لم تستطع حكومة بلغاريا الصمود كثيرا أمام الاحتجاجات الحاشدة التى خرجت فى العاصمة صوفيا أمس واليوم، رفضا لارتفاع أسعار الكهرباء، وقررت الاستقالة، ورغم محاولات رئيس الوزراء بويكو بوريسوف تهدئة المحتجين من خلال إقالة وزير المالية والتعهد بخفض أسعار الكهرباء ومعاقبة شركات أجنبية، لكن هذه الإجراءات أخفقت فى نزع فتيل التوتر واستمرت الاحتجاجات أمس الثلاثاء. ويشعر كثير من البلغار بالاستياء الشديد بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء والاحتكارات فى هذا القطاع وانخفاض مستويات المعيشة والفساد فى البلاد، ونقل 25 شخصا إلى المستشفى لتلقى العلاج بعد اشتباكات بين المحتجين والشرطة فى ساعة متأخرة من أمس. استقالة الحكومة البلغارية قد تكون أمرا عاديا فى ظل تصاعد موجه الاحتجاجات، لكن ما ليس عاديا أن يخرج بوريسوف فى بيان الاستقالة ويؤكد "لن أشارك فى حكومة تضرب فيها الشرطة الناس وتحل فيها التهديدات بالاحتجاج محل النقاش السياسيى"، فى إشارة لرفض رئيس الوزراء المستقيل للتعامل الأمنى مع الاحتجاجات. وكان قد قال من قبل، إنه سيتم إلغاء ترخيص توزيع الكهرباء الممنوح لشركة سى.إى.زد التى يقع مقرها فى جمهورية التشيك -وهى أكبر شركة مسجلة بوسط أوروبا- مما يضع بلغاريا فى مسار تصادمى مع التشيك، والدولتان من أعضاء الاتحاد الأوروبى. ونقلت وكالة أنباء (صوفيا) البلغارية عن رئيس الوزراء بويكو بوريسوف قوله، "إن خطر تحويل المظاهرات الحاشدة إلى مواجهات دموية دفعته لإعلان استقالة حكومته قائلا "إن كل قطرة دم تنزف بمثابة عار علينا".. مشيرا إلى المصادمات بين قوات الشرطة والمتظاهرين فى وسط العاصمة صوفيا، والتى تحولت إلى مشهد دامٍ، وأكد "لقد بذلنا أقصى ما فى وسعنا خلال الأربع سنوات الماضية". وأعلن رئيس الوزراء "سلطتنا سلمنا إياها الشعب، واليوم نعيدها إليه"، وكان من المتوقع أن يصوت نواب بلغاريا على إقالة وزير المالية ونائب رئيس الوزراء سيمون ديانكوف إلا أن المظاهرات الحاشدة جابت شوارع بلغاريا، حيث طالبت كافة أحزاب المعارضة بإقالة حكومة رئيس الوزراء. وأفاد التقرير بأن رئيس الوزراء البلغارى السابق ورئيس حزب "الاشتراكيين الأوروبيين" سيرجى ستانيشيف، ورئيس الحزب اليمينى "الديمقراطيون من أجل قوة بلغاريا" إيفان كوستوف، اتفقا على القول، بأن إقالة ديانكوف لم تكن غير محاولة لإرضاء المتظاهرين، وأنها لن تسهم فى حل المشكلات التى خرجت من أجلها التظاهرات. يشار إلى أن الاحتجاجات العارمة اشتعلت فى مدينة صوفيا وباقى مدن بلغاريا بسبب الارتفاع الصادم فى أسعار فواتير الكهرباء فى البلاد التى تعد أفقر دول الاتحاد الأوروبى. وكان شاب بلغارى قد أحرق نفسه، صباح أمس الأربعاء، أمام مقر بلدية فى فارنا (شرق). وأدخل الرجل البالغ من العمر 36 عاما إلى المستشفى فى حالة حرجة مع نسبة 80% من الحروق بحسب ناطقة باسم مستشفى محلى، كما قام شاب بلغارى آخر بإضرام النار فى نفسه، الثلاثاء، فى فيليكو تارنوفو (وسط) قبل أن يقضى متأثرا بجروحه، وقالت الشرطة، إنه كان يعانى من اضطرابات نفسية.