انفراد بالفيديو.. لحظة مقتل مواطن بقسم إمبابة.. وأمه تمزق صورة "السيسي" وتقول: "لو ابني يهودي يتقتل كده"

نهال معبدي
"حمادة خليل".. هكذا كان لقبه في منطقته.. الصغير الكبير كان وصفه .. محمد صاحب الابتسامة العزبة ابن السادسة والثلاثون أب لمولودة عمرها 9 أيام لم تنظر عيناها إلى الدنيا حتى الآن، كتب عليها القدر والقلوب القاسية أن تربى دون أب، وأن تحصد اليتم دون ذنب لها أو لوالدها .

"محمد أحمد خليل" مواطن مصري ولد وتربى في منطقة إمبابة، ودرس فى كلية الحقوق، وتسببت ظروف الحياة والمعيشة الصعبة فى تأجيل دراسته حتى وقتنا هذا، وتوجه أول أمس الأحد إلى قسم شرطة إمبابة لدفع كفالة مالية للإفراج عن أحد أصدقائه، وتشاجر مع "أحمد الطيب" مندوب شرطة بالقسم انتهى التشاجر بينهم بقتله بثلاث رصاصات أطلقهم مندوب الداخلية على المواطن الأعزل ليلقى مصرعه في الحال .

وأكدت والدته وشقيقه الأصغر، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن المجنى عليه لم يكن ينتمى لأى جماعات، وأنه شارك وأسرته فى ثورة 30 يونيو، وقال إخوه: "صورت أخويا علشان حقه ما يضيعش زي اللى قبله".

وفي جولة خاطفة داخل منزل والده، كانت صورة ضخمة معلقة ل"السيسى"، وعقب خبر مقتل ابنها على يد أمين شرطة، لم تعد تحتمل الأم، وقامت بتمزيقها، قائلة :"كنا مع السيسى وقولنا البلد هتتقدم بس طلع كله كلام فى كلام.. وما حدش يقولي إنه مش هو اللي بيحكم".

وبدموع لا تتوقف عن البكاء، أضافت الأم المكلومة، قائلة: "أبني مش إخواني.. ولا عمره كان منهم بس حتى لو ابنى يهودي يتقتل كده".

وتابعت، أن ما دفع نجلها للتوجه إلى قسم الشرطة، دفع الكفالة لأحد المتهمين، مما تسبب في نشوب مشاجرة بينه وبين أحد أمناء الشرطة الذي بادره بإطلاق ثلاثة أعيرة نارية حتى لقي مصرعه.

وأطلق أمين الشرطة محمد الطيب ثلاث رصاصات على الشاب ويدعى محمد أحمد خليل، ما أسفر عن وفاته فى الحال، وتم التحفظ على أمين الشرطة، وأخطرت النيابة للتحقيق.