العالم يحضر حفل تنصيب السيسى رئيسا للبلاد بدون قطر وتركيا وسوريا.. ومرسي لم يحضره أحد السيسي يمنح الرئيس السابق قلادة النيل تقديرا لدوره الفترة الماضية
فى يوم حافل من تاريخ مصر، أدى صباح أمس الرئيس عبد الفتاح السيسى اليمين الدستورية أمام اللجنة العمومية للمحكمة الدستورية العليا والمستشار عدلي منصور الرئيس السابق فى سابقة الأولى من نوعها فى تاريخ مصر من نقل سلمى للسلطة من الرئيس السابق إلى الرئيس الحالي ليصبح الرئيس الرسمي لجمهورية مصر العربية لمدة أربع سنوات قادمة.
وترصد "الفجر" أهم الفروق بين أداء الرئيس عبد الفتاح السيسى لليمين الدستورية وأداء الرئيس المعزول محمد مرسى لليمين الدستوريه في 30 يونيو 2012.
أول هذه الفروق هو حضور الرئيس عبد الفتاح السيسى لمقر المحكمة الدستورية قبل ميعاده بعشر دقائق، حيث وصل فى تمام الساعة العاشرة وعشرين دقيقة من صباح اليوم، وكان ميعاد أداء اليمين في تمام الساعة العاشرة والنصف بينما وصل المعزول في 30 يونيو 2012، متأخرًا عن ميعاده بساعة ونصف، حيث وصل فى تمام الساعة الحادية عشر والنصف صباحا وكان ميعاده في تمام العاشرة.
وسمح السيسى ببث مباشر لأداء اليمين الدستورية للتليفزيون المصرى وكافة القنوات الفضائية الخاصة، بينما أعطى مرسى تعليمات قبل وصوله مقر المحكمة الدستورية لأداء اليمين الدستورية للتليفزيون المصرى بعدم البث المباشر لإداء اليمين، وحينما وصل المحكمة استمر فى جدلا طويلا مع أعضاء الجمعية العمومية حول ذلك، ما أدى إلى انسحاب ثلاث قضاة من المحكمة اعتراضا على ذلك وهم: المستشار الدكتور حسن البدراوي والمستشارة تهاني الجبالي والمستشار الدكتور عادل عمر الشريف، وتسبب انقطاع التيار الكهربائي في تعطيل مراسم حلف اليمين.
وحضر فعاليات أداء الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم لليمين الدستورية عدد كبير من المسؤولين والشخصيات العامة تخطى المائة شخص، وفى مقدمتهم المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء وتشكيل حكومته ورؤساء الحكومات السابقة وتشكيل حكوماتهم والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والبابا تواضروس وعدد من الشخصيات العامة، فى حين لم يشارك أي أحد في أداء مرسى لليمين فى 2012 سوى الجمعية العمومية فقط.
استغرقت فعاليات أداء السيسى لليمين الدستورية خمس وأربعين دقيقة فقط منذ أن وصل المحكمة وحتى أن غادرها، بينما استغرقت فعاليات أداء مرسى لليمين ما يقرب من الساعة وخمس وأربعين دقيقه أغلبها كان فى الجدل حول إذاعة أداء اليمين.
لم يلق السيسى أي كلمة خلال الفعاليات، واستمع إلى كلمة المستشار ماهر سامى نائب رئيس المحكمة الدستورية والمتحدث الرسمى لها وكلمة المستشار أنور العاصى النائب الأول لرئيس المحكمة الدستورية، وأدى بعدها اليمين الدستورية، وبعدها ألتقط صور مع الرئيس السابق عدلي منصور وهيئة الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية، وغادر المحكمة بينما ألقى مرسى كلمة مطولة عقب أداؤه لليمين.
وجلست الجمعية العمومية مع السيسى ولم يتحدثوا فى أى شيء يتعلق بالشأن القضائي، بينما في 2012 عقدت الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية جلسة حوار مسبقة مع مرسى قبل أداء القسم وأكدوا له على دور المحكمة الدستورية وأهمية الامتثال لأحكامها بإعتبارها المسئولة عن الرقابة الدستورية للدولة، ولن تقبل التدخل فى شئونها فى إشارة إلى حكم المحكمة الدستورية ببطلان مجلس الشعب السابق، ووضحوا له حيثيات الحكم، وأن المحكمة هدفها الوحيد هو تطبيق الدستور والقانون ولا تتدخل في الشئون السياسية للبلاد.
