت على إحدى ضواحيها مساء الخميس، وأمطار غزيرة أدت إلى قتل 12 شخصًا في بلغاريا.
وكانت الأمطار تتساقط على المنطقة باستمرار منذ أسابيع، لكن العاصفة كانت مفاجئة، والسيول تشكلت بسرعة وكان وقعها قاسيا.
وبدون انتظار نتيجة التحقيقات القى سكان ضاحية فارنا المنكوبة باللوم على عمليات قطع اشجار غير قانونية ساهمت في تدفق السيول من تلة تحيط بها.
وأفادت المعلومات الأولية عن سقوط 10 قتلى في فارنا بينهم طفلان في حين اعتبر عدة اشخاص في عداد المفقودين، كما اعلن عن غرق رجلين في منطقة دوبريتش شمال فارنا.
وقال أحد سكان المنطقة برانيمير (38 سنة) لفرانس برس "لم أر في حياتي شيئا كهذا، ولا والدي ولا أجدادي".
وأضاف "رأيت السيول تتدفق فهربت نحو مكان مرتفع، لولا ذلك لكنت في عداد الموتى، ارتعب الجميع، كل يحاول النجاة كيفما استطاع" وأضاف "دمر منزل جيراننا ولا أدري ما حل بهم، يبدو أنهم قتلوا جميعا".
وأضاف أن رجال الإغاثة انقذوا سائحة تشيكية من الغرق وتحدث ناجون آخرون كيف فاجأتهم الكارثة.
وتحدثت امرأة في الخمسين عن "انهار تغمر الشوارع" وقالت إنها احتمت منها على سطح موقف سيارتها.
وروى رجل للتليفزيون البلغاري بصوت يرتعش أن "السيول ارتفعت إلى أكثر من مترين في الشارع رأيتها تجرف جثة رجل".
وقال رجل آخر أنه يخشى من الأوبئة لوجود كلاب نافقة وقطط غارقة في الشوارع ويبحث مستشفى فارنا عن أقارب طفل في السابعة نجا بعد أن صعد على سطح سيارة.
واستمر هطول المطر صباح الجمعة وغطت الشوارع طبقة سميكة من الأوحال وحطام السيارات والأشجار المقتلعة، بينما كان سكان ضاحية اسباروهوفو الجنوبية يعملون على إفراغ المياه من منازلهم، كما أفاد مراسل فرانس برس.
وساهم وجود تلك الضاحية السياحية لفارنا على سفح التلة في تعرضها لهذه الكارثة التي نسبها السكان إلى قطع الأشجار الذي قالوا إنه السبب في تدفق السيول.
وصرح عضو المجلس البلدي كوستادين كوستادينوف لإذاعة بلغاريا الوطنية " أبلغت المجلس البلدي مرارا بقطع الحطب والبناء غير القانوني" في حي للغجر الروما في أعلى التلة، مؤكدا أن "عربات الغجر المحملة بالحطب ظلت تمر حتى من امام مركز الشرطة دون أن يعترضها أحد".
وأعلن رئيس الوزراء بلامين اورتشارسكي أن "الوضع تحت السيطرة، لكننا في حالة تأهب وتوقعات الأرصاد الجوية مطمئنة"، لكنه أعلن فتح تحقيق.
وأغلق ميناء فارنا الجمعة والمدارس التي كان يفترض أن تجري فيها امتحانات نهاية السنة وانقطعت الكهرباء في اسباروهوفو وتعطلت الاتصالات وفي صوفيا وقف البرلمان دقيقة صمت وأعلن يوم حداد وطني الاثنين المقبل.
وانهالت على كل بلغاريا الخميس أمطار غزيرة وحبات البرد فاغرقت عدة بلدات ومواقع تخييم في منطقة البحر الاسود حيث بدأ موسم العطل متأخرا بسبب ربيع ممطر اصلا.
وفي منطقة فيليكو تارنوفو (وسط) أغلق معبر الجمهورية الذي يعبر جبال البلقان وتمر منه الطريق المؤدية الى رومانيا وتركيا واجلي خمسون شخصا من تلك المنطقة و150 من منطقة دوبرتش وفق وزارة الداخلية.