إلقاء القبض على مستشار الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي وهو بصدد مغادرة ليبيا إلى تركيا، يزيد من هواجس المصريين حول ما يحاك ضدّ بلدهم، خاصة مع تواتر التقارير التي تتحدث عن تحوّل ليبيا إلى فضاء يستغله الإخوان بالتنسيق مع القاعدة وقوى إقليمية للنيل من الأمن القومي المصري.
كشفت مصادر رسمية مصرية لجريدة العرب للندنية ، أن أجهزة الأمن الليبية ألقت القبض على مستشار سابق للرئيس المعزول، محمد مرسي، في مطار طبرق، شرقي ليبيا، أثناء محاولته الفرار إلى تركيا، باستخدام تأشيرة مزوّرة.
وأكد مدير مطار طبرق العقيد محمد منفور في تصريحات صحفية، الخميس، أن عناصر مديرية أمن منفذ المطار وأمن الجوازات ألقوا القبض على محمد أحمد شحاتة، المستشار السابق لمرسي، بعد اكتشاف أنه دخل البلاد بطريقة غير شرعية.
وأضاف المسؤول الليبي، أن أمن المطار أجرى تحقيقا مع مستشار الرئيس المصري السابق، واعترف بدخوله ليبيا سرا مقابل مبلغ 500 دينار ليبي، أي ما يعادل حوالي 400 دولار أميركي، حسب ما أورده موقع “أخبار مصر".
وأسفرت عملية تفتيش مستشار الرئيس المصري السابق، وفق ما أكده مدير المطار، عن وجود مبالغ مالية بحوزة شحاتة، بواقع 31 ألف دولار، و2000 يورو، و36 ألف ريال سعودي، و725 ليرة تركية، و1375 جنيها مصريا، و950 دينارا ليبيا.
وحول الوجهة التي اقتادوه إليها أكدت مصادر ليبية أنه تمّ نقله إلى العاصمة طرابلس، فور القبض عليه في مطار طبرق، بالتنسيق مع وزارة الداخلية، حيث تم تسليمه إلى “السلطات المختصة”، حسب وكالة الأنباء المصرية الرسمية.
وتفيد المصادر بأن شحاتة كان وصل إلى مدينة طبرق الليبية في الثاني من شهر أبريل الجاري، ليتوجّه فيما بعد إلى مطار المدينة بغرض الذهاب إلى تركيا، حيث ألقي القبض عليه.
وتشهد ليبيا منذ سقوط الرئيس الأسبق معمر القذافي حالة فوضى عامّة، في ظل انتشار السلاح وتوالد الجماعات المسلحة التي ينضوي عدد كبير منها تحت لواء جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة، والتي كشفت تقارير غربية عن وجود تعاون وتنسيق كبير بينهما، تمّ رصده عبر الاتصالات اللاسلكية.
وأمام غياب الدولة واحتكار الجماعات المسلحة لسلطة القرار، أضحت ليبيا الحديقة الخلفية لقيادات وعناصر تنظيم الإخوان المسلمين، الذين فرّ العديد منهم إليها عقب سقوط حكمهم في مصر في الثالث من يوليو الماضي.
يذكر أن السلطات الأمنية المصرية تمكنت مؤخرا من إلقاء القبض على عدد من عناصر وقيادات تنظيمات متشدّدة مرتبطة بالإخوان، قدمت مؤخرا من ليبيا سرا للقيام -بالتنسيق مع الجماعة في مصر- بأعمال عنف أوكلت إليها.
ومن بين هؤلاء القياديين نجد ثروة صلاح شحاتة مساعد زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وأحد قياديي أنصار الشريعة، والذي نجحت أجهزة الأمن المصرية في تعقبه، وإلقاء القبض عليه في عملية وصفت بالنوعية، في منزل أحد أعضاء جماعة الإخوان بمدينة العاشر من رمضان، التي كان يعتزم التنقل منها إلى سيناء.
واعتبر العقيد خالد عكاشة في تصريحات صحفية أن ثروة شحاتة هو الرجل الثاني في تنظيم القاعدة وهو «مرتبط بعلاقات قوية مع الإخوان ومع حلف شمال الأطلنطي “ناتو”، وإنه أحد سفراء الإرهاب الذين انتبهت الإخوان لتكوينه وإمكانياته، وكان من بين قادة الصف الأوّل للتنظيم الجهادي الذي خرج إلى أفغانستان». وجدير بالذكر أن عديد المصادر قد تحدثت منذ أشهر عن العلاقة المتينة التي تربط بين شحاتة الرجل الثاني في القاعدة ونائب المرشد العام لجماعة الإخوان خيرت الشاطر؛ كما تحدثت ذات المصادر عن لقاء جمعه بيوسف القرضاوي الذي يتخذ من الدوحة مقرا له، لإيفائه بتفاصيل المعسكرات التي شكلت في ليبيا لمواجهة مصر.
وتتواتر في الفترة الأخيرة التقارير الاستخبارية التي تتحدث عن تحوّل ليبيا، في ظل الفلتان الأمني الذي تشهده، إلى منطقة تحاك بها المخططات للنيل من سلامة واستقرار مصر خاصة قبيل الانتخابات الرئاسية، ولعل أخطرها ذلك الذي يكشف عن تشكيل ما يسمى بالجيش المصري الحرّ والذي كانت صحيفة "العرب" السباقة في إماطة اللثام عنه.
وصدر مؤخرا تقرير أميركي ساهم في كتابته ضباط وقيادات سابقة في وكالة الاستخبارات الأميركية، يسلط الضوء على الدور الذي تلعبه دول إقليمية وفي مقدمتها تركيا وقطر وإيران، فضلا عن التنظيم الدولي للإخوان وتنظيم القاعدة لضرب الأمن القومي المصري، عبر الأراضي الليبية.
وقدّم التقرير الأميركي معطيات مفصلة عمّا أسماه ب«مؤامرة قطرية- تركية- إيرانية» تهدف إلى تخريب الانتخابات الرئاسية المرتقبة بمصر في أيار، وإفشالها عبر مخطط للعنف وبثّ الفوضى وتدمير المؤسسات الحيوية بالدولة يقوم على تشكيل ما يسمى بالجيش المصري الحر الذي هو اليوم في طور التدريب.
وكشف التقرير الذي نشرته صحيفة “وورلد تربيون” الأميركية أن العملية تشرف عليها جماعة “الإخوان” بالاشتراك مع “القاعدة".
وكشف، يوسف بودنسكي المدير السابق لمجموعة العمل في الكونغرس بشأن الإرهاب والحرب غير التقليدية في الفترة من 1988 حتى 2004 في التقرير الذي شارك في كتابته أن مصانع ليبية هي الآن بصدد إنتاج الزيّ الرسمي الذي يرتديه الجيش المصري، كما يجري توزيع هذه الملابس على عناصر “الجيش الحرّ”، استعدادا للتسلل إلى مصر وتنفيذ المخطط الإرهابي.