في إطار ما يسعى إليه المختصون في علم الشيخوخة البيولوجية من البحث عن طرق تقلّص من آثار الشيخوخة وإطالة عمر الإنسان، أكّد العالم الفرنسي أوبراي دو غراي أنّه على قناعة تامّة بأنّ جميع البشر سيعيشون مئات السنين بشكل كامل، لافتًا إلى أنّ بإمكانهم ذلك في المستقبل، كاشفًا أنّه يبحث عن وسيلة تُتيح تجدد الأنسجة البشرية مما يسمح بإطالة أمد العمر إلى ما لا نهاية. وفي حديثٍ مع مجلّة "باري ماتش" الفرنسية الأسبوعية، أوضح دو غراي، المختص في علم الهندسة وليس علوم الطبيعة والحياة، أنّ الخلايا هي مفتاح الشيخوخة، وبالعمل عليها وتجديدها يُمكن إطالة العمر، وقال: "إنّه يُمكن الوقاية من الشيخوخة وما شابهها من أمراض عبر إعادة برمجة الخلايا التي تلعب دورًا في زيادة السنوات التي يعيشها الإنسان".
وشرح دو غراي أنّ "الخلايا تنقسم لعدّة مرات وتنتج أنسجة جديدة لما يقارب 50 مرّة إلى أن تتوقّف عن الإنقسام وبالتالي لا تتجدد وتبدأ الشيخوخة". وردًّا على سؤال إن كان سيتمكّن البشر من العيش 500 عام أو ألف، حسم إجابته ب"نعم".
وأشار دو غراي إلى أنّ "بعض الخلايا تتجدد من تلقاء نفسها بسبب خلايا جينية منقولة بانتظام"، مضيفًا إنّ "هناك مسارًا آخرًا لتجديد الخلايا يتمثّل بإزالة الخلايا غير المرغوب بها (خلايا دهنية أو شيخوخة) أو حقن جينات "انتحارية" في خلايا هرمة كي تدفعها إلى التدمر تلقائيًا".
وأوضح دو غراي أنّ "إطالة العمر ليست سوى مسألة وقت، إذ أنه يحلم بأن يستطيع أي شخص مهما كان عمره أن يتمتع بصحة جيدة مهما كان عمره"، مؤكّدًا "وجود نسبة 50% من الحظوظ لتطوير المعرفة الأساسية وفهم الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، ويستطيع الأطباء تطبيق علاج جديد للقضاء على هذه الأمراض"، وأضاف إن "العلاجات ستُصبح متوفّرة بعد عشرين أو 25 عامًا".
وقال: إنّ "الباحثين حققوا تقدمًا في هذا المجال، وضرب مثلاً أنّه يُمكن حماية الخلايا من مخاطر التسميم العالي في الكوليسترول، عبر حقن أنزيم "بروتين"، حيث يُمكّن لهذا الانزيم أن يغير التفاعالات الكيميائية داخل الخلية من دون إحداث تغيير في توازنها".
ولفت إلى أنّه نظريًا، فإنّ "معالجة الأمراض المتعلّقة بالشيخوخة أسهل من وضع حد للشيخوخة بنفسها". وأكّد أنّ "الأمراض المتعلّقة بالشيخوخة تحظى باهتمام معظم الناس في عدّة دول حول العالم".