وعقب أداء اليمين، توجه السيسي إلى قصر الاتحادية بمصر الجديدة وفور وصوله أطلقت مدفعية السلام 21 طلقه ثم تفقد حرس الشرف، وبعد ذلك استقبل السيسى ملوك ورؤساء وحكومات وبرلمانات العالم، وتوجه الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسى والرئيس الأسبق عدلي منصور إلى قاعة الإحتفالات بالقصر ليلقى منصور كلمته، ثم ألقى السيسي كلمته، وبعدها وقعا على وثيقة تسلم السلطة والتي تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ مصر السياسي.
وأقيمت مأدبة غداء للملوك والرؤساء ومنهم: ملك البحرين وملك الأردن وسمو أمير الكويت ورئيس جمهورية الصومال ورئيس دولة فلسطين وسمو ولى عهد المملكة العربية السعودية وسمو ولي عهد إمارة أبو ظبي والمبعوث الشخصي لجلالة سلطان عمان ونواب رؤساء جمهوريات العراق وجزر القمر والسودان وجنوب السودان ورئيس مجلس النواب اللبنانى ورئيس المجلس الوطنى الشعبى بالجزائر ونائب أول رئيس المؤتمر الوطنى الليبى ووزاراء خارجية دولة الأمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وموريتانيا وتونس والمملكة المغربية وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ووزير الشئون الإسلامية والأوقاف بجمهورية جيبوتى ومدير الشئون السياسية للإعلام والديوان بإتحاد المغرب العربي.
ومن أفريقيا: رئيس جمهورية غينيا الاستوائية وتشاد وإرتيريا ومالى ونائب رئيس جمهورية السودان ورئيس وزراء سويزيلاند ورئيس ليبيريا ووزراء خارجية السنغال وإثيوبيا ونيجيريا ومدغشقر وغينيا وإنجولا وبوروندى وجامبيا وتنزانيا وأوغندا والكونغو الديمقراطية ووزير الزراعة التوجولى ممثلا عن رئيس الجمهورية ومفوضية الشئون السياسية بالاتحاد الإفريقي والسكرتير العام لتجمع الكوميسا.
ومن الغرب: رئيس جمهورية قبرص ورئيس البرلمان الروسي ونائب رئيس الوزراء ووزير خارجية اليونان ورئيس الاتحاد البرلمانى الدولى ووكيل سكرتير عام الأممالمتحدة ووزير الصناعة والتكنولوجيا المعلوماتية الصينى ونائب وزير خارجية إيران لشئون الشرق الأوسط ومستشار وزير الخارجية الأمريكى ممثلآ عن رئيس الولاياتالمتحدة الأمريكية.
وبعد ذلك توجه الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس السابق ورئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور إلى قصر القبة لإقامة حفلا بحضور عدد كبير من الشخصيات العامة والخاصة فى القاهرة والمحافظات وفى مقدمتهم السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس الشهيد محمد أنور السادات، والتي حضرت برفقة السيدة انتصار عامر زوجة الرئيس عبد الفتاح السيسى وممثلين عن الأحزاب والفنانين والكتاب والأدباء ورجال الشرطة والقوات المسلحة وشخصيات أخرى.
وبدأ الحفل بالسلام الجمهورى وتلاوة أيات من القرأن الكريم وبعدها ألقى عدلي منصور كلمته ثم ألقى السيسي خطابا للأمة رسم فيه ملامح الفترة القادمة من تاريخ مصر، وبدأه بالوقوف تحية لشهداء الوطن، وبعدها ألقى كلمته، ثم تم الإعلان عن أول قرار لرئيس الجمهورية وهو منح قلادة النيل للمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية الأسبق ورئيس المحكمة الدستورية الحالى تقديرا لدوره وعطائه الفترة الماضية في خدمة البلاد، ثم عزف السلام الجمهورى وانتهى الحفل.