كانت حملة "عنان" تصنع صفحات على "فيسبوك" لتضيفها إلى الصفحات المؤيدة ل"الفريق" المهزوم في كل معاركه الإليكترونية السابقة، والصفحات هي: "ثورة الدولة المدنية"، و"الحملة الشعبية لمطالبة الفريق سامي عنان بالترشح لرئاسة الجمهورية"، وصفحة مبادة "حلم"، ومجموعة صفحات للدفاع عن حقوق "الأقباط" يتولى إدارتها الناشط المسيحي أشرف جورج، ورصد سامي عنان 50 ألف دولار كمبلغ مبدئي للدعاية لصفحاته على الانترنت. أمّا الصفحة الأهمّ التي أنشئت بعدها وهي "جبهة الدفاع عن الفريق سامي عنان"، وتصدر بيانات دورية للرد على أي صحفي أو ناشط يقول ربع كلمة عن "الفريق" بعد أن تأمر اللجان بتشريده على الانترنت، وقَطْع لسانه، ويوقّع المحامي محمد عبدالنبي على كل بيان بصفته "المنسق العام لجبهة الدفاع عن الفريق سامي عنان".. ومقابل ذلك، كافأه "عنان" بتعيينه مديرًا تنفيذيًا لمركز "مصر" للدعم السياسي.
ولمَّا فاحت رائحة جبهة الدفاع (الفاترينة).. تم وقف نشاط الصفحة، وإنشاء صفحة أخرى باسم "سامي عنان" شخصيًا، وكتب عليها: "الصفحة شبه الرسمية.. هذه الصفحة يراها الفريق سامي عنان، ويرد عليها زيه زيك"، وبمجرد إعلان "عنان" عدم ترشحه ل"الرئاسة"، وخروجه من المولد بلا حمص، تحولت إلى صفحة لنشر الكوميكس!
الغريب إن الحملة الانتخابية ل"عنان" سرَّبت خبر ترشيحه للرئاسة، وسرّبت صورة له في "مرسى مطروح"، وكان الهدف جسّ نبض الشارع، ومراقبة ردود الأفعال على "تويتر" و"فيسبوك" بعدها. في الساعة التي نُشِر فيها الخبر، كان "عنان" في اجتماع مع نجله سمير، وجوزيف نسيم، يتابع ردود أفعال النشطاء، وينتظر تقرير اللجان الإليكترونية.. التي فشلت في صدّ العدوان عليه.. ولذلك طرد جميع العاملين فيها، وكذَّب الخبر.
كان أكثر المتحمسين ل"عنان" في حملته الانتخابية ولجانه الإليكترونية يرى إن نجاحه في انتخابات "الرئاسة" مستحيل.. سامي عنان المرشح الوحيد الذي اتفقت جميع التيارات السياسية على كراهيته.. الثوار ضده، وأولاد "مبارك" ضده.. "الإخوان" ضده، وأنصار الجيش مع "السيسي".. لكن التفسير الوحيد لانضمامهم لحملة "عنان" قاله "أشرف.ج" في (قعدة ودية) مع عضو بحملة "دعم الجيش" المعترضين على حلم "عنان" بالرئاسة:
"الفريق سامي وفَّر لنا مكتب محترم، وأجهزة لاب توب، وكاميرات، وحاجات عمرنا ما حلمنا بها بعدما كان آخرنا نعمل مظاهرة في الشارع.. كل أعضاء الحملة طول عمرهم ضد المجلس العسكري، وهتفوا ضد عنان، لكن الرجل مدّ لنا ايده عشان نحقق أحلامنا. ايه المانع نساعده يكون رئيس؟